جيران "هيكل" الجدد.. من أشرف مروان إلى حفيد مبارك وكريمات "السادات".. علاقة متوترة فى الحياة انتهت بجيرة اختارها القدر فى مقابر مصر الجديدة.. بعد أن حرمه القانون الرقاد فى مزرعته ببرقاش

موهبته الفذة وطموحه الفطرى جعلت اسمه مرتبطًا طوال الوقت بالأسماء الكبيرة من زعماء ورؤساء ورجال دولة وكبار الساسة فى مصر والعالم وجعلته واحدًا من هذه الأسماء الكبيرة، وجزءًا من تاريخ مصر.

ربما اختار "الأستاذ" هيكل هذا المسار لحياته بعمله الدؤوب وذكاءه الشديد وحفر بنفسه اسمه بارزًا فى التاريخ، ولكن حتى حين أراد أن يتوارى بهدوء بعيدًا عن الأسماء الكبيرة، ويرقد بعد رحيله بعيدًا عن صخب القاهرة وسياستها فى ذلك الركن بمزرعته ببرقاش، عانده القدر، الذى طلب هو بنفسه من أبنائه فى أيامه الأخيرة أن يكفوا عن معاندته، وكتب له أن يرقد بين نخبة من الأسماء الكبيرة تمامًا مثلما عاش.

ولأكثر من 6 سنوات خاض "هيكل" معركة مع الدولة والبيروقراطية من أجل أن يرقد بعيدًا ويدفن فى مقابر خاصة به أنشأها فى مزرعته ببرقاش، إلا إنه خسر هذه المعركة، وبما كانت هذه المعركة الوحيدة التى خسرها، وحين حان الموعد، لم تكن المقابر التى أنشأها فى مزرعته ببرقاش مرخصة بعد، بالتالى لم يكن هناك مفر من أن يستقر جثمانه بين جيرانه الجدد فى مقابر العائلة بمصر الجديدة، تلك المقابر التى تعج بالشخصيات الهامة التى قد تختلف أو تتفق معها ولكنك لن يمكنك تجاهلها أبدًا.

"مقبرة الشيخ عبد الله شمس الدين الفاسى" يرقد الأستاذ هيكل فى هذه اللحظة فى المقبرة الملاصقة للمقبرة المثيرة للجدل للشيخ شمس الدين عبدالله الفاسى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والتى تحتضن الآن شخصيتين مثيرتين للجدل هما الأميرة "هند الفاسى" زوجة الأمير تركى بن عبدالعزيز آل سعود ووالدها.

وتعتبر واحدة من أفخم المقابر فى مصر، وصاحبة الجدل الأكبر، حيث تردد فى وقتٍ سابق أنها مقبرة ملحق بها مكتب إدارى كامل، وتقف أمامها سيارة فارهة كانت تخص المتوفى، ولكن وقت دفن "هيكل" لم نرَ أى شىء من هذا.

حفيد مبارك... ومقابر مبارك وآل ثابت فى محيط مقبرة عائلة هيكل أيضًا تتواجد مقبرة آل ثابت، ومقبرة آل مبارك، حيث يرقد الطفل "محمد علاء مبارك" الذى توفى عام 2009، وهى مقبرة ضخمة مبنية على الطراز الحديث، لونها من الخارج وردى وبابها ضخم مرتفع إلى القرب من السقف حيث يبدو من أعلى الزجاج الملون عند فتحات إضاءة حوش المقبرة، المكسوة بالرخام والجرانيت.

أشرف مروان.. صهر جمال عبد الناصر المتهم بالجاسوسية على بعد أمتار قليلة من مقبرة "هيكل" تقع مقبرة عائلة "مروان" حيث يرقد رجل الأعمال المصرى وزوج "منى جمال عبدالناصر" ابنة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، بعد أن قتل فى يونيو 2007 فى لندن، والذى أثيرت ضده اتهامات بالجاسوسية لصالح إسرائيل، وهى الاتهامات التى لم ينفها "هيكل" ففى مقال بعنوان "مسألة أشرف مروان" نشر فى فبراير 2012 بجريدة الشروق المصرية، ضمن سلسلة مقالات "مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان (الحلقة الثالثة عشرة)"، استعرض "هيكل" شهادته عن العلاقة بين "مروان" والرئيس الراحل "أنور السادات" والرئيس المخلوع "حسنى مبارك" واتهامات الجاسوسية للأول، وكتب فيه أنه بعد النهاية المأساوية والحزينة التى نتهت بها حياته (يقصد مروان) "قد أصبح الآن واضحًا أن إسرائيل كان لها فى مصر جاسوس على مستوى عال، وأن هذا الجاسوس أبلغها بما كان محظورا إبلاغها به، حتى ولو كان الإبلاغ عن يوم الهجوم، (وحتى لو اختلفت الساعة). وهذا الجاسوس ـ أيا كان ـ لم يكن عميلا مزدوجا، فليست هناك ورقة واحدة فى رئاسة الجمهورية ولا فى المخابرات العامة تحتوى إشارة عن نشاطه، وهذه نقطة حرجة.

وكان وجود مثل هذا الجاسوس ظاهرا حتى فى أول رسالة بعثت بها رئيسة وزراء إسرائيل "جولدا مائير" إلى الرئيس الأمريكى "ريتشارد نيكسون" وذلك قبل أن تنشب العمليات بعشر ساعات على الأقل، ولذلك فإنه من الحيوى أن يعرف كل مصرى من هو؟! ولماذا؟! وكيف؟!!"، وذكر أنه حين تطرق للحديث مع "أشرف مروان" عن الاتهامات التى توجه ضده بالجاسوسية وأخرج له قصاصة جريدة بها كلام كتبه السادات فى تكريمه، وسأله هل تتصور أن صهر جمال عبدالناصر جاسوس؟ رد عليه "دعنى أكون واضحا معك، لا شهادة حُسن سير وسلوك من أنور السادات، ولا صلة مصاهرة مع جمال عبدالناصر تعطيان عصمة لأحد.. نحن أمام مشكلة حقيقية تقتضى وضوحا مقنعا حقيقيا".

جلال الدين الحمامصى.. عضو "حلف أعداء هيكل" فى محيط مقبرة هيكل أيضًا تقع مقابر عائلة الكاتب والصحفى الكبير "جلال الدين الحمامصى" الذى توفى عام 1988، والذى كانت العلاقة بينه وبين "هيكل" شديدة التوتر، فمن جهة يتهمه محبى هيكل بأنه "كان واحدًا من حلف أعداء هيكل ومن المشككين فى ذمته المالية وحاولوا الإساءة لسمعته المالية"، فى المقابل يواجه هيكل اتهامًا على لسان "إبراهيم سعدة" فى مقال بعنوان "مستشار السوء" نش عام 1982، بأنه كان السبب فى منع "الحمامصى" من الكتابة 14 سنة كاملة.

كريمات السادات.. رقية وراوية لا يخفى على أحد توتر العلاقة بين السادات وهيكل، فهو الرئيس الوحيد تقريبًا الذى امتنع هيكل عن الكتابة فى عصره، فضلاً عن كتابه "خريف الغضب" الذى يشرح فيه وجهة نظره عن الأسباب التى أدت لاغتيال السادات، ولكن القدر ساقه أيضًا إلى مجاورة كريمات السادات فى المقابر، حيث يفصل قبرهن عن قبره عدة أمتار.

عائلة المشير طنطاوى وممدوح الليثى تقع المقابر الخاصة بهيكل أيضًا بالقرب من مقابر أسرة المشير طنطاوى، وكذلك المنتج والسيناريست الراحل "ممدوح الليثى"، محمد عادل أمين المسيك، الذى استشهد فى ميدان الشرف بالسويس عام 1970 ومنحه الرئيس جمال عبدالناصر وسام نجمة الشرف العسكرية.

وفى الجهة المقابلة تقع عدد من مقابر الصدقة الخاصة بعدة جمعيات خيرية.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;