ظهرت فى الآونة الأخير العديد من التنظيمات الإرهابية الممولة من الداخل والخارج، والتى تعتنق الأفكار التكفيرية، والتى تهدف لتغير نظام الحكم بالقوة عن طريق تنفيذ عمليات عدائية ضد المنشآت الحيوية، ورجال الجيش والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين بغرض إسقاط الدولة والتأثير على مقوماتها الاقتصادية، وتستخدم تلك التنظيمات العديد من الطرق للتواصل بين أعضائها لتجنب الرصد الأمنى، ولعل أبرزها تكوين خلايا عنقودية تعمل كل خلية بمعزل عن الأخرى لصعوبة رصد جميع عناصر التنظيم.
ومن خلال التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة ومن خلال أقوال الشهود أمام دوائر الإرهاب، رصدنا 5 طرق تستخدمها التنظيمات الإرهابية كتنظيم "داعش"، و"بيت المقدس" لتجنب الرصد الأمنى والاستمرار فى تنفيذ جرائمهم العدائية.
الطريق الأولى .. تكوين خلايا عنقودية
فى قضية داعش "الكبرى" والمتهم فيها 160 متهما، أكدت التحريات أن مؤسس التنظيم أشرف الغرابلى عضو تنظيم بيت المقدس والذى تواصل مع عناصر تنظيم داعش داخل البلاد كون 9 خلايا عنقودية رئيسية داخل التنظيم وتفرعت من داخل الخلايا الرئيسية 19 خلية، وعملت كل خلية فى معزل عن الأخرى لتجنب رصدها، وفى حال سقوط خلية يصعب التوصل لباقى الخلايا التى تتبع التنظيم.
ومن خلال التحقيقات فى شتى قضايا الجماعات الإرهابية تبين أن أسلوب الخلايا العنقودية اتبعتها العديد من التنظيمات كأجناد مصر ومتهمى خلية داعش عين شمس والتى تكونت من 3 خلايا عنقودية، وقضية اللجان النوعية بمدينة نصر والتى تكونت من خليتين عنقوديتين الأولى ضمت 4 عناصر، والثانية ضمت 6 عناصر.
الطريقة الثانية .. استخدام برامج مشفرة للتواصل
تستخدم الجمعات الإرهابية البرامج فائقة السرعة والمشفرة للتواصل بين أعضائها، فبرنامج "التليجرام" الذى يطلق عليه ملك التشفير والذى تستوعب مجموعات الدردشة فيه 5 آلاف عضو استخدمه المتهمون فى خلية "داعش الكبرى" للتواصل بين أعضائها.
ومن ضمن البرامج التى تستخدمها الجماعات الإرهابية برنامج "لاين" والذى يستخدم فى التواصل بين أعضاء الجماعات الإرهابية لنقل التكليفات وتلقى الدروس التى تروج للفكر التكفيرى.
الطريقة الثالثة .. رصد وتأمين الطرق
تقوم الجماعات المتطرفة على تأمين طرق مرور عناصرها حتى لا يقعوا فى قبضة الأجهزة الأمنية، ولتحقيق ذلك تقوم دوريات استكشافية من عناصر التنظيم بالمرور فى الطرق التى سيستخدمها بعض العناصر المكلفين بتنفيذ عمليات عدائية وإخطارهم عن الحالة الأمنية قبل مرورهم لكى لا يتم رصدهم أثناء تحركهم بالأسلحة والعبوات الناسفة.
ففى قضية اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات، أكد ممثل النيابة العامة فى مرافعته التى عقدت بتاريخ 1 أبريل من العام الجارى أن المتهمة بسمة رفعت تقوم بتأمين الطرق التى يمر بها المتهمون، لتسهيل عملية تنقلهم من مكان لآخر بعيدًا عن مصيدة الكمائن الأمنية.
الطريقة الرابعة .. السفر بطريقة غير شرعية
تلجأ العناصر الإرهابية إلى الدخول والخروج من البلاد عبر الطرق الغير الشرعية لتجنب القبض على عناصرها، ففى قضية "داعش دمياط"، والتى عقدت فى 24 اغسطس من عام 2016 أكد ممثل النيابة العامة فى مرافعته أن المتهمين من الأول وحتى الـ 25 تسللوا إلى ليبيا عبر الحدود الغربية لتلقى تدريبات عسكرية وتلقى دروس ترسخ للفكر التكفيرى.
الطريقة الخامسة .. عقد التدريبات فى أماكن نائية
دائما ما تنجح الأجهزة الأمنية فى رصد عناصر الخلايا الإرهابية وإلقاء القبض عليها لتقديمها إلى رجال العدالة للقصاص منهم وتنقية المجتمع من سمومهم، و تقوم العناصر الإجرامية بعقد تدريباتها العسكرية فى أماكن نائية للتمويه على الأمن لتجنب سقوطهم فى قبضة الأمن.
ففى قضية "العائدون من ليبيا"، كشفت التحقيقات عن قيام المتهمين بعقد بعض اجتماعاتهم وتدريباتهم العسكرية فى منطقة "البرانية" النائية بأسوان.
وفى قضية "ميكروباص حلوان"، أكدت التحقيقات قيام الجماعة الإرهابية بعقد اجتماعاتها داخل شقة بأحد الأماكن المتطرفة بمنطقة أبو النمرس وفرها لهم المتوفى محمد سلامة.
ومن جانبه يقول الخبير الأمنى العقيد حاتم صابر إن الجماعات الإرهابية تعتمد فى تكوينها على الخلايا العنقودية، وتستخدم برامج التشفير التى تطبق على الهواتف الذكية لتجنب رصدها أمنيا، وتستخدم تلك الجماعات شفرات فى المحادثات فيما بينها وفى نشر تكليفات عبر مواقع التواصل الاجتماعى عبر كلمات معينة لا يفهمها إلا أعضائها، منوها إلى أنه يتم تدريب عناصر الخلايا على المدلولات التى تعنيها هذه الكلمات.
وأضاف "صابر" فى تصريحات لـ"انفراد"، أن العناصر الإرهابية تقوم بدفن السيارات التى تستخدمها فى تحركاتها فى الرمال أو دهنها بالغراء لتجنب اكتشافها من قبل الاستطلاع الجوي.
وأشار إلى أن الجماعات تقوم بالهروب خارج البلاد بطرق غير شرعية عبر المدقات الجبلية فرادى لتجنب الرصد الأمنى، منوها إلى أن الجماعات الإرهابية تستخدم الأطفال والنساء لمراقبة تحركات الأجهزة الأمنية.