الإحصاء: 18.4 مليون "أمى" فى مصر من سن 10 سنوات.. محافظات الصعيد الأكثر جهلا.. المنيا الأعلى بـ36% يليها بنى سويف بنسبة 36%.. و1.2 مليون غير متعلم بالقاهرة.. والبحر الأحمر الأقل "أمية" بـ12%

ليس فقط انتشار الأمراض التى تصيب الأبدان هو الخطر الأوحد الذى يهدد الشعوب، ولكن هناك خطر أكبر منه، عندما يتعلق الأمر بالعقول والمستقبل، فالأمية وانتشار الجهل، من أكبر الأخطار التى يمكن أن تقضى على مستقبل أجيال ودول، حيث يقع على عاتق المجتمعات مسئولية مقاومة الجهل ومنع انتشار الأمية ومحوها. ووفقا لآحدث الأرقام الصادرة فى هذا الصدد من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، من خلال نتائج تعداد مصر لعام 2017، يوجد بمصر نحو 18.4 مليون أمى من سن 10 سنوات فأكثر من إجمالى عدد سكان فى هذه الفئة العمرية يبلغ 71 مليونا و369 ألف فرد، حيث شكلت نسبة انتشار الأمية بين المصريين "10 سنوات فأكثر"، 25.8%. سجلت وبالرغم من أن نسبة انتشار الأمية فى المجتمع المصرى، قد تراجعت مقارنة بالنسبة التى رصدها تعداد مصر عام 2006، إلا أن النسبة المرصودة حاليا تعتبر مرتفعة ولا تزال تحتاج لجهد كبير من قبل المعنيين بالأمر، إذ سجلت نسبة الأمية فى نتائج تعداد 2006 نحو 30%، متراجعة إلى 25.8% فى نتائج التعداد الحالى لعام 2017. وفى قراءة لنتائج التعداد الحالى حول مدى انتشار الأمية بين المحافظات، جاء صعيد مصر الأعلى فى انتشار الجهل والأمية، حيث احتلت محافظة المنيا المركز الأول بين محافظات وجه قبلى بنسبة 37.2%، تلاها بنى سويف بـ35.9%، فيما سجلت نسبة الأمية فى محافظات أسيوط والفيوم وسوهاج، 34.6%، 34%، 33.6%، على التوالى. وسجلت العاصمة، محافظة القاهرة، نسبة 16.2% للأمية من إجمالى عدد سكان بها "من سن 10 سنوات فأكثر" يبلغ 7 مليون و768 ألف فرد، منهم نحو 1.2 مليون أمى، تلاها محافظة جنوب سيناء، التى سجلت نسبة أمية 16.6%، ثم محافظة الإسكندرية بنسبة 19%، وعلى مستوى محافظات وجه بحرى، انخفضت نسب انتشار الأمية بها عن وجه قبلى. إذ سجلت محافظة بورسعيد النسبة الأقل على مستوى محافظات وجه بحرى، حيث بلغت نسبة الأمية بها 14.1%، تلاها محافظة السويس بـ15.3%، أما محافظة البحر الأحمر، فسجلت النسبة الأقل على مستوى محافظات الجمهورية ككل بـ 12%. ومقارنة بنسب انتشار الأمية بين محافظات مصر فى نتائج تعدادى 2006، 2017، تبين أن النسب تراجعت فى كل المحافظات خلال الفترة من 2006 حتى 2017، عدا محافظة جنوب سيناء التى زادت بها نسبة الأمية، حيث سجلت فى تعداد 2006 نسبة 14.7% ارتفعت إلى 16.6% فى نتائج تعداد 2017. وتوضح الجداول التالية عدد الأميين وتوزيعهم النسبى على مستوى كل محافظة من محافظات الجمهورية وفقا لنتائج تعدادى 2006/ 2017، وذلك عن عدد السكان فى الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر. وتجدر الإشارة إلى أن التعداد السكانى هو مشروع إحصائى، يتم تنفيذه كل 10 سنوات وفقا للمعايير الدولية، وكان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قد أعلن نتائج التعداد الحالى لعام 2017، قى بداية الأسبوع الماضى، خلال احتفالية كبرى بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومنظمات عربية ودولية. ويعتبر التعداد الحالى لعام 2017، هو أول تعداد الكترونى فى مصر، مقارنة بالتعدادات السابقة التى كانت تجرى بنظام "الاستمارات الورقية" منذ أن بدأ التأريخ للتعدادت السكانية فى مصر من عام 1982 وحتى عام 2006، ليكن تعداد عام 2017 أول تعداد يستخدم فيه أجهزة "التابلت" لإدخال البيانات، كما كان أول تعداد يفتح خلاله باب تسجيل المواطنين لبيانتهم "ذاتيا". يذكر أن تكلفة تعداد مصر لعام 2017، بلغت نحو 800 مليون جنيه، 80% من هذه التكلفة خصصت لأجور العاملين بالتعداد، وكان جهاز الإحصاء قد بدأ العمل الميدانى لتعداد مصر فى الفترة من يناير – يوليو 2017، على 3 مراحل، بدأت بمرحلة حصر المبانى، ثم حصر السكان، وآخرها كان مرحلة حصر المنشآت، مستغرقا نحو شهرين فى تجميع النتائج، والتى أعلنت فى 30 سبتمبر الماضى.