منظمو مبادرة "صنع فى مصر": هدفنا الوصول بالصناعة المصرية للعالم.. ونتحمل مشاركة الوزارات والمسئولين مقابل الوجود الرسمى والدعم المعنوى.. والمبادرة أول مشروع قومى للتصدير يستهدف الذهاب للمستورد مباشرة

انطلقت لأول مرة فى مصر مبادرة جديدة يرعاها عدد من شباب رجال الأعمال تحمل شعار «صنع فى مصر»، والتى تستهدف تشجيع الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد الأوروبى التى تعد الشريك التجارى الأكبر مع مصر.

وتعتمد المبادرة على إقامة سلسة من المعارض الخارجية بعدد من الدول الأوروبية كمرحلة أولى بهدف الترويج لحملة «صنع فى مصر» وتمكين رجال الأعمال المصريين والمصدرين من عرض منتجاتهم بشكل أفضل وفى الأسواق التى تحتاجها مباشرة.. «انفراد» التقت القائمين على المبادرة، وهما كل من الدكتور محمد شعراوى والدكتور تامر سليم وكان هذا الحوار.

كيف جاءت فكرة المبادرة؟ ولماذا تم التركيز على المعارض الخارجية بالتحديد؟ محمد شعراوى: مبادرة «صنع فى» مصر هى مبادرة تهدف إلى دعم الصناعات المصرية خارجيا، من خلال العديد من الفعاليات، ومنها إقامة المعارض الخارجية، كما أن الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر فى الوقت الراهن فى ظل أزمة نقص الدولار وتوافر العملة الصعبة، نتيجة عدة أسباب أهمها تأثر القطاع السياحى وحظر خطوط الطيران لبعض الدول على رأسها روسيا، فضلا عن تأثر عائدات قناة السويس نتيجة أزمة الصين الاقتصادية التى لا يوجد مؤشرات لتعافيها العام الحالى، وجميع هذه التحديات جعلت التصدير هو الباب الوحيد لجلب العملة الصعبة من جديد للسوق المحلى، ومن هنا جاءت فكرة الاعتماد على سلسلة من المعارض للترويج للمنتج المصرى فى دول الاتحاد الأوروبى كمرحلة أولى والتى تعد شريكا تجاريا مهما لمصر.

ولماذا تم اختيار «هولندا» بالتحديد لتكون الانطلاقة الأولى لسلسة تلك المعارض التى تحمل شعار «صنع فى مصر»؟ تامر سليم: تم التحضير لانطلاق المبادرة منذ شهور، بعد دراسة متأنية لاحتياجات السوق الأوروبى، وخاصة السوق الهولندى، وهذه الدراسات ستساعد المصدرين فى ترويج منتجاتهم بشكل أكثر احترافية، وقد جاء اختيار هولندا، وخاصة مدينة روتردام، لأنها تعتبر ثانى أكبر ميناء فى العالم، كما أنه الميناء الوحيد بشمال أوروبا الذى يعمل طوال العام، مما يسهم فى تمركز العديد من المستثمرين ومجتمع الأعمال فى هذه النقطة الجاذبة للتجارة.

هل تم تحديد قطاعات صناعية معينة للمشاركة بمعرض «هولندا»؟ محمد شعراوى: بعد معرفة احتياج السوق الأوروبى تم التركيز على قطاعات، أهمها البناء والتشييد وقطاع السياحة والحاصلات الزراعية، وهدفنا الوصول بالمنتج المصرى إلى جميع دول العالم لبث رسالة طمأنينة بأن مصر بلد الأمن والأمان بدلا من الحملات الترويجية التى تتكبد الحكومة لإقامتها ملايين الجنيهات، لتخاطب الجمهور المحلى فلابد من التفكير بشكل مختلف وأن تخرج مصر للعالم وتظهر بشكل مشرف.

كيف ستتغلب المبادرة على العوائق التى تواجه المصدرين بالدول الأوروبية؟ تامر سليم: تتمركز مشاكل المصدرين فى عدم التواصل مع المنظمين بالمعارض الخارجية، وإن نجح بعضهم فى حجز مساحات بتلك المعارض يجد منافسة شرسة مع المنتجات الأجنبية، من حيث الجودة والسعر، وبالتالى لا يتمكن من تحقيق الهدف المطلوب وهو الترويج للصناعة المصرية.

من وجهة نظرك.. هل المنتج المصرى مؤهل خلال الفترة الراهنة للتصدير؟ محمد شعراوى: المنتج المصرى منتج جيد، حتى إن شابه بعض الأخطاء، ولكنى أؤكد أنه قادر على المنافسة، فمن الضرورى أن نتعرف على الأفضلية التى تمتلكها المنتجات الأخرى ونحدد أوجة المقارنة، لنتخذ خطوة إيجابية أمام تحسين المنتج المصرى وتطويره ليتمكن من المنافسة، والمبادرة تسعى إلى فتح الطريق للمنتج المصرى للخروج خارج الإطار المحلى وكل سعينا هو الوصول بمفهوم «صنع فى مصر» إلى العالمية.

هل تراجع معدلات الصادرات المصرية يثير القلق تجاه مستقبل المبادرة؟ تامر سليم: تم إعداد الدراسات للتعرف على القطاعات التى تأثرت بالأزمات الاقتصادية، أمام تأثر الميزان التجارى، لكن هذه الأحداث تعطى مؤشرا لمدى أهمية الوضع الحرج الذى تمر به الصناعة المصرية والاقتصاد، وهو ما يجعل مبادرة مثل «صنع فى مصر» مظلة لشبكة من الأفكار لابد أن تكتمل لإنقاذ الوضع الراهن، حيث إنه للأسف فإن ارتفاع سعر الدولار جعل العديد من رجال الأعمال ينسحبون من السوق المصرى، على الرغم من أنه يمكن الاستفادة من سعر الدولار، بحيث يزيد الفرص فى تصدير المنتج المصرى.

ما هى الدول الأخرى التى سيقام بها سلسلة المعارض المقبلة؟ محمد شعراوى: اختيار دول المعرض الثانى سيكون بناء على رغبات المصدرين، لاختيار أسواق يرون أنها تتوافر بها فرص تصديرية جيدة لترويج منتجاتهم.

أليس من الأفضل اختيار قطاع واحد لعرض منتجاته بدلا من اختيار أكثر من قطاع؟ تامر سليم: المعارض المتخصصة أكثر سهولة فى التنظيم، ولكن هدفنا أن ينافس المنتج المصرى نظيره المصرى أيضا فى نفس القطاع، وبالتالى لن يخرج أحد خاسر وستكون مصر الفائز الوحيد. ما هى المظلة الرسمية أو الكيان القانونى الذى تعمل من خلاله المبادرة؟ تامر سليم: المبادرة نابعة من شباب من رجال الأعمال، لديهم خبرة بالسوق الخارجى ومدى احتياجاته، ومن ثم تم تأسيس كيان قانونى بمصر وآخر بهولندا يستند على سجل تجارى، وتعمل الشركة فى مصر على الدعاية لفكرة المبادرة ومقابلة المصدرين والشركات الراغبة فى المشاركة، وتم تأسيس شركة أخرى بهولندا تتركز مهمتها على التعاقد مع شركات كبرى لتنظيم حملات تسويقية وترويجية عن المعرض تستهدف الجمهور بهولندا، والمستثمر المتخصص، كما تختص الشركة بالتعاقد مع شركات كبرى للشحن لتسهيل الإجراءات على المصدرين، والتعاقد مع أماكن الإقامة للمشاركين.

كيف سيتم الترويج للمعرض بهولندا؟ محمد شعراوى: سيتم التعاقد مع شركة كبرى للدعاية تقوم على دعوة متخذى القرار وأصحاب الأعمال فى القطاعات التى سيتضمنها المعرض، كما سيتم الترويج للمبادرة بجميع أنحاء هولندا. ما الذى تنتظره مبادرة «صنع فى مصر» من الحكومة؟ تامر سليم: لم ولن ننتظر من الحكومة أى دعم مادى، بل ننتظر منها الدعم والمساندة المعنوية، نحن نعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يرعى فكر الشباب، فنتمنى ونأمل فى دعم الرئيس، خاصة أننا لن نكلف الحكومة أو الوزارات المعنية بالمبادرة مثل وزارة التجارة والصناعة ووزارة السياحة ووزارة الاستثمار وهيئة قناة السويس أى تكاليف مادية، بل سيتم تخصيص مساحات بالمعرض للوزارات، حتى تكون سندا للمصدرين أمام المستورد والمستثمر الأجنبى. لماذا تتحمل المبادرة تكلفة مشاركة الحكومة فى المعرض؟ محمد شعراوى: نرغب فى التخفيف عن كاهل الحكومة، لذلك لا نرغب إلا فى الدعم المعنوى، حيث إن التصدير للخارج تنظمه قوانين محددة واتفاقيات فى صالح المصدر المصرى، مثل اتفاقية التجارة الحرة «اليورو وان».

ما هو دور مبادرة صنع فى مصر فى عرض مشروعات هيئة قناة السويس؟ تامر سليم: سيتم عرض مشروعات القناة وشرق التفريعة على المستثمرين، وبالتالى سيكون أمام الحكومة المصرية فرصة ثانية لاستعراض مشروعاتها أمام أهم دول الاتحاد الأوروبى.

متى ستبدأ المبادرة فى مخاطبة الحكومة بأن تتبنى المبادرة «كأول مشروع قومى للتصدير»؟ محمد شعراوى: سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة عرض أهداف المبادرة فى تشجيع الصناعة المصرية، وسيتم التنسيق مع الشركات والمصدرين الراغبين فى المشاركة بالمعرض، وعرض تفاصيل المزايا التى سيحظى بها المصدر، والتركيز على أن هدفنا هو الوصول بالمنتج والصناعة المصرية للعالم أجمع وإعلاء راية مصر.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;