أصبح المشهد السياسى الداخلى متأزم بسبب فعل هنا وآخر هناك، منها ما هو بسبب أداء برلمانى لبعض النواب وآخر لتجاوزات من بعض الأفراد بجهاز الشرطة وغير ذلك من الأمور المثارة على الساحة حاليا.
ويحتاج الوضع لتدخل عاجل وعاقل من الدولة، لإيجاد حلول سريعة حتى تستقر الأمور وتبدأ مرحلة جديدة تفوت فيها الفرصة على كل متآمر أو خائن للوطن، يسعى لإثارة الفوضى والبلبلة، وحتى لا تصل الأمور إلى ما لا يتمناه كل وطنى لمصر.
"التجمع": الوضع السياسى "متأزم" بسبب عودة "الدولة البوليسية"
حسين عبد الرازق، القيادى اليسارى بحزب التجمع، قال إن الاعتراف بتأزم الوضع السياسى الداخلى لا مفر منه، مرجعا السبب فى ذلك لما أسماه بـ"عودة الدولة البوليسية" إضافة إلى عدم تطبيق شعارات الثورة حتى الآن، مشددًا على أهمية أن يكون الخلاف فى الرأى داخل دائرة الديمقراطية نظرًا للظروف الصعبة التى تمر بها مصر فى الفترة الحالية.
وأوضح عبد الرازق فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن حالة التوافق التى شهدها المشهد السياسى خلال مواجهة حكم الإخوان الذى كان يهدف للسيطرة على زمام الأمور فى مصر خلال فترة تولى الرئيس الأسبق محمد مرسى مقاليد الحكم، كان بسبب شعور الجميع بخطورة الوضع حينها، لافتًا إلى أن الوضع الحالى طبيعى أن توجد به اتجاهات مختلفة فى كافة القضايا، سواء اقتصادية، أو اجتماعية، أو متعلقة بالحريات.
سمير غطاس: تطبيق الديمقراطية له ثمن وهناك من لم يستسغ فكرة التعددية الحزبية
وفى ظل وجود اتفاق من المتابعين للمشهد السياسى سواء داخل مجلس النواب أو خارجه أن "الخبرة" مفقودة فى أداء الكثير من أعضاء البرلمان، ورئيس المجلس نفسه، قال الدكتور سمير غطاس، أحد الأعضاء المستقلين تحت القبة، إن كل برلمانات العالم تشهد تجاوزات واختلافات فى الرؤى، وتطبيق الديمقراطية ليس أمرا سهلاً وله ثمن، فى ظل عدم انتقال البعض على الأقل ذهنيًا من فكرة الحزب الواحد إلى التعددية تحت القبة.
وأضاف غطاس، فى تصريح خاص: "الديمقراطية لها ثمن على الجميع تحمله، وتتسع الصدور لتقبل الخلافات، أو حتى ما نسميها تجاوزات، فتاريخنا العربى وليس المصرى فقط لم نعتد فيه على الاختلاف، حيث الوحدة لا نجدها إلا فى المقابر، بينما الاختلاف ثمة الحياة" لافتًا إلى قوانين السياسة التى تسمى بقوانين الجدل أو الديالكتيك للألمانى فردريك هيجل، ومنها "الوحدة والصراع".
الأمين العام لحزب المحافظين يطالب المتصدرون للمشهد السياسى بتغليب المصلحة الوطنية
وعَلَّقَ الدكتور بشرى شلش، الأمين العام لحزب المحافظين، على ما تمر به مصر سياسيًا على الصعيد الداخلى، بأن هناك من يسعى لإثارة البلبلة، ويرغب فى أن يظل المشهد ملتبسا.
وأرجع شلش ذلك، خلال تصريحاته لـ"انفراد" إلى وجود ظروف اقتصادية وسياسية على المستوى الإقليمى والدولى، تجعل فرصة الإنكار غير موجودة لدى كل وطنى متابع جيدا لتفاصيل الأمور، بأن مصر تتعرض لمؤامرة فى ظل اقتصادها الضعيف، مضيفًا: "على كل الوطنيين الذين يتصدرون المشهد السياسى، تغليب المصلحة الوطنية على الشخصية".
تهانى الجبالى تطالب بحوار وطنى عبر آليات ومؤسسات الدولة
وبحثا عن الحل للخروج بمصر من أزمتها، قالت المستشارة تهانى الجبالى، مؤسسة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية، إن المطلوب سياسيا هو حوار وطنى عبر آليات ومؤسسات الدولة، لمناقشة المخاطر التى تتعرض لها مصر، مع محاولة ترشيد السياسات الحكومية والتفاعل مع قضايا الرقابة والتشريع ودولة القانون.
وأضافت تهانى الجبالى، أن مصر تواجه صعوبات شديدة وتتعرض لحرب معلنة فى الخارج، فى ظل من يستهدفها أيضًا من الداخل حتى وصلت الأمور إلى مرحلة تضخيم وتصدير الأزمات لإحباط الشعب المصرى، لذا فإن الحاجة الآن أن يكون المصريين أكثر رشدًا فى التعامل مع قضايا وطنهم، ويسعون لتغليب المصلحة الوطنية وليست المصالح الشخصية الضيقة.