بسمة ترتسم فوق شفاههم وعقل لا يعرف فى الحياة سوى الحب وتصرفات تعكس الكثير من البراءة التى تملأ قلوبهم، لم تحترف عقولهم الصغيرة الإيذاء بعد، ولم تتعرف نفوسهم على مصطلحات مثل الإهانة، العنف، والإرهاب، هكذا هم الأطفال، قبل أن تضيف لهم الحياة والتقلبات السياسية صفات أخرى لم تعد تحتفظ بالبراءة نفسها، فكيف سيحتفظ طفل بهذه البراءة إذا شهد حادثة ذبح بشعة أمام عينيه؟ وكيف يبقى طفلاً بعد أن يمسك بالسلاح فى نعومة أظافره؟
هذا هو ما فعلته الجماعة الإرهابية داعش فى الأطفال الذين وضعهم حظهم العاثر فى مرمى الإرهاب، فتحولوا من أطفال إلى مشاريع إرهابية صغيرة تربيهم الجماعة على العنف، وتركز فى مناهجها على تفسيرات مزعومة لآيات ونصوص تحث على العنف والظلم؛ لتنفّذ مكرها الذى يشبع ما بداخلها من عدوانية وشر، حتى إن كان ذلك على حساب أطفال تملأ قلوبهم البراءة، ولا يعرفون فى الحياة سوى الطعام واللعب، فبعد حادثة ذبح "أيهم حسن" البالغ من العمر 15 عاما، لسماعه موسيقى البوب التى اعتبرها التنظيم الإرهابى فسقاً وفجوراً، وذلك فى مدينة الموصل فى العراق، يمكن رصد ما فعلته داعش بالطفولة فمن القتل أمامهم لتجنيدهم ودفعهم للقتل بأيديهم، وغيرها من الأفعال الإرهابية التى مارستها داعش بحق الأطفال، وتسببت فى خلق مصطلحات جديدة أضافها الإرهاب للطفولة.
المشهد الأول "إعدام المولودين حديثاً بمتلازمة داون"
بدأ تعامل تنظيم داعش الإرهابى مع الأطفال بإعدام الأطفال المولودين حديثاً المصابين بمتلازمة داون، عبر فتوى أقرّها قضاة التنظيم الإرهابى، فبعد إصدار الفتوى إعدم داعش 38 طفلا مصابين بمتلازمة داون تتراوح أعمارهم من أسبوع إلى ثلاثة أشهر، عن طريق حقن مادة تحتوى على مواد قاتلة فى أجسادهم.
المشهد الثانى "إعدام المعاقين خنقاً"
فى فتوى تلت الفتوى السابقة، أصدر قاضِ من قضاة التنظيم فتوى بضرورة إعدام كل الأطفال المعاقين، فى تصرف وصفته منظمات حقوق الإنسان والطفل والساسة من مختلف الدول حول العالم بالتصرف النازى، إعدام الأطفال تم عن طريق حقن المادة السامة ذاتها فى أجسادهم أو الخنق.
المشهد الثالث "خوف الأطفال يجعلهم يبيعون أدوات منزلهم للهجرة"
بعد الرعب الذى أثاره التنظيم فى مناطق مختلفة بسوريا والعراق، خشى الرجال والنساء على أطفالهم من أن يلحق بهم البطش الذى تفعله داعش، فأخذ النساء والرجال فى مدينة دير الزور فى سوريا يبيعون أدوات منزلهم واحدة تلو الأخرى ليوفروا ثمن الهجرة واللجوء لتركيا أو أى دولة أخرى تقابلهم.
المشهد الرابع "الاغتصاب وجهاد النكاح"
عندما يتخط عمر الطفلة الـ10 أعوام يبدأ التنظيم الإرهابى فى وضع الفتيات ممن هم فى نفس العمر بعضهم إلى جانب بعض ليختار مقاتلو التنظيم الطفلة التى تعجبهم لبدء ممارسة الجنس معهن فى إطار ما تسميه داعش "جهاد النكاح"، وهى جرائم لا تغتفر بحق الإنسانية.
المشهد الخامس "مدرسة لتعليم الأطفال فنون القتل"
"معهد الفاروق للأشبال" هذا هو اسم المدرسة التى أنشأها التنظيم لتعليم الأطفال فنون القتل فى مدينة الرقة بسوريا، حيث يبلغ أقصى عمر للأطفال المدربين للقتل فى المدرسة 8 أعوام، يتلقون فيها فنون القتل بمختلف أشكالها للجهاد فى سبيل الله – حسبما ادعى التنظيم-.
المشهد السادس والأخير "الأطفال يمارسون الذبح دون ذرة خوف"
فور احتجاز التنظيم لعدد من الرهائن يقوم بإلقاء المسؤولية على الأطفال لذبحهم والتخلص منهم، فيمسك الطفل دون خوف أو انزعاج بالسكين أو السيف ويذبح شابًا فى عامه الـ30 أو حتى رجل فى عامه الـ50، وهذا يعد تطورا طبيعيا لفنون القتال التى تعلمها الأطفال مرددين أثناء الذبح أناشيد دينية من صنع التنظيم أيضًا.