أثار ملف المرأة فى المسيحية الذى نشره انفراد، أمس العديد من ردود الفعل بين القراء والمهتمين بالشأن القبطى الذين رأوا أن المرأة تمتعت بمكانة متساوية مع الرجل فى الإنجيل غير أن بعض النصوص التى وردت فى الملف كانت تختص بظروف معينة، وهو نفس الرأى الذى تبناه مينا أسعد كامل مدرس اللاهوت الدفاعى بمعهد الكتاب المقدس.
فرّق "كامل" بين فكر الشعب اليهودى تجاه المرأة وفكر الكتاب المقدس والعهد القديم (كتاب اليهود وجزء من كتاب المسيحيين) وقال إن المرأة فى فكر الشعب اليهودى تعانى الإنكار والاحتقار ولا تدخل فى الإحصائيات الرسمية، وليس لها أى حقوق وكان الرجل اليهودى ربما يقتل امرأته ليتخلص منها دون أن يلاحق قانونيا، وسنت بعض القوانين الرومانية القديمة نصوصا تمنع محاكمة الجندى الذى قتل أمته أو امرأته.
وأضاف: "أما المرأة فى العهد القديم من الكتاب المقدس وفى أول نص تذكر فيه المرأة وصفها الوحى بـ (معين للرجل ونظيرا له) سفر التكوين "2 : 18"، مؤكدًا أن النظير تعنى المساوى فى كل الحقوق والواجبات والمعين كما عرفه أباء الكنيسة هو الشخص القوى الذى يأتى لنجدة الضعيف لذلك فإن النص الأول وضع المرأة فى مكانة متساوية مع الرجل.
وأوضح مدرس اللاهوت الدفاعى فى تصريحاته لـ "انفراد": وعندما تحدث آدم عن المرأة فى العهد القديم وصفها قائلا إنها "لحم من لحمه" مما يرسخ الاحترام بين الجنسين، مؤكدا أن العهد القديم كرم وظائف المرأة الدينية مستشهدا بما جاء فى عدة أسفار من بينها سفر الخروج 15 مريم النبية ، ودبورة النبية والقاضية فى سفر القضاه 4 ، ونبية أخرى اسمها خلدة فى سفر الملوك الثانى، وفى سفر نحميا نجد نبية أخرى هى نوعدية النبية.
وفيما يخص نصوص العهد الجديد، قال كامل إن المسيح اهتم بعدم التفرقة بين الرجل والمرأة فى المعاملة فتحدث عن حب المسيح لعائلة لعازر واختيه مرثيا ومريم فى إنجيل يوحنا وبعد المسيح ظهر دور المرأة فى النصوص المقدسة لفجر المسيحية فنجد مواظبة النساء على الصلاة مع التلاميذ فى سفر أعمال الرسل 1 ويتحدث عن قدرتها على التنبؤ فى سفر الأعمال 2.
ويشير مدرس اللاهوت الدفاعى إلى أن بولس الرسول رفض التفرقة فى رسالة غلاطية بين الرجل والمرأة وقال لا فرق بينها وبين الرجل ولا امتياز لإنسان عن آخر فى رسالة غلاطية إصحاح 3، وحين تحدث بولس الرسول لنساء كورونثوس ورفض أن يتحدثن فى الكنائس كان يقصد النساء التى تطاولن على الرجال وتعمدن التشويش.
واعتبر كامل أن الفكر المسيحى لا يحقر المرأة بأى شكل من الأشكال مؤكدًا أن عدم حصولها على سر الكهنوت أمر طبيعى، مضيفًا "الكهنوت ليس حقا أو امتيازا بل كما يقول الكتاب المقدس هو دعوة إلهية إلى رجل معين من الله، ويشرح الرسل لماذا لا تكون المرأة كاهنا فى كتابهم الدسقولية فيقولون لو كانت المرأة تستطيع أن تعمد لتعمد المسيح من أمه القديسة، ولم يتعمد من يوحنا المعمدان فالفرق بين الرجل والمرأة فى الكهنوت هو فرق وظيفى وليس فرقا فى العظمة.
وأكد مدرس اللاهوت الدفاعى أن رسامة المرأة كاهنة فى إحدى الكنائس الغربية ليس تحررًا إنما هو مخالفة صريحة لتعاليم الإنجيل.