صور.. باكستان تطوى صفحة أزمة ازدراء الإسلام.. استقالة وزير العدل تحت ضغط متشددون.. حركة "لبيك" تتهم الوزير بإغفال ذكر اسم الرسول فى قسم النواب.. زاهد حميد يعتذر للمحتجين ويؤكد:خطأ كتابى

أغلقت السلطات الباكستانية، اليوم الاثنين، صفحة من الفوضى كانت ستغرق فيها البلاد بسبب احتجاجات عنيفة استمرت لمدة 3 أسابيع، فى العاصمة إسلام آباد، التى قادتها حركة" لبيك يا رسول الله" المتشددة، ابتداءً من يوم 6 نوفمبر الجارى، اعتراضًا على خطأ كتابى فى مشروع قانون أعده وزير العدل الباكستانى، زاهد حميد، لإغفاله ذكر اسم الرسول عليه الصلاة والسلام، فى نص القسم الذى سيؤديه أعضاء البرلمان بعد إقرار البرلمان الباكستانى مشروع القانون. حركة "لبيك" تتهم وزير العدل بازدراء الدين الإسلامى وبسبب ما اعتبرته حركة "لبيك" المتشددة، ازدراءً وتعديلًا مناهضًا للإسلام، شهدت العاصمة إسلام آباد، وعدد من المدن الباكستانية مثل كراتشى والسند ولاهور، على مدار 3 أسابيع متواصلة أعمال عنف غير مسبوقة فى البلاد، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 250 شخص، خلال الاشتباكات الدموية بين عناصر الشرطة، والمتظاهرين الذين أغلقوا المداخل الرئيسية للعاصمة، ما اضطر الحكومة إلى استدعاء الجيش لفرض النظام مرة أخرى فى البلاد وفض الاعتصام الذى شل حركة الحياة اليومية فى المدينة الرئيسية بالبلاد، كما حجبت باكستان "فيس بوك"، و"تويتر" و"يوتيوب"، على خلفية المظاهرات. الحكومة الباكستانية تستجيب لضغط المتشددين وتقيل وزير العدل وانتهت الأزمة العاصفة التى ضربت باكستان، بإعلان متحدث باسم حركة "لبيك"، استجابة الحكومة الباكستانية، لمطلبهم بإقالة وزير القانون زاهد حميد، من منصبه، والذى بناءً عليه سيفضون اعتصامهم بما يسمح بعودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى فى العاصمة، ومن جهته، قال إعجاز أشرفى، المتحدث باسم الحركة، لـ"رويترز"، عقب إعلان هذا النبأ، "مطلبنا الرئيسى قٌبل، الحكومة ستعلن استقالة وزير القانون وسننهى اعتصامنا اليوم". كما أكدت المعلومة محطة (بى.تى فى) الإخبارية الحكومية، اليوم الاثنين، بقولها، إن وزير القانون "زاهد حميد"، استقال، وفى السياق ذاته، أعلن خديم حسين رضوى، زعيم الحزب السياسى الإسلامى فى باكستان، اليوم الاثنين، فى مؤتمر صحفى للحركة، تعليق الاعتصام بعد إقالة وزير العدل الباكستانى. وزير العدل الباكستانى يعتذر للمتظاهرين.. ويؤكد احترامه للرسول الكريم ورغم كل جهود الحكومة السابقة، إضافة إلى اعتذار وزير العدل الباكستانى، زاهد حميد، عن الخطأ الكتابى فى نص القانون، إلا أن الحركة لم تقبل ذلك، وكان من بين الجهود لإنهاء الاعتصام دون استقالة الوزير الباكستانى، اعتذار "زاهد"، للمتظاهرين عن إثارته لغضب الرأى العام، مؤكداً احترامه للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام بوصفه خاتم الأنبياء. وذكرت شبكة (سى إن إن) الإخبارية الأمريكية، أن وزير العدل الباكستانى أكد - خلال فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى - أنه يحب النبى محمد من أعماق قلبه، وأنه على استعداد مع أفراد عائلته للتضحية بحياتهم دفاعًا عن مكانة الرسول الكريم وقدسيته، إلا أن كل تلك الجهود باءت بالفشل، ولم ينه الأزمة سوى إبعاد الوزير عن منصبه، حيث رأى مؤيدو الحركة، أن التعديل فى نص القسم متعمد والهدف منه إرضاء طائفة الأحمدية، التى تقول أنها مسلمة، ولكن البرلمان الباكستانى، أعلنها غير مسلمة، فى عام 1974، لأنها لا ترى محمدًا خاتم الأنبياء. تعطل الحياة فى المدن الباكستانية بسبب الاعتصام وكان من تداعيات الأزمة أيضًا، قرار السلطات فى إقليم السند الباكستانى، إغلاق المدارس والجامعات، نظرًا لتردى الأوضاع الأمنية هناك، حيث قرر "جام مهتاب"، وزير التعليم فى السند، وقف الدراسة فى جميع المدارس الحكومية والخاصة، مشيرة إلى أن جامعة كراتشى قررت أيضًا تأجيل الامتحانات لأجل غير مسمى بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة فى المدينة. وفى ذات الصدد، كان من ضمن الإجراءات الحكومية، عقد رئيس الوزراء الباكستانى، شهيد خاقان عباسى، الأحد، اجتماعًا رفيع المستوى، حضره كل من رئيس وزراء حكومة إقليم البنجاب، شهباز شريف، ووزير الداخلية، إحسان إقبال، بالإضافة إلى عدد من المسئولين بالشرطة، لوضع استراتيجية لمعالجة الوضع فى العاصمة إسلام آباد، ومناطق أخرى من البلاد، وذلك بعد ساعات من بدء عملية فض المتظاهرين.