تناولت الصحافة الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء أخر أيام الدعاية الانتخابية للانتخابات التشريعية ومجلس خبراء القيادة، واحتدام المنافسة بين التيارين الأصولى المتشدد والإصلاحى المعتدل، بينما تواصل صحف اليمين المتشدد حملاتها لتشويه حكومة روحانى، وفيما دعت الصحف المعتدلة من أنصار الحكومة الشعب الإيرانى للمشاركة الكثيفة وطالبت الناخبين الذين صوتوا لروحانى فى انتخابات 2013 أن يستكملوا المسيرة لإختيار برلمان معتدل.
أفتاب: سقوط الاصلاحيين فى الانتخابات البرلمانية يعنى حرمان روحانى من ولاية ثانية وعزل ظريف
يصل التنافس بين التيارين الإصلاحى والمتشدد فى إيران إلى ذروته آخر أيام الدعايا الانتخابية، ويسعى الطرفان لإزاحة الطرف الأخر عن البرلمان بينما يسعى الإصلاحيين الأقلية من حيث أعداد المرشحين لإجتذاب أصوات لمرشحى هذا التيار للدخول إلى البرلمان لمساندة الرئيس المعتدل حسن روحانى وإنهاء سنوات تهميش التيار الإصلاحى وهيمنة المتشددين على السلطة التشريعية فى إيران.
بينما اعتبرت صحيفة أفتاب يزد فى عددها الصادر اليوم أن عدم حصول التيار الإصلاحى على أصوات تؤهله لدخول البرلمان تعنى عزل وزير الخارجية ومهندس الاتفاق النووى جواد ظريف. وقالت الصحيفة أن المراقبين السياسيين فى إيران يعتقدون أن الامتناع عن المشاركة الشعبية فى الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء تعنى وباحتمال قوى ألا يتمكن روحانى من الحصول على ولايته الرئاسية الثانية وتصبح سنوات حكومته 4 بدلا من 8 سنوات.
وأضافت الصحيفة أن التجربة خير دليل فى تأيد هذه الرؤية، فالبرلمان الحالى فى دورته التاسعة حاول عرقلة روحانى بأقصى حد ممكن نتيجة سيطرة المتشددين عليه والمعارضين لحكومته.
ابتكار: احتدام المنافسة فى آخر أيام الدعاية الانتخابية وقبيل ساعات من بدء الصمت الانتخابى
تصل المنافسة الانتخابية إلى ذروتها فى الساعات الأخيرة من آخر أيام الدعاية الانتخابية للاستحقاقين الأهم فى تاريخ إيران، الانتخابات البرلمانية، ومجلس خبراء القيادة، المقرر عقدهما الجمعة المقبلة.
وقالت صيحفة ابتكار أن الوقت القانونى للدعاية الانتخابية ينتهى صباح يوم الخميس الساعة 8 صباحا بتوقيت إيران، واليوم فرصة ذهبية للدعاية للمرشحين لأن التجربة فى إيران تشير إلى أن الناخب يقرر ويثمن برامج المرشح مع بداية العد التنازلى للوقت المتبقى على إجراء الاقتراع.
ويتنافس على عضوية مجلس الشورى (البرلمان) 6 آلاف و 229 مرشحا بينهم 586 امرأة لشغل 290 مقعدا فى البرلمان. فى المقابل، يتنافس 166 مرشحا من الرجال لشغل 88 مقعدا فى مجلس الخبراء المؤلف من رجال الدين المكلفين خصوصا تعيين المرشد الأعلى، أعلى منصب فى إيران، والذي يتولاه آية الله على خامنئى البالغ من العمر 76 عاما منذ 1989 وفاة الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية.
وتعد هذه الانتخابات هى الأولى فى إيران منذ التوقيع الاتفاق النووى فى يوليو 2015 مع الدول الكبرى والذى أتاح إنهاء عزلة إيران وعودتها إلى الساحة الدولية مع رفع العقوبات المالية الغربية التى كانت تخنق اقتصادها فى يناير، وعزز الاتفاق شعبية الرئيس روحانى الذى انتخب فى 2013 لأربع سنوات يمكنه أن يترشح مجددا فى نهايته.
ويغيب عن انتخابات مجلس الخبراء حسن الخمينى القريب من الإصلاحيين وحفيد اية الله الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية، إذ رفض مجلس صيانة الدستور ترشيحه لاعتباره غير متمتع بالأهلية الدينية. استأنف حسن الخمينى الرفض لكنه لم يفلح.
ويخشى النظام من تكرار أحداث العنف وتظاهرات التى شهدتها إيران عام 2009، وخصصت 250 ألف عنصر من قوى الأمن الداخلى و18 مروحية و8 طائرات لتأمين الإنتخابات. وتأمين 53 ألف مركز انتخابى و110 آلاف صندوق اقتراع.