"اذكروا محاسن موتاكم"، مقولة تسمعها عندما يحاول أحد أن يتطرق فى حديثه إلى ذم شخص وافته المنية، لكن جماعة الإخوان وحلفائها نحوا هذه المقولة تماماً، وأظهروا شماتتهم فى وفاة كل من الدبلوماسى بطرس غالى الأمين العام الأسبق لمنظمة الأمم المتحدة ، والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.
وعبر عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، عن فرحته فى وفاة هيكل ، محرضا أنصار التنظيم ألا يذكروا محاسن موتهم، بينما شن أنس حسن، القيادى بجماعة الإخوان، ومؤسس شبكة رصد الإخوانية، هجوماً عنيفاً على حزب مصر القوية بسبب نعيه لوفاة محمد حسنين هيكل ، وقال فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"أنا كنت متخيل لو الإخوان عملوا الحركة دي كان الإكس إخوان الذين فى حزب مصر القوية هيعملوا أيه".
كما انهالت عزة الجرف، القيادية بحزب الحرية والعدالة المنحل، بالسباب على الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى تغريدات عبر حسابها الشخصى على "تويتر".
وفى السياق ذاته شمت أحمد رامى، المتحدث الرسمى لحزب الحرية والعدالة المنحل، فى وفاة الدكتور بطرس غالى، ونشر رامى عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، أخر فيديو لـ"غالى" وهو يهاجم الإخوان ويحذر من خطورتهم، وعلق عليه قائلا :"ده تقريبا كان آخر ظهور إعلامى لبطرس غالى، الدنيا متفاتة".
بدوره، انتقد الشيخ محمود لطفى عامر الداعية السلفى، شماتة البعض فى الموت، مؤكدا أن شماتة جماعة الإخوان فى وفاة الكاتب محمد حسنين هيكل ليست من الإسلام، مضيفاً:"وليس معنى ذلك تزكية لمنهجه الفكرى فالشماتة فى الموت ليست من أخلاق الإسلام".
وأضاف "عامر" فى تصريحات لـ"انفراد":" لا يجوز أن يشمت أحد فى موت أى شخص، كما لا يجوز الشماتة فى وفاة أى إنسان ينتمى لجماعة الإخوان".
ليست من أخلاق الإسلام
واستشهد "عامر" بقصة وقوف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما مرت جنازة يهودى، مضيفاً:" الرسول صلى الله عليه وسلم وقف لأنها نفس بشرية التى لها احترامها بغض النظر عن عقيدتها ".
من جانبه قال هشام النجار، الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى:"الشماتة فى وفاة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل شاهدة على عجز وإفلاس الشامتين حيث لم يعودوا يمتلكون من أدوات الحضور فى المشهد والتأثير فى أتباعهم إلا بهذه الأساليب الرخيصة المنافية لأخلاقيات الإسلام وآدابه".
وأضاف "النجار":" مهما كان الاختلاف مع الشخص أو الرمز سياسياً لا يقر الإسلام الشماتة فى الموت بل حادثة وقوف النبى صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودى دلالة على تقديس الإسلام لجلال وحرمة الموت حتى مع المختلفين فى العقيدة .. والقضية لها خلفية تاريخية لارتباط هيكل رحمه الله بالمشروع الناصرى وتأثيره المعروف وإسهاماته بجانب عبد الناصر عدو الإخوان اللدود، بل تتضاعف كراهية الإخوان لهيكل لقربه ودوره فى مسار 3 يوليو الذى أقصى الإخوان عن الحكم".\
وأضاف"النجار"، أن تلك الممارسات تضعف من موقف الإخوان وتظهرهم مفلسين أخلاقياً بعد إفلاسهم السياسى، فالعبرة برقى الأداء والاحترافية السياسية والندية فى علم الشهادة وفى دنيا الأحياء وليس بإخفاء الفشل والعجز بالشماتة فى موت هذا الرمز أو ذاك.
فيما أشار أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن شامتة الإخوان فى وفاة كل من الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، والدكتور بطرس غالى، يؤكد حالة الخلل النفسي التى تعيشها الجماعة، خلال الفترة الحالية وعدم وجود مبادئ لديها.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"انفراد"، أن قيادات إخوانية أعلنت فى الماضى أكثر من مرة أنهم يختلفون مع هيكل لكنهم يحترمونه، بينما الآن يشمتون فى وفاته ويظهرون الفرحة، وهذا ليس من الإسلام فى شئ.