قررت المملكة المغربية، اليوم الجمعة، عدم استضافة الدورة العادية للقمة العربية التى كان من المقرر عقدها بمدينة مراكش يومى 6 و 7 أبريل المقبل.
وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، فى بيان صحفى لها، أنه بتعليمات من الملك محمد السادس، أبلغ وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، الأمين العام لجامعة الدول العربية "قرار المغرب بإرجاء حقه فى تنظيم دورة عادية للقمة العربية".
القرار اتخذ طبقا لمقتضيات ميثاق جامعة الدول العربية
وأفاد البيان أنه تم اتخاذ هذا القرار طبقا لمقتضيات ميثاق جامعة الدول العربية، وبناء على المشاورات التى تم إجراؤها مع عدد من الدول العربية الشقيقة، وبعد تفكير واع ومسئول، ملتزم بنجاح العمل العربى المشترك، وبضرورة الحفاظ على مصداقيته.
القمة العربية لا تشكل غاية فى حد ذاتها
وأضاف المصدر ذاته أنه "نظرا للتحديات التى يواجهها العالم العربى اليوم، فإن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية فى حد ذاتها، أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتى"، موضحا أن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات فى مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية.
وأكد البيان أنه "أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطى الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربى".
العالم العربى يمر بمرحلة عصيبة
وأوضح أن "العالم العربى يمر بمرحلة عصيبة، بل إنها ساعة الصدق والحقيقة، التى لا يمكن فيها لقادة الدول العربية الاكتفاء بمجرد القيام، مرة أخرى، بالتشخيص المرير لواقع الانقسامات والخلافات الذى يعيشه العالم العربى، دون تقديم الإجابات الجماعية الحاسمة والحازمة، لمواجهة هذا الوضع سواء فى العراق أو اليمن أو سوريا التى تزداد أزماتها تعقيدا بسبب كثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية، كما لا يمكنهم الوقوف مكتوفى الأيدى أمام المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية، أو الاقتصار على دور المتفرج، الذى لا حول له ولا قوة، على المآسى التى تمس المواطن العربى فى صميمه".
وأشار البيان إلى أن المغرب "لا يريد أن تعقد قمة دون أن تسهم فى تقديم قيمة مضافة فى سياق الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى، ألا وهى قضية فلسطين والقدس الشريف، فى وقت يتواصل فيه الاستيطان الإسرائيلى فوق الأراضى الفلسطينية المحتلة وتنتهك فيه الحرمات ويتزايد فيه عدد القتلى والسجناء الفلسطينيين".
وأضاف أن المملكة المغربية كجميع الدول العربية الشقيقة، تتطلع إلى عقد قمة للصحوة العربية، ولتجديد العمل العربى المشترك والتضامنى، باعتباره السبيل الوحيد لإعادة الأمل للشعوب العربية، مؤكدا أن هذا ما ألهم المساهمة البناءة والدور المشهود به للمغرب فى دعم المسار السياسى بليبيا والذى أفضى إلى اتفاق الصخيرات التاريخى وتشكيل حكومة وحدة وطنية فى هذا البلد المغاربى.
وكانت الأمانة العامة للجامعة العربية قد أعلنت تعديل موعد عقد القمة العادية، المقررة بمدينة مراكش، من 29-30 مارس المقبل، إلى 7-8 أبريل من العام الجارى، بناءً على طلب الدولة المضيفة.
وقال نائب الأمين العام للجامعة، أحمد بن حلى، فى وقت سابق، إنه "بناءً على طلب من المملكة المغربية، ونظرًا للأجندة الدولية، وارتباط العديد من المسؤولين، تقرر تعديل موعد القمة إلى مطلع أبريل المقبل".
جدير بالذكر أن القمة العربية الدورية، التى يحضرها الملوك والرؤساء العرب، تعقد فى مارس من كل عام، إذ عقدت القمة الأخيرة فى مدينة شرم الشيخ المصرية، يوم 26 من الشهر نفسه من العام الماضى.