سيطرت عليه شهوته وسلبته أعز ما يملك، وبدلاً من أن يصون عرضه ويحميه اغتصب ابنته، لم يبالى بتوسلاتها وبكائها، ولم يشفع لها أنها على بعد أشهر قليلة من ليلة زفافها، الليلة التى تنتظرها كل فتاة، لتنتقل من بيت والدها إلى بيت زوجها، وينتظرها كل أب ليفرح بابنته ويسلمها لرجل آخر يحافظ عليها ويحميها، وبكل بساطة قرر "ع" أن يعتدى جنسياً على ابنته ويفقدها عُذريتها، غير مبالياً سوى بشهوته التى غلبته، فحولته لذئب بشرى.
تعدى "ع" 48 عاماً، معروف فى منطقة التبين بأعمال الدجل والشعوذة، جنسياً على ابنته البالغة من العمر 23 عاماً، عدة مرات مستغلاً وجودها معه فى المنزل بمفردها، ورغم تعنيفها له وتهديدها له بإخبار والدتها، إلا أنه لم يكن يستسلم لتلك التهديدات، فكان كل ما يعنيه فى الأمر هو إطفاء نار شهوته، حتى ولو كانت بتلك الطريقة الحيوانية البشعة، غير مبالياً بإعداد ابنته لحفل زفافها الذى لا يفصلها عنه سوى 4 أشهر.
لم تطيق الفتاة ما حدث من والدها، ولم تعد تحتمل الصمت والكتمان أكثر من ذلك، خاصة مع اقتراب موعد زفافها، فكان لابد لها أن تخبر والدتها بما جرى، حتى لا يفتضح أمرها، وتعاقب بذنب لم ترتكبه، وفى إحدى الليالى انتهزت فرصة عدم وجود والدها بالمنزل، وأخبرت والدتها بما جرى بينها وبين والدها، ولم تصدق الأم "م.خ" 41 سنة، ما سمعته، فقد كان بمثابة الصدمة بالنسبة لها، فكيف لها أن تصدق أن رجلاً يعتدى على ابنته ويسلبها شرفها بدلاً من أن يحافظ عليه.
بعد أن فاقت الأم من هول الصدمة، اشتعلت ثورة من الغضب بداخلها، وقررت أن تنتقم من ذلك الرجل الذى لا يحمل من معانى الرجولة سوى الاسم، ولكن قبل أن تقرر كيف سيكون الانتقام، كان لابد لها أن تحسم الأمور مع خطيب ابنتها الذى لا يعرف شيئا عن ما جرى، فأجرت اتصالاً هاتفياً به، وطلبت منه الحضور إلى منزلهما بمنطقة التبين فى 15 مايو، وفور وصوله أخبرته بكل شئ، وتركت له قرار تحديد مصير علاقته بابنتها.
وجد "ر.م" 27 عاماً سائق، وخطيب الفتاة الضحية، نفسه فى مأزق كبير، هو الآن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن ينهى تلك العلاقة تماماً ويتخلى عن الفتاة فى عز احتياجها له، أو أن يقف بجوارها ويكمل الطريق معها للنهاية، ورغم صعوبة القرار إلا أن مقدار الحب الذى يكنه "ر" لخطيبته "س" كان كافياً لأن يختار الطريق الأصعب، وأن يكمل معها للنهاية، وفى تلك اللحظة الذى قرر فيها استكمال الطريق، اشتعلت بداخله ثورة من الغضب ضد ذلك الأب الذى انتهك عرض ابنته، وقرر الانتقام منه.
تلاقت رغبة الأم مع رغبة الخطيب فى الانتقام من الأب، وقرروا بصحبة الفتاة التخلص منه بقتله، وحددوا يوماً مناسباً لارتكاب جريمتهم، واختاروا منتصف الليل وقتاً لقتله، وفى اليوم المحدد انتقل "ر" إلى منزل خطيبته لتنفيذ الخطة المتفق عليها، وطرق الباب 3 طرقات وفق الاتفاق، ففتحت له والدة الفتاة برفق، ثم أدخلته المنزل دون أن يشعر الأب الذى خلد إلى النوم باكراً، فدخل الشاب إلى المنزل وبدأ فى الاستعداد للإجهاز على الأب.
دخل "ر" ووالدة الفتاة إلى حجرة الأب فوجداه غارقاً فى النوم لا يشعر بشئ، فاقتربا نحوه وانقضا عليه سريعاً، ففزع الأب من هول المشهد وحاول المقاومة، إلا أن الشاب كان بداخله شحنة غضب كفيلة أن تجعله يجهز عليه وحده، فظل ممسكاً برقبته لفترة وجيزة، وبعدها لف حولها قطعة قماش وظل يخنق فيه إلى أن خارت قواه، وظل الشاب ممسكاً برقبة الضحية لبرهة من الزمن إلى أن تأكد أنه فارق الحياة، فتركه على الأرض جثة هامدة.
انتهى الجزء الأول من خطة قتل الأب، وانتقل الجناة إلى الجزء الثانى من الخطة، حيث إخفاء جثته، وقيد الشاب والفتاة وربة المنزل الجثة من اليدين والقدمين، ووضعوها داخل جوال، وحملوها إلى سيارة خطيب الفتاة، والذى قام بنقلها إلى جنوب الجيزة بمركز العياط، وألقى الجثة بمصرف مائى فى فجر يوم التخلص منه، ثم عاد إلى مركز التبين مرة أخرى، ظناً منه أن الأمر قد انتهى.
مرت الأيام سريعاً، وعثر رجال الأمن بمديرية أمن الجيزة على جثة الدجال ملقاة داخل مصرف مائى بمركز العياط بجنوب الجيزة، وبما أنه لا يوجد جريمة كاملة، عثر رجال الأمن على بطاقة المجنى عليه داخل ملابسه، وكانت دليلاً كافياً ليقودهم إلى أسرته بمنطقة التبين بمدينة 15 مايو، وهناك انتقل رجال الأمن، وبمناقشة أسرته وبالضغط عليهم، اعترفوا بما جرى، وباشتراكهم فى قتل المجنى عليه بعد اتهام الفتاة له بمعاشرتها جنسياً.
وأمام النيابة العامة اعترف المتهمون باشتراكهم فى قتل المجنى عليه "ع"، واصطحبهم فريق من النيابة إلى موقع ارتكاب الجريمة الأصلى بالتبين، وأجروا معاينة تصويرية لكيفية تخلصهم من المجنى عليه، بعدها تم اصطحابهم إلى المكان الذى عثرت فيه أجهزة الأمن على جثمان المجنى عليه، وأجروا معاينة تصويرية للجريمة.
وفور انتهاء التحقيقات، واكتمال أدلة الثبوت قررت النيابة إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، لمحاكمتهم فيما هو منسوب إليهم من اتهامات بالقتل العمد.