توجهت المجموعات الثلاث من الضفادع البشرية المصرية إلى ميناء إيلات لوضع الألغام فى ثلاث سفن بالميناء (راجع: ذات يوم 15 نوفمبر 2017)، وذلك بعد أن صدرت لها إشارة متفق عليها من إذاعة صوت العرب بالقاهرة وكانت أغنية «بين شطين وميه» للمطرب محمد قنديل، حسبما تؤكد إنجى محمد جنيدى فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967-1970» عن «دار الكتب والوثائق القومية- القاهرة»، وكانت هذه الأغنية تعنى أن الأهداف موجودة فى مكانها، أما أغنية «غاب القمر يا ابن عمى» لشادية، فتعنى أنها غير موجودة، حسبما يؤكد اللواء نبيل عبدالوهاب أحد أبطال هذه العملية، وكان برتبة «ملازم أول» فى حواره لجريدة «البوابة- يومية- مستقلة- القاهرة» يوم 5 أكتوبر 2014».
ويؤكد اللواء محمود فهمى قائد سلاح البحرية، وقتئذ، فى سرده لتفاصيل العملية للكاتب الصحفى عبده مباشر فى كتاب «البحرية المصرية» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»، أن الخطة تضمنت أن ينتظر القارب المطاط الذى أقل أبطال العملية فى نفس المكان الذى نزلوا منه إلى المياه، لالتقاطهم بعد عودتهم، أى بين الساعة الثانية عشرة والنصف، والواحدة من صباح يوم 16 نوفمبر (مثل هذا اليوم) 1969، ويضيف فهمى، أن التعليمات كانت، أنه إذا ما حدث طارئ، كأن لا يهتدى أحد إلى مكان القارب أو التأخير فى الوصول، يتم التوجه إلى الشاطئ الأردنى والتسليم إلى السلطات الأردنية، وحسب فهمى: «كان الرائد إبراهيم الدخاخنى من مكتب الملحق العسكرى المصرى بعمان ينتظر بميناء العقبة لتغطية مثل هذه الظروف»، ويضيف: «تقدمت الجماعات الثلاث سباحة فى اتجاه أهدافها».
وفى الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق، وصلت الجماعة الأولى إلى الهدف المحدد لها، لكن «صف ضابط» الجماعة اضطر إلى الصعود للسطح لنفاذ الأوكسجين من جهازه، فأمره الملازم أول عمر عز الدين بالعودة إلى القارب المطاط، وتقدم هو لتلغيم السفينة بمفرده فى الساعة الحادية وخمس وعشرين دقيقة، ونزع تيل الأمان من اللغم، ثم بدأ رحلة العودة، وفى الساعة الواحدة والنصف وصل إلى المكان المتفق عليه، لكن تعذر عليه الوصول إلى القارب المطاط أو التعرف على مكانه، فاتجه سباحة إلى الشاطئ الأردنى وسلم نفسه إلى السلطات هناك، أما الجماعتان الثانية والثالثة، فظلتا تسبحان حتى وصلتا مسافة 150 مترا من الهدف وانفصلتا، وبدأت جماعة الملازم أول حسنين جاويش فى الغطس، وفى الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة أتمت تثبيت اللغمين فى الهدف، وعادت سباحة إلى نقطة الالتقاط، لكن الوقت كان متأخرا فلم تستطع العثور على القارب المطاط، فاتجهت إلى الشاطئ الأردنى، واختبأت فى مبنى مهجور حتى الصباح.
أما الجماعة الثالثة وتتكون من الضابط نبيل عبدالوهاب والرقيب فوزى البرقوقى، فشهدت دراما من نوع خاص، فبعد أن أنهت مهمتها فى حوالى الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة، استشهد «البرقوقى»، ويروى «عبدالوهاب» فى حواره لـ«البوابة» القصة، قائلا: «استشهد البرقوقى بما يسمى (تسمم الأوكسجين)، وهو وارد حدوثه فى أى وقت حتى فى التدريب، وحله بسيط جدا وهو، الصعود إلى السطح وأخذ نفس عادى، لكن البرقوقى رفض، وأصر على أن يكمل العملية إلى نهايتها»، يضيف «عبدالوهاب»: «بعد تركيب لغمه أشار لى تحت المياه أنه يحتاج الصعود إلى السطح لأنه يشعر بالتعب، وما إن فعل حتى لفظ أنفاسه، ورغم أن التعليمات كانت تنص على أن أترك جثته، إلا أننى خالفت هذه التعليمات، وعدت بالجثة سباحة 14 كم حتى وصلت إلى العقبة بالأردن»، ويؤكد عبدالوهاب: «كانت القيادة أوصتنا فى حالة الوصول إلى العقبة أن نعترف بأننا ضباط ضفادع بشرية مصرية، ألقتنا طائرة هيلوكبتر لتنفيذ عملية فى إيلات، ولم تعد لتأخذنا، وقيادتنا أوصتنا أن نسلم أنفسنا لكم».
تم نقل الجميع إلى مبنى الاستخبارات الأردنية فى عمان، وفيما يؤكد اللواء فهمى، أن ما فعله «عبدالوهاب» مع الشهيد البرقوقى لم يحدث فى تاريخ الحروب البحرية، يتذكر عبدالوهاب أنه وأثناء احتجازه فى العقبة أحضر الأردنيون لهم ملابس ليرتدوها بدلا من ملابس الغطس، واستمع إلى الانفجارات التى هزت إيلات والعقبة، وتؤكد «إنجى جنيدى»، أن أولها كان فى تمام الساعة الواحدة وثلاث عشرة دقيقة صباح 16 نوفمبر، أعقبه خمس انفجارات أخرى لا تقل قوة عن الأول، مما أسفر عن تدمير سفينتين إسرائيليتين مع إحداث أضرار جسيمة فى الثالثة، وفى مساء نفس اليوم أصدر المتحدث العسكرى المصرى بيانا بالعملية.