احتكم طلاب وطالبات جامعة القاهرة للداعية الإسلامى حبيب الجفرى، حول قرارى الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، كان أولهما خاص بحظر ارتداء النقاب داخل قاعات الدرس وداخل المستشفيات الجامعية خلال علاج المرضى، مطالبين الداعية الإسلامى بالتدخل والتحدث إلى رئيس جامعة القاهرة حول صحة هذا القرار من عدمه.
وطالبوا مشورته بشأن طول المسافة بين بعض كليات الجامعة ومجمع مساجد جامعة القاهرة، وعدم مقدرتهم على الخروج بين المحاضرات لأداء الصلاة بالجامع الكبير بسبب تتابع المحاضرات.
رفض الجفرى الحديث عن قرارات جامعة القاهرة حتى يستمع لوجهة نظر الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، والظروف المرتبطة باتخاذ هذين القرارين.
من ناحيته، فند الدكتور جابر نصار حجج الجامعة فى اتخاذها القرارين، مؤكدا أن القرارين كانا لصالح العمليتين التعليمية والعلاجية وليس لهما أى خلفية دينية أو سياسية، وإنما كان المقصود تحقيق المصلحة العامة.
ودخل الدكتور جابر نصار، فى نقاش حاد مع إحدى طالبات الجامعة، التى عبرت عن رفضها لقرار الجامعة بإغلاق المصليات داخل الكليات وأنها لا تلحق الصلاة، فرد عليها نصار قائلا: "السيدة ليس لها جماعة بالمسجد".
وأكد نصار، فى كلمته، أن قرار إغلاق المصليات طبق عندما وجد 3 جماعات للصلاة بإحدى الزوايا فى المدن الجامعية وهؤلاء الطلاب تركوا الصلاة بالمسجد الجامع فى المدينة الجامعية، وكذلك عدم توافر شروط الطهارة للصلاة بتلك الزوايا والمصليات، وأيضا عدم قدرة هذه الزوايا على استيعاب أعداد الطلاب من المصلين وفى المقابل ترك المسجد الجامع بوسط الجامعة فارغا ولا يصلى به أحد.
وأشار نصار، إلى أنه يؤيد أن يطرح قضية المصليات ويشرح أسباب اتخاذ قراره للشيخ الحبيب الجفرى، قائلا: "إن كلية الحقوق كان المصلى بها مساحته 8 أمتار بإحدى غرف الخزين، وأن مصلى كلية الحقوق يوجد بجانب الحمامات، وأن هناك ما يقرب من 200 طالب يريدون أداء الصلاء وذلك المكان لا يستوعبهم".
وأضاف نصار، أن هناك 150 طالبا يؤدون الصلاة أمام دورة المياه لعدم وجود مكان يكفى، لذلك خصصت الجامعة مكانا يتسع طلاب الجامعة، لذلك عملنا على بناء مسجد وغلق الزوايا، لافتا إلى أنه تم الاستعانة بأكثر من 40 عالما وبعض من أساتذة الهندسة لتحديد أماكان القبلة، لبناء المسجد.
وأردف رئيس جامعة القاهرة، أن المسافة بين كلية دار العلوم ومسجدى جامعة القاهرة لا تتعدى دقيقتين سيرا على الأقدام، كما أن المسافة بين كليتى الحقوق والآداب باعتبارهما أبعد كليتين عن المسجد لا تتعدى 5 دقائق سيرا على الأقدام أيضا.
من جانبه، رد الحبيب على الجفرى، بعد سماع وجهة نظر الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بأنه طالما أن هناك مسجدين أحدهما للرجال والآخر للسيدات، وطالما أن هذين المسجدين من السهل الوصول إليهما فلا حاجة لوجود المصليات داخل المبانى، مؤكدا أن السيدة تحل لها الجماعة طالما حرصت عليها.
وأكد الجفرى، أنه طالما لم تكن تلك مساجد مبنية لله وهدمت فإن القرار صحيح، قائلا: "لدينا مشكلتان الأولى ليست كل الكليات قريبة والثانية متعلقة بتتابع المحاضرات، وفى حال كون المسجد سهل الوصول إليه فلا حاجة لوجود المصليات قولا واحدا لا نجامل فى هذه المسألة، ونلتمس من الدكتور جابر نصار أن يعيد النظر بشكل جاد فى مسألة توقيتات الصلاة ومراعاة أوقات الصلاة، بين المحاضرات".
ووجه الجفرى التحية لرئيس جامعة القاهرة، لدخوله فى جدال بناء بينه وبينه طلابه وطالباته حتى وإن كان هذا الجدال بصوت عال لأنه جدال أب وابنته.
وفيما يخص حظر النقاب، قال الجفرى، إن قضية النقاب لها 3 أبعاد، أولها البعد الاجتماعى وثانيها البعد الثقافى، وثالثها واقعة الحال التى يعيشها الناس، مشيرا إلى أن جمهور العلماء قالوا إن النقاب ليس بفريضة، من الناحية الشرعية، قائلا: "رأيت حديثا عن معنيين للعورة الجسم والنظر "العينين" والكفين ليسوا بعورة فى المرأة لكن عورة النظر موجودة ويحرم النظر، نعم الرجل لا يجوز له النظر نظرة عيبة للمرأة التى أمامه، مستشهدا بقول الله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم".
وأضاف الجفرى، أن المشكلة أنه عندما نطرح القضايا نختلف حولها، قائلا: "رأيت القائلين إن النقاب عادة بدوية ولا وجود لها بالدين وليس له أصل فى ثقافتنا، وهذا خطأ لأن النقاب موجود فى الشرع وينبغى أن يحترم ذلك، وواجب حال حماية المرأة، إذ أنه يجب أن تغطى المرأة وجهها حتى تهرب من وجود شباب سيئين يتربصون بها فى أحد الشوارع، على سبيل المثال".
وتابع الجفرى: "النقاب فضيلة لمن أراد فعلها، ونحن فى عصر أصبح به الاستقطاب الثقافى مزعج للناس نعيش التطرف فى كل الاتجاهات، الناس تضرروا من شريحة معينة من المسلمين فأصبح على المتدينين دفع الفاتورة وهذا مرفوض نحن مسلمين وما زلنا كذلك"، مؤكدا أن الدكتور جابر نصار ذكر واقعتين فيما يخص النقاب أولهما المنتقبة التى سرقت الأطفال من قصر العينى وهنا من حقه قولا واحدا أن يتخذ القرار بحظر النقاب".
وقال الجفرى: "كيف لمريض أن يعالج ممن لا يعرفه فكيف يسأل عن المخطئ من بين المنتقبات، والواقعة الثانية أن عضوات التدريس بقاعة الدرس عليهن الالتزام بقرار الجامعة فى خلع النقاب بقاعة الدرس، ومن حقهن عدم الكشف عن وجوههن خارج قاعات الدرس"، مؤكدا أن ثقافة الاستهزاء بالمنتقبات أصبحت منتشرة وأصبح الكثير يقول إنها متخلفة ومن كوكب آخر والغريب أن المطالبين بالحريات يتحدثون عن ذلك وكأن حرية العرى مكفولة السترة ممنوعة".