حكايات وقصص كثيرة تدور حول العائلة المالكة فى مصر، وبشكل خاص نساء العائلة وأميرات مصر، اللاتى خرجن على الشعب المصرى وأحبهن حتى أن طلاق الملك فاروق من الملكة فريدة كان من الأسباب التى جعلت الشعب يغضب من فاروق، وفقد شعبيته بسببها، وفى مثل هذا اليوم 28 ديسمبر عام 2002 توفت الأميرة فادية، الابنة الثالثة للملك فاروق، وبهذه المناسبة نرصد الجانب الآخر لحياة ملكات مصر فى السطور التالية.
1- الملكة فريدة واسمها الحقيقى صافيناز ذو الفقار:
وهى زوجة الملك فاروق الأولى، قصة زواجها بالملك كانت بعد قصة حب جمعت بينهما وخاصة بعد رحلة أوروبا فى سنة 1937، حيث كانت تلك الرحلة سببًا فى تعميق العلاقة بين الملك الشاب وبين ملكة المستقبل، زواج الملكة فريدة كان حدثاً أسطورياً لم تشهد مصر مثله منذ أجيال، حيث انتشرت مشاهد البهجة والفرحة فى كل مكان وكان الشعب المصرى فى أوج سعادته بهذا الحدث الملكى.
ووقف فاروق فى شرفة بسرايا القبة ينتظر وصول عروسه، التى وصلت وفى رفقتها الأميرة نعمت مختار، فاستقبل العروس ثم صعد إلى جناحه الخاص وبعد عدة دقائق خرج صاحبا الجلالة إلى الحديقة.
وبلغ طول الكعكة الخاصة بالقران حوالى خمسة أمتار، وامتدت مائدة الفرح لمدة يومين كان عليها كل أنواع الأطعمة العربية والفرنسية وعدد من التورتات التى زينها الشعار الملكى، وكان ثوب الملكة فريدة مصنوعا من الدنتيل الفضى الثمين.
ولأن الملك فاروق كان لديه رغبة شديدة فى أن يرزقه الله بولد ذكر ليكون ولى العهد، ولكن القدر لم يشأ تحقيق تلك الأمنية للملك فاروق من زوجته الملكة فريدة، فقد أنجبت الملكة فريدة من الملك فاروق بنات وهن الأميرة فريال، فوزية وفادية، وهو ما أدى إلى طلاقهما بعد زواج دام 11 عاماً، وهو ما سبب غضب الشعب من فاروق حتى أن هناك مظاهرات خرجت ترفع شعار "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة".
وبعد الطلاق عملت الملكة فريدة بالفن ورسمت الكثير من اللوحات، وأقامت العديد من المعارض الفنية فى دول العالم، وقد تقدم كبار المسئولين للزواج منها لكنها رفضت.
وبعد قيام ثورة يوليو سافرت فريدة إلى بيروت لتعيش هناك وتوفت الملكة فريدة عام 1988.
2- الملكة ناريمان.. الزوجة الثانية فى حياة فاروق
بعد طلاق فاروق من الملكة فريدة كان يعرض عليه بعض الفتيات ليختار من بينهن زوجة جديدة، إلا أنه لم يختر منهن أى عروس، ولعبت الصدفة والقدر دورها، حيث كان أول لقاء بين الملك فاروق والملكة ناريمان فى محل مجوهرات بشارع عبد الخالق ثروت بوسط البلد، حيث كانت ناريمان تدخل محل المجوهرات مع خطيبها وأعجب بها فاروق، وتم الزواج بينهما فى 6 مايو عام 1951، وأنجبت له ولداً إلا أنه لم يهنأ بعرش مصر، إذ قامت ثورة يوليو بعد ولادة الطفل بـ6 أشهر فقط، وفى 6 أكتوبر 1952، طلبت الملكة السابقة الطلاق من الملك ولم تحصل عليه إلا فى فبراير 1954، وبعد أن تنازلت عن حضانة ابنها أحمد فؤاد ثم تزوجت بعد شهور من الدكتور أدهم النقيب وأنجبت ولدها الثانى أكرم ثم انفصلت عنه وابنها عمره 3 أعوام، وفى آخر أيامها كانت تعيش مع زوجها الثالث الدكتور إسماعيل فهمى، لواء طبيب بإدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة وأستاذ التحاليل وبدأت معاناة ناريمان مع المرض حتى توفيت ناريمان 16 فبراير 2005.
3- الأميرة فريال بنت الملك فاروق:
هى أكبر بنات آخر ملوك مصر فاروق الأول من زوجته الملكة فريدة، وعند ولادتها أقيمت احتفالية كبرى ومُنحت 1700 أسرة من الأسر التى تصادف ولادة مولود لها يوم ولادة الأميرة فريال، الملابس والمواد الغذائية وجنيهًا واحدًا، الذى كان يعد مبلغاً كبيراً حينها، وأقيم عرض عسكرى كبير، وقد غادرت الأميرة فريال مع والدها مصر بعد ثورة يوليو وكان عمرُها حينذاك 13 سنة.
وعندما كان عمرها 23 عامًا وقعت فى غرام شاب يعمل رساماً كان يقوم بعمل ديكورات للفيلا الصيفية الخاصة بوالدها فى نابولى، لكن الملك فاروق رفض زواجها منه ثم التحقت بكلية السكرتارية وعملت سكرتيرة ومدرسة للآلة الكاتبة، كانت تقيم مع شقيقاتها مع والدهما فى فيلا نابولى، لكن عندما وقع الملك فاروق فى غرام مغنية الأوبرا الشهيرة إيرما كانوزا ودعاها للإقامة فى الفيلا، غادرت مع شقيقاتها فوزية وفادية إلى منتجع أسرة محمد على فى سويسرا.
وقد تزوجت من السويسرى "جان بيير" فى عام 1966، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ياسمين، وتوفت فريال عام 2009 عن عمر يناهز الـ71 عاماً.
4- الأميرة فتحية.. شقيقة الملك فاروق
من الأميرات اللاتى أثرن الجدل، حيث أثارت قصة زواجها من موظف صغير فى وزارة الخارجية "رياض غالى"، غضباً شاسعاً من الملك فاروق والعائلة المالكة، خاصة أنه زوج مسيحى وأنه من طبقة اجتماعية أقل، وقد تزوجا فى الولايات المتحدة بمساعدة والدتها الملكة نازلى، وقد أثار هذا العمل غضب الملك فاروق، فزعمت نازلى أن رياض غالى أشهر إسلامه بغرض إتمام الزواج، وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بدأت فكرة العودة إلى مصر تراودها ووالدتها، ولكن اعتناقهما للدِّيانة المسيحية بالإضافة لرياض غالى كان يعتبر من أهم العوائق لعودتهما.
وفى يوم 9 ديسمبر 1976 استدرجها رياض غالى إلى شقته ليمنعها من العودة إلى مصر، وقام بإطلاق 4 رصاصات على رأسها مباشرة بينما أصابتها رصاصة أخرى فى كتفها، فتوفِّيت فى الحال، ثم أقدم على محاولة انتحار فاشلة بعد أن قتلها بثمانى عشرة ساعة، لكنّه لم ينجح، وأصيب بالشَّلل، وحوكم بعدها ودخل السجن وأصيب هناك بالعمى، ومات بعد مقتل الأميرة فتحية بثلاث سنوات.
5- الأميرة فادية.. ابنة الملك فاروق
وهى الابنة الثالثة لملك مصر فاروق الأول والملكة فريدة، وقيل إنها سميت فادية تفاؤلًا بميلادها الذى جاء بعد حادث القصاصين الذى تعرض له والدها فى نفس العام، بعد طلاق والديها فى عام 1948 انتقلت للإقامة مع والدتها حتى أتمت سبع سنوات، وبعدها عادت للعيش مع والدها، وغادرت مصر إلى المنفى مع والدها الملك فاروق قبل أن تتم عامها التاسع بعد ثورة يوليو، وأقامت فترة فى إيطاليا، ثم انتقلت إلى مدرسة داخلية فى سويسرا، وتزوجت فى لندن من بيير سعيد وهو من النبلاء الروسيين وأنجبت ولدين وتوفت عام 2002 فى سويسرا.
6- الأميرة فوزية.. ابنة الملك فاروق وإمبراطورة إيران
تزوجت من ولى عهد إيران محمد رضا بهلوى فى 16 مارس 1939، حيث تم الزفاف فى القاهرة، ثم بعد سفرها إلى إيران تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى فى طهران، وبعد عامين من زواجها تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد الغزو الروسى البريطانى لإيران والذى أجبر أباه رضا بهلوى على التنازل عن العرش ومغادرة إيران منفيا إلى جنوب أفريقيا، وأنجبت ابنتهما الوحيدة الأميرة شاهيناز بهلوى، وتم الطلاق بينهما فى عام 1945 فى القاهرة وبعدها تم الطلاق فى إيران فى عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار شقيقها الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران.
وفى مارس من عام 1949 تزوجت من العقيد إسماعيل شيرين وهو ابن عم بعيد للأسرة، كما كان آخر وزير للحربية والبحرية فى مصر قبل ثورة 23 يوليو، وأنجبا نادية وحسين، ثم توفيت إمبراطورة إيران السابقة فوزية فى 2 يوليو 2013م عن عمر يناهز 91 عاماً.