بعد اقتراح نيوزويك بختان محدود للإناث فى الغرب.. الأطباء ومسئولو الأمم المتحدة: رد فعل خاطئ لجرائم ختان نصف مليون فتاة فى أمريكا.. ويتناقض مع توصيات الأزهر والكنيسة ومجهودات تجريم الختان فى العالم

منذ سنوات انطلقت صيحات ومجهودات كثيرة من مؤسسات الصحة وحقوق المرأة فى مصر والعالم لتجريم عمليات ختان الإناث والوقوف أمام هذه العمليات التى تترك آثارًا سلبية ومشكلات نفسية وبدنية عديدة على المرأة، وتبنت العديد من المؤسسات الدولية والمحلية حملات توعية ضد هذه الجريمة التى جرمها القانون. ورغم كل هذه المجهودات إلا أن أمريكا أعلنت مؤخرًا عن ارتفاع معدلات ختان الإناث فى الولايات المتحدة والتى وصلت إلى نصف مليون فتاة وهو ما أصاب العالم الغربى بالرعب وجعله يفكر سريعًا فى حل هذه المشكلة، للحد من هذه الظاهرة الوافدة إلى أمريكا بسبب الهجرة.

وظهرت اليوم دراسة جديدة نشرت فى مجلة "نيوزويك" قدمها اثنان من الأطباء الأمريكان وهما الدكتور كافيتا ارورا مدير الجودة وأمراض النساء والتوليد فى المركز الطبى في كليفلاند الأمريكية، والدكتور ألان جاكوبس أستاذ طب الإنجاب فى جامعة ستونى بروك الأمريكية ويقترحان فيها السماح بالختان المحدود للفتيات لتهذيب الأعضاء التناسلية كحل وسط لمشكلة ختان الإناث فى الدول الغربية.

وأشار مقدما الدراسة إلى أن تجريم الختان فى الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا جعل تلك الممارسة تتم فى سرية، ما يعرض الفتيات للخطر لذلك فهما يقترحان حلا وسطا من شأنه أن يسمح قانونًا بختان بسيط نظرًا لأهميته الثقافية لبعض.

الاقتراح يقنن الختان ويجعله للأطباء وغير الأطباء ويوضح الدكتور عبد الحميد عطية رئيس الزمالة المصرية بوزارة الصحة والسكان وأستاذ النساء والولادة بكلية طب قصر العينى، قائلاً: "هذا الاقتراح يعد توثيقًا لعمليات الاعتداء على حقوق الطفل ويعطى الحق للطبيب بإجراء هذا التعدى تحت مظلة القانون وهو ما يسمح للأطباء فعل كل شىء ونعود للعصور القديمة مرة أخرى لينتشر الختان بصورته الكبيرة ولن نستطيع هنا قصر الأمر على الأطباء فقط وسيدخل فيه غير الأطباء أيضًا بمظلة قانونية".

الختان تشويه من النوع الرابع للأعضاء التناسلية ويشير عطية إلى أن الختان يعتبر تشويها من النوع الرابع نصت عليه منظمة الصحة العالمية للأعضاء التناسلية الخاصة بالفتيات الصغار، والاقتراح مرفوض بشكل قاطع ولا يمكن أن نلوث مهنة الطب بإجراء مجرم ومحرم دينيًا.

الزوائد اللحمية فى الأعضاء التناسلية مرض ليس له علاقة بالختان ويضيف أنه حال وجود زوائد لحمية فى الأعضاء التناسلية الخاصة بالنساء والتى تظهر عند عدد قليل من النساء، يتم إجراء جراحة لإزالة هذه الزوائد دون المساس بالعضو التناسلى الأصلى، ومن الممكن أن يصاب هذا العضو بأى مرض آخر يسبب هذه الزوائد وهنا نتعامل مع المرض الذى يظهر ولا يطلق عليه اسم ختان لأن العملية تعالج وضع طارئ يظهر للنساء فى أعمار متقدمة وقبل العملية يتم إجراء علاجات دوائية إن أمكن قبل اتخاذ قرار العملية.

اقتراح تقنين الختان يتناقض مع السياسات الحالية التى تجرمه ويعلق الدكتور مجدى خالد، مدير مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان بالقاهرة، على تلك الدراسة قائلاً: "هذا الاقتراح لا يتناسب مع السياسة الحالية التى تجرم القانون فى كل العالم العربى والغربى، فهو يقضى على مجهود الملايين حول العالم ممن يقومون بالتوعية وإطلاق حملاتهم لتفعيل القانون فى كل مكان تجريمًا لهذه العادة التى تنتهك حقوق الفتاة وجسدها، والموافقة على هذا الاقتراح يتناقض مع المجهودات التى تتم منذ أكثر من 10 سنوات، فهناك تجريم عالمى من كل منظمات الصحة فى العالم لهذه العملية وتلزم الأطباء بالتوقف عنها نظرًا للأضرار التى تلحق بالفتاة بعد إجراء هذه العملية".

ويضيف "مجدى" قائلاً: "لا يوجد مبرر لهذه الاقتراح خاصة ونحن نقوم حاليًا بمقاومة تطبيب الختان أى إجراء بعض الأطباء لهذه الجريمة فى الخفاء، لأنها مشكلة كبيرة وتعد التفافًا على القانون نواجهه فى مصر حاليًا بتوعية الأطباء حتى نحد من الظاهرة، التى تتنافى تمامًا مع مهنة الطب وآدابها وقيمها".

ويضيف ممثل الأمم المتحدة للسكان أن نشر مثل هذه الاقتراحات قد يثير القلق ويجعل الظاهرة تأخذ شكلاً أكبر فى الانتشار، وأننا فى مصر لن نسمح بمثل هذه المقترحات، خاصة بعد تجريم الأزهر الشريف والكنائس المصرية لمثل هذه العمليات وسنستمر فى طريقنا حتى نقضى على الظاهرة فى كل مكان".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;