صور وفيديو.. لبنان بين سندان حزب الله ومطرقة إيران.. طهران أنشأت الحزب وتريد تعميمه على الدول العربية.. نصر الله يعلن ولاءه لولاية الفقيه فى طهران ويبايع الخمينى.. والحزب يتدخل فى سوريا والعراق واليمن

بالرغم من أن حسن نصر الأمين العام لحزب الله اللبنانى نفى إرسال أى أسلحة إلى اليمن أو أن تكون جماعته وراء إطلاق صاروخ باليستى على الرياض من أراض تقع تحت سيطرة الحوثيين فى اليمن، إلا إن كل التقارير العربية والدولية تؤكد أن مستشارى حزب الله العسكريين هم الذين أمدوا الحوثيين بالمعارف الصاروخية الباليستية الإيرانية. حزب الله وعون ليس هذا هو المهم، لكن الأهم هو أن الحزب يقوم بأدوار كبيرة تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية للبنان فى سوريا واليمن والعراق ويحمل الدولة اللبنانية باعتباره أحد مكونات الحكم فيها أعباء كبيرة تتعدى قدرتها على تحمل الأخطاء الإستراتيجية. ما زاد الأمر تفاقما هو أن الرئيس اللبنانى ميشال عون دافع عن حزب الله وأعرب عن رفضه لمضمون بيان الجامعة العربية الذى صنف مساء الأحد الماضى ميليشيا حزب الله كجماعة إرهابية، بالرغم من تأكيد المؤسسات الدولية أن حزب الله يقوم بأعمال عدائية ضد الحكومات العربية. عون أبلغ الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الذى زار بيروت، صباح أمس الاثنين، أنه يرفض التلميحات بأن الحكومة شريكة فى الأعمال الإرهابية التى ترتكبها ميليشيا حزب الله، مبرراً بقاء هذا السلاح بالخطر الإسرائيلى، وفقا لما أفادت به الرئاسة اللبنانية. رد خارج مستوى الحدث أدى البيان الختامى لمجلس وزارء الخارجية العرب مساء الأحد إلى زلزال سياسى فى حزب الله، ما جعل أمينه حسن نصر الله يرد عبر كلمة تلفزيونية بثتها قناة المنار الناطقة باسم الحزب، على الاتهام الذى تم توجيهه إلى الحزب من الأمانة العامة للجامعة بميدان التحرير فى وسط القاهرة. حسن نصر بدلا من أن يفند دلائل الإدانة ببراهين تبرئ ساحته اكتفى فقط بالقول إن "هذا الاتهام تافه وسخيف"، وهذه هى الطريقة التى اعتاد بها الرد على الاتهامات المشفوعة بالأدلة على تورطه فى القيام بعمليات إرهابية. يأتى هذا بينما حملت الجامعة العربية فى ختام الاجتماع الوزارى حزب الله لكونه شريكا فى الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية فى الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، وخاصة فى محافظة صعدة باليمن. الدول العربية بشكل يشبه الإجماع طالبت الحزب المدعوم من إيران والذى أسسته إيران أصلا بالعام 1982 "بالتوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أى دعم للإرهاب والإرهابيين فى محيطه الإقليمى"، وفقا لنص البيان الختامى. حسن نصر الله يبايع الخمينى وبالرغم من حالة الإجماع العربية تحفظ لبنان، عبر مندوبه الدائم لدى الجامعة السفير أنطوان عزام، بسبب غياب وزير الخارجية جبران باسيل، على الشق المتعلق "بدور حزب الله" لكنه لم يتحفظ على إدانة التدخلات الإيرانية فى الدول العربية. اللافت فى الأمر أن هناك رغبة فى بيروت فى أن يظل لبنان منخرطا فى أزمات ليس له بها ناقة ولا جمل، وهو ما قاله تقريبا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذى أعرب عن رغبته فى تجنيب لبنان تداعيات الخلافات الإقليمية، مؤكداً رفض الأطراف كافة إلحاق أى ضرر بلبنان. وفقا لمنطوق ما قاله أبو الغيط بعد لقائه مشيل عون فإنه: "لا أحد يبغى أو يمكن أن يقبل أو يرغب بإلحاق الضرر بلبنان لأن للبنان طبيعة خاصة وتركيبة خاصة وخصوصية وبالتالى الجميع يعترف بذلك"، لكنه مع ذلك ندد بشكل صريح بدور حزب الله التخريبى فى الملفات العربية السائلة، وقال إن التدخلات الإيرانية "مرفوضة شكلا ومضمونا". على كل حال أعلن حسن نصر الله صراحة أنه مع مشروع أن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، ولكن أن يكون جزءا من الجمهورية الإسلامية الكبرى التى يحكمها الخمينى فى إيران، ووفق هذا الإعلان الصارخ فى الفيديو أعلاه فإن لبنان واقعة بين سندان حزب الله ومطرقة إيران.