بأجواء مشحونة، شابتها مناوشات وكر وفر بين الأمن والناخبين ، انطلق مارثون الاستفتاء على انفصال إقليم كتالونيا عن الحكومة الإسبانية صباح اليوم الأحد ، وسط تحذيرات من جانب مدريد من تداعيات مساعى الاستقلال الذى وصفته دوائر سياسية بـ"غير المدروس".
الحكومة الإسبانية تنتقد سلطات كتالونيا
وبعد أقل من ساعة على انطلاق عملية التصويت داخل مراكز اقتراع إقليم كتالونيا ، انتقدت الحكومة الإسبانية فى بيان لها تغيير سلطات الإقليم الساعى للانفصال قواعد التصويت ، مؤكدة أن ذلك يعد بمثابة إجراء "خال من أى احترام للديمقراطية"، وأوضحت أن سلطات كتالونيا أعلنت السماح للناخبين بالتصويت فى أى مركز انتخابى دون الحاجة لاستخدام المظاريف، وإمكانية استخدام التصويت المطبوع فى المنازل، فى مخالفة صريحة للوائح الخاصة بالاقتراع.
وفى تقرير لها ، نقلت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية منذ قليل عن مصدر من الحكومة الإسبانية قوله: "للمرة الأولى فى تاريخ الانتخابات بإسبانيا يتم تغير قواعد التصويت فى غضون 45 دقيقة ، بهدف واحد وهو الإجبار على الانتخابات وتسهيل عملية التصويت ليحظى بالفوز"، مضيفا: "هذا الاستفتاء عار على العملية الانتخابية فى إسبانيا، ووفقا لسيادة القانون فهذا الاستفتاء غير قانونى."
الداخلية الكتالونية: التصويت دون استخدام مظاريف
فى المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الكتالونية جوردى تورول: "التصويت يتم دون الحاجة إلى استخدام المظروف، والاقتراع المطوى أى المطبوع فى المنزل، وسيكون هناك فحص مزدوج للتأكد من أنه لا أحد يصوت مرتين، مما سيجعل العملية لفترة أطول، ولكن أيضا سيكون كافيا الذهاب إلى أى مركز اقتراع مع الهوية الشخصية ليكون قادرا على ممارسة حق الاقتراع، موضحا: "لقد تمكنا من التغلب على العقبات وإعادة صياغة المواد المضبوطة، ولكننا لم نتمكن من تصنيع مظاريف جديدة"
من جانبها، أعلنت الحكومة المركزية الإسبانية عدم شرعية الاستفتاء ، وعلى الرغم من ذلك إلا أن المئات من داعمى استقلال كتالونيا افترشوا الساحات أمام المدارس المخصصة للجان الاستفتاء على استقلال الإقليم، فى تحد واضح للسلطات الإسبانية
وأوضحت الصحيفة، أن الشرطة ختمت بالشمع الأحمر أكثر من نصف مراكز الاقتراع البالغ عددها 2300 فى كتالونيا، حيث تريد السلطات الانفصالية تنظيم استفتاء محظور ـ على حد وصف الصحيفة-
الناشطون يحتلون 163 مركز اقتراع
وأضاف ممثل الحكومة الإسبانية، فى كتالونيا، أن 163 من هذه المراكز يحتلها ناشطون يحق لهم مغادرتها، لكن لا أحد يستطيع دخولها، واحتل الانفصاليون الكتالونيون، عشرات المدارس التى تم اختيارها مراكز تصويت بهدف منع الشرطة من إغلاقها.
وأمام حالة الترقب المتبادلة ، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب، والمواطنين المحتشدين أمام مراكز الاقتراع، وسط حالة من الكر والفر ، خاصة بعدما تم اقتحام مركز اقتراع بلدة جيرونا ، الذى كان مقرراً أن يصوت فيه رئيس الإقليم كارليس بيجديمونت ، من قبل الأمن.
ويثير الاستفتاء خلافات فى الإقليم الغنى الواقع بشمال شرق إسبانيا، إذ يضع المسئولين الكتالونيين فى مواجهة الحكومة المركزية فى واحدة من أكبر الأزمات التى تشهدها إسبانيا منذ تفعيل الديمقراطية، بعد وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، فى 1975، كما يثير انقسامات بين الكتالونيين أنفسهم، وإن كانت غالبية كبيرة منهم ترغب فى تسوية المسألة فى تصويت قانونى.