فى انتفاضة مبكرة اندلعت شرارتها منذ قليل، احتشد المئات من الفلسطينيين فى ميادين الضفة الغربية وقطاع غزة للتنديد بإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة إسرائيل، وقراره نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
ودعت مآذن المساجد فى الضفة الغربية وفى مقدمة مدينة طوباس الفلسطينيين للاحتشاد فى ميدان الشهداء للتنديد على القرار الذى استنكرته الدول العربية كافة وعدد من دول أوروبا بخلاف تحذيرات الأمم المتحدة من تداعياته.
وقال أمين سر حركة فتح فى طوباس بالضفة الغربية، محمود صوافطة لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إنه فى الوقت الذى اعترف فيه ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، احتشد المئات من أهالى مدينة طوباس، للاحتجاج على القرار العنصرى الذى صدر من الإدارة الأمريكية.
وأضاف أن أمريكا فى هذا القرار تعلن بشكل صريح دعمها للاحتلال، وانحيازها لحكومته، متناسية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
ودعت فصائل العمل الوطنى والإسلامى الفلسطينية إلى إضراب شامل، غدا، فى كل الأراضى الفلسطينى ودعت جماهير الشعب الفلسطينى للمشاركة فى المسيرات فى مراكز المدن.
وتزامن ذلك مع قرع الكنائس أجراسها، فيما صدحت المساجد بالتكبيرات.
اعتبر زياد النخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، أن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل، هو إعلان حرب.
وقال النخالة فى تصريحات تليفزيونية، إن هذا اليوم الذى يعلن فيه ترامب عذا القرار، فهو يوم للوحدة فى مواجهة العدوان الواضح والذى لا لبس فيه على فلسطين ومقدسات الأمة.
وأضاف نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى، أن هذا اليوم هو يوم حداد للأمة ويجب النهوض لمواجهة الاستكبار الأمريكى.
فيما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية فى مدينة القدس، مساء اليوم الخميس، رفضها التام لإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتبار المدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.
وأعلنت قوى القدس الإضراب فى جميع المحال التجارية، يوم غد الخميس، فى المدينة؛ رفضا للإنحياز الأمريكى، واحتجاجا على قرار واشنطن غير المسؤول بإعلان القدس عاصمة إسرائيل، مؤكدة على أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ووصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إعلان الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" اليوم الأربعاء، اعترافه بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل سفارة الولايات المتحدة من "تل أبيب" إلى القدس بأنه إعلان حرب على الشعب الفلسطينى وحقوقه، ويضع الولايات المتحدة فى الموقع المعادى للشعب الفلسطينى والشريك للكيان الصهيونى فى جرائمه بحق الشعب الفلسطينى وأرضه، وهو ما يتطلب التعامل معها على هذا الأساس.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى بيان أن الرئيس "ترامب" قد أطلق رصاصة على ما يُسمى حل الدولتين ومشروع التسوية وأوهام ما يُسمى عملية السلام، داعية القيادة الفلسطينية إلى استخلاص العبر من تجربة الرهان على المفاوضات وعلى الدور الأمريكى فيها وإعلان الانسحاب من اتفاقية أوسلو والتزاماتها، وسحب الاعتراف بإسرائيل.
ودعت الجبهة جماهير الشعب الفلسطينى وقواه إلى تضافر جهودها للرد الموحد والقوى والعملى على هذا القرار من خلال الفعل الميدانى وتصعيد جذوة الحراك الشعبى المتصاعد.
واعتبرت الجبهة أن المعركة على القدس هى معركة على كل فلسطين، وأن القدس بالنسبة لنا هى حيفا ويافا وصفد وغزة ورام الله وكل قرية ومدينة فى فلسطين.
وشددت الجبهة على ضرورة مواجهة مثلث المؤامرة على القدس وفلسطين وعلى حقوق أمتنا العربية والممثلة فى الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية، وبما يفتح الباب واسعاً أمام الخيارات الكفاحية المناسبة.
كما دعت الجماهير العربية إلى النزول للشارع رفضا وغضبا على هذا القرار الذى يؤكد على طبيعة الإمبريالية الأمريكية الراعية الرئيسية للإرهاب الصهيونى فى المنطقة، والساعية دائماً لإشعال المنطقة للحفاظ على هيمنتها.
وختمت الجبهة مؤكدة أن القدس ستبقى دائماً وأبداً عاصمة دولة فلسطين ولن تنجح كل المحاولات الهادفة لطمس عروبتها ومكانتها للعالم العربى والإسلامى.
فيما أكد المتحدث الرسمى باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرئيس الأمريكى وجه صفعة كبرى إلى العالم كله، وسطا على مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين، باعترافه بها عاصمة لإسرائيل. كما لجأ إلى تزوير الوقائع مستهتراً بمشاعر ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، متحدياً إرادة الشرعية الدولية وقراراتها، ليدفع بالمنطقة إلى آتون الانفجار الكبير.
وأكد المتحدث باسم الجبهة الديمقراطية أن سياسة الانتظار لن تجدِ نفعاً، وقد أثبت الرهان على الولايات المتحدة فشله للمرة الألف ما يفرض على القيادة الفلسطينية السياسية اتخاذ الموقف الذى يستجيب للتصدى لخطورة الخطوة العدوانية الأمريكية ويصون عاصمة دولة فلسطين من السطو الأمريكى الإسرائيلى عبر العودة إلى البرنامج الوطنى الفلسطينى والتخلى عن أوهام الحل السياسى برعاية الولايات المتحدة. وكذلك العودة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب العضوية العاملة لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة بموجب قرار "متحدون من أجل السلام" واللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمى الحرب الإسرائيليين بحق الشعب الفلسطينى.
ودعا المتحدث الرسمى باسم الجبهة الديمقراطية الشعوب العربية وقواها السياسية لتحمل مسئولياتها القومية نحو القدس والقضية الفلسطينية، والضغط على قادة دولها لاتخاذ إجراءات على مستوى المسؤولية القومية بما فيها مقاطعة الولايات المتحدة وإدارتها والبضائع والمصالح الأميركية فى المنطقة.
ووجه التحية إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذى كان في مقدمة المدافعين عن قرارات الشرعية الدولية في مواجهة الموقف العدوانى الأمريكى على القدس. كما وجه التحية إلى جماهير الشعب الفلسطينى البطل وقواه السياسية كافة للتوحّد حول القدس وحول كل شبر من أرض فلسطين فى مناطق الـ 48 والضفة وقطاع غزة والشتات وإلى جماهير الشعوب العربية داعياً إلى تواصل أيام الغضب والتظاهرات على طريق استنهاض الانتفاضة والمقاومة نحو العصيان الوطنى فى حرب شعبية مفتوحة إلى أن يحمل الاحتلال والاستيطان عصاه ويرحل عن دولتنا المستقلة.