فاجأت مطرانية المنيا الجميع بإصدار بيان تهاجم فيه مسئولى محافظة المنيا، واتهامهم بعرقلة فتح الكنائس لأداء الشعائر، ورصد البيان 3 مشكلات متتالية وقعت فى المحافظة، جميعها متعلقة بتحويل منازل إلى كنائس وذلك فى كل من قرية القشيرى التابعة لمركز ابوقرقاص، وعزبة زكريا فى مركز المنيا، وقرية الشيخ علاء.
ورغم محاولات العقلاء من أهالى تلك القرى بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التى تبذل للم الشمل وعدم حدوث تصادم بين الطرفين، وإلاصرار على إقرار الأمن والاستقرار بالقانون، إلا أن بيان المطرانية يشتم منه رائحة التصعيد، حيث قال: "التزمنا الصمت لمدة أسبوعين بعد إغلاق إحدى الكنائس، ولكن إزاء هذا الصمت تطور الأمر للسوء، فقد ألحقت بالكنيسة الأولى التى أغلقت كنيسة ثانية ثم ثالثه ثم شروع فى الرابعة وكأن الصلاة جريمة يعاقب عليها الأقباط".
وأشار البيان إلى مهاجمة كنيسة العذراء فى قرية الشيخ علاء مركز المنيا فى 2014 وأغلقت ولم يتخذ المسئولون أى خطوة لإعادة فتحها.
وذكر البيان أنه فى يوم 15 أكتوبر أعاد الأقباط فتح الكنيسة للصلاة فيها مع مئات من الشعب ولكن فى عصر اليوم ذاته تحرش البعض بالمكان وجاءت الشرطة وأغلقت المكان من جديد ولم يسمح إلا للكاهن بالتواجد وحتى الساعة يمنع أى شخص من الدخول إليه، هذا إلى جانب كنيسة الأنبا موسى بقرية القشيرى التابعة لمركز ابوقرقاص والتى يسكنها أكثر من 250 قبطى.
وأكد البيان أنه منذ شهور بدأت فيها الحضانة والقداسات وفى 22 أكتوبر الماضى قام مجموعة من المتطرفين حسب البيان بقذف المكان بالحجارة وأصابوا 4 أقباط مازال أحدهم قيد العلاج وأغلقت الكنيسة بينما لم يتم القبض على المعتدين وعقدت جلسة صلح ومع ذلك مازالت الكنيسة مغلقة.
استطرد البيان أنه بعد ساعات من تلك الواقعة ظهرت مشكلة كنيسة ابوسفين بقرية الكرم، واكد البيان أن المسلمين لم يشتك احد منهم من وجود الكنيسة ولكن المسئولين بادروا بإغلاقها تخوفا من هجوم محتمل عليها وذلك منذ الأحد الماضى 22 أكتوبر وهى القرية التى وقعت فيها العام الماضى حادثة تعرية سيدة مسنة ولم يتخذ حتى الساعة اى أجراء ولم تحدد جلسه محاكمة حتى الآن.
وأضاف البيان أنه فى يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017 وبعد 5 أيام من الواقعة السابقة، تأتى أحداث كنيسة مارجرجس بعزبة زكريا يصلى فيها الأقباط من فترة، وعددهم كبير ولكن فى يوم 27 أكتوبر حاول البعض الهجوم على المكان وتصدى لهم الأهالى وأصيبت سيدة وفى المساء قاموا بالتعدى على ممتلكات بعض الأقباط والليلة الماضية قام بعض من وجهاء القرية ومعهم احد النواب بتهدئة الأجواء وما تزال قوات الشرطة متمركزة هناك
ولفت البيان أنه يخشى أن يكون القول الأخير للمتشددين بفرض إرادتهم على أجهزة الدولة خاصة بعد قانون بناء الكنائس واستيفاء كافة الإجراءات والتأكيد على حقوق الأقباط كمواطنين مصريين وتوجيهات الرئيس والوعود المستمرة بالمساواة وعدم التمييز، وهو ما لا نقبله وهو ما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رفضه فى كل مناسبة، ورغم ذلك كله نثق أن المحافظ اللواء عصام البديوى وهو إنسان يتسم بالنبل وكذلك القادة الأمنيين والأجهزة الأمنية سيبذلون كل جهد لرفع هذه المعاناة.
وفى المقابل أصدرت محافظة المنيا بيان أكدت فيه أن المحافظة بكافة أجهزتها ومسئوليها ومحافظها يؤمنون إيماناً راسخاً بحق كل مصرى فى أداء شعائره الدينية بكل حرية ويسر .
ولفت البيان أنه منذ تسلم محافظ المنيا عمله فى سبتمبر 2016 وهو يضع قضية دور العبادة وتيسير الصلاة بها خاصة المسيحية على أولوية اهتماماته إيماناً بأنه لن تكون هناك تنمية حقيقية لمحافظة المنيا بشكل خاص ولمصرنا الحبيبة بوجه عام إذا لم تحل مشاكلنا الداخلية التى توصف بالطائفية وكذلك إذا ما استمر طرح مشاكلنا الداخلية (التى هى فى الأصل ليست مشاكل طائفية) بشكل يثير حفيظة أى مواطن متدين محب لدينه إذا عرضت عليه هذه المشاكل بأسلوب يعطى أنطباعاً أن أجهزة الدولة منحازة إلى طرف على حساب الطرف الأخر.
وأوضح المحافظ أن المكانة الرفيعة التى يحظى بها نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام لمطرانية المنيا وأبوقرقاص فى نفوس أهالى محافظة المنيا تجعلنا نشير إليه بضرورة التأكد من المعلومات التى تعرض عليه، وبخاصة فيما يتعلق بممارسة الشعائر الدينية فى المنازل غير المرخصة، قبل إصدار البيانات التى تتناولها وسائل الإعلام المعادية للدولة المصرية، بشكل يعطى انطباعا بأن الدولة تعمل ضد الكنيسة وأن الكنيسة تعمل ضد الدولة وذلك على خلاف الحقيقة.
وفند البيان الوقائع الواردة ببيان المطرانية، موضحا أن الوقائع التى حدث فيها اعتداء على منازل أبناء الطائفة هم واقعتين فقط وهما "عزبة زكريا فى قرية دمشير مركز المنيا" وتم ضبط 15 عنصر الذين تعدوا على المنزل الذى تمت ممارسة الشعائر فيه بدون ترخيص وقررت النيابة حبسهم على عكس ما ورد بالبيان من عدم ضبط الجناة، والواقعة الثانية فى عزبة القشيرى مركز أبوقرقاص حيث تم تحديد عدد 11 عنصر (بمعرفة الأجهزة الأمنية) الذين اعتدوا على المنزل الذى تمت ممارسة الشعائر فيه بدون ترخيص وجارى استصدار أمر من النيابة بضبطهم .
وأوضح أنه بالنسبة لواقعتى المنزل الكائن بقرية الشيخ علاء بمركز المنيا والمنزل الكائن بقرية الكرم بمركز أبوقرقاص فلم تحدث فيهما أى اعتداءات من الأهالى على المنزلين ولذلك لم يتم ضبط أحد.
واستطرد البيان أن محافظة المنيا تحرص حرصاً كبيراً على المضى قدماً فى تلبية كافة الطلبات الرسمية التى ترد إليها من المطرانيات المختلفة للتأكيد على أن مصر للمصريين ولا تمييز بين مصرى وأخر فى الحقوق وأيضاً فى الواجبات ولا أدل على ذلك من أن المحافظة تنسيقاً والجهات المعنية قامت بتلبية 32 طلب للمطرانيات المختلفة خلال الفترة من شهر 9/2016 وحتى شهر 9/2017 منهم 13 طلب بمطرانيه المنيا وأبو قرقاص، فضلاً عن أن شعائر الصلاة خلال ذات الفترة تقام فى أكثر من 21 منزل فى المنيا وأبوقرقاص دون أى مشاكل ولم يتم غلق أى منها ولم يشر إليها البيان من قريب أو بعيد .
وأشار البيان أن محافظة المنيا تضم أكبر عدد من الكنائس وبيوت الخدمة والمطرانيات والأديره بين كافة المحافظات على طول المحافظة شمالاً وجنوباً - شرقاً وغرباً والتى تقدر بعشرة أديرة للطوائف المختلفة وسبع مطرانيات بما يتبعهم من كنائس وبيوت خدمات وبيوت صلاة وملحقات أخرى ومع التوسع السكنى وزيادة عدد سكان القرى فى كل ربوع المحافظة ظهر جلياً حاجة أبناء الطائفة المسيحية لزيادة عدد الكنائس لإقامة شعائر الصلاة فى القرى المختلفة وعادة ما يقع الخلاف بين سكان القرى على مكان المنزل الذى ستقام فيه الصلاه ومع تدخل العقلاء والمعنيين بالموضوع يتم توفيق الآراء والإتفاق على المكان الذى ستقام فيه الصلاه، وحقق ذلك نجاحاً كبيراً فى العديد من الحالات عدا بعض القرى التى حدثت فيها المشاكل ومنها التى أشاراليها بيان مطرانية المنيا وابوقرقاص.
وأكد البيان أن محافظة المنيا تطمئن أهالى المحافظة أنها لن تسمح لأى من القوى المتشددة مسلمة كانت أو مسيحية أن تفرض إرادتها على أجهزة الدولة وهو مالا نقبله، ولا أدل على ذلك من إن المحافظة حصلت على موافقة هيئة الآثار على بناء سور دير أبوفانا وهو أحد المشاكل المرحلة منذ عام 2006، وكذلك الموافقة على بناء استراحة ملحقة بكنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير بسما لوط، فضلاً عن معاينة خط سير العائلة المقدسة فى سمالوط وبحث تطوير منطقة كوم ماريا بملوى لخدمة الحجاج المسيحيين فى العالم بأسرة . واختتم البيان إننا نثق ثقة كبيرة فى حكمة وعقلانية مطران المنيا وأبوقرقاص نيافة الأنبا مكاريوس وحبه الشديد لبلدة العظيمة مصر وأنه بالتعاون الصادق والمخلص بينه وبين أجهزة المحافظة سيتم علاج كافة المشاكل المتعلقة بدور العبادة خاصة إذا ما طرحت للنقاش والحوار الهادئ والاتفاق على السير معناً نحو تنفيذ ما يتفق عليه من حلول لا تمثل أى غُبن او إهدار لقيمة المواطنة لأبناء الوطن الواحد.
وشدد عصام البديوى محافظ المنيا أنه لن يدخر جهداً لحل المشاكل المتعلقة بدور العبادة والتوتر السائد بين بعض أبناء المحافظة فى بعض القرى .
ومن ناحية أخرى، سادت حالة من السعادة بين أفراد الكنيسة، على اثر افتتاح الكنيسة الخماسينية بمدينة المنيا تلك الكنيسة التى ظلت مغلقة منذ عام 1995 حتى عام 2017 أى لمدة 22 عاما، بحضور القس عاطف فؤاد رئيس المجمع نيابة عن الدكتور القس أندرية زكى والقس إبراهيم حنا نائب رئيس المجمع والقس ميلاد يوسف سكرتير المجمع وأعضاء اللجنة التنفيذية بالمجمع وبمشاركة عدد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية كما شارك الشيخ محمود جمعة أمين بيت العائلة والأب بولس نصيف من قيادات بيت العائلة والقس خليل إبراهيم نائب رئيس مجمع النعمة.
قال القس بولس موسى صليب الراعى المساعد بالكنيسة إنه تم إدراج الكنيسة التى تتبع المجمع الخمسينى بجمهورية مصر العربية وأن مساحة الكنيسة 144 متر بمدينة المنيا وكانت تقدم أنشطة مختلفة قبل غلقها.
وهناك رؤية لإدارة الكنيسة بعودة نشاطها بعد تقنين أوضاعها وصدر قرار ترخيصها لتقدم خدمات مجانية لأبناء المحافظة للمسنين وكبار السن والأرمل، ولفت أنه سيتم إنشاء مستشفى لخدمة المرضى وحضانة للأطفال بأجور رمزية.