"إننى واحد من الناس الذين طلبوا ومازالوا يطلبون فرصة حكم للتيار الدينى، يجربون من خلالها مسئوليات الدولة، لكن التصرفات حتى الآن تدعو للقلق، والقضية أن الإخوان إذا كسبوا فهى معضلة تواجه البلد، وإذا خسروا فهى معضلة أخرى تواجه البلد أيضا".. هذا هو رأى الأستاذ "هيكل" الذى عبر عنه فى حوار أجرى معه فى صحيفة الأهرام قبيل الانتخابات الرئاسية الماضية.
أسئلة هيكل للإخوان تجاب بأزمات سياسية ومجتمعية
تساؤلات عدة طرحها هيكل أمام أنصار تيار الإسلام السياسى وعلى رأسهم جماعة الإخوان وأتباعهم من راغبى الوصول للسلطة، تتعلق بكيفية تعاملهم مع قضايا المجتمع ومشكلاته فى مختلف المجالات "الصحة ، التعليم، الثقافة وما يتصل بها من فنون"، وحتى علاقة هذا التيار نفسه بوزارة الداخلية المعروف عنها عداؤها الدائم لهذا الفصيل، ولكن بدأت إجابات اسئلة الأستاذ تتكشف تلقائيا واحدة تلو الأخرى وتخلف وراؤها أزمات بعد تولى الرئيس السابق محمد مرسى الرئاسة، وعلى الرغم من رأى هيكل فى الأخير، الذى أعلن عنه فى صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، جاء فيه أن مرسى رجل طيب، ولكنه ليس متيقنا من مدى معرفته بالعالم العربى والسياسة المصرية، وبناء عليه قال: "امنحوهم الفرصة ولكنى لا أعتقد أنهم سينجحوا"، إلا أن هذا لا يمنع الخلفية التاريخية الراسخة فى ذهن الأستاذ تجاه الجماعة منذ فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورأيه فى هذا الفصيل، بأنه يلجأ للعنف دائما للدفاع عن قضاياه.
وفى أحد اللقاءات التى جمعت بين هيكل ومرسى، بعد فوز الأخير بمقعد الرئاسة، ووفقا لما تناولته وسائل الإعلام وقتها عن كواليس اللقاء، سأل محمد مرسى هيكل عن تصوراته للمشهد السياسى الحالى فأجابه "الأستاذ": "لا أستطيع أن أناقشك حول أى أمور خارج اهتمامك الحالى، ولابد أن تحدد لى ما يشغل اهتمامك فى الوقت الراهن"، واقترح عليه إجراء حوار وطنى مفتوح مع القوى السياسية المختلفة دون استبعاد أى تيار، كما طالبه بالعمل بكافة السبل لتهدئة الاحتقان السياسى الشعبى فى الشارع حتى تتمكن الدولة من تجاوز الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وعندما سأله مرسى عن موقفه ورأيه فى الاستفتاء على مسودة الدستور الذى تم الاستفتاء عليه فى 2012، قال هيكل إنه من أنصار مقاطعة الاستفتاء.