علا الشافعى تكتب: فى حصاد أفلام 2017 ضعف سينمائى واجتهادات فردية محدودة.. إيرادات ومهرجانات دون سينما حقيقية.. إنتاج ما يقرب من 40 فيلما تجاوزت إيرادات بعضها 50 مليونا وتراجع الوعود الحكومية بدعم صناع

عندما نتوقف قليلا ونتأمل عام 2017 سينمائيا، نجد أنه عام ملىء بالظواهر السينمائية اللافتة للنظر، ولكنه فى الوقت نفسه عام محير ويثير الكثير من التساؤلات حول الشكل أو النمط الذى تتجه إليه السينما المصرية، عادة يكون هناك إنتاجات سينمائية متميزة، توازيها أفلام تجارية تحقق إيرادات كبيرة، وفى سنوات أخرى كنا نطلق عليه ببساطة عام الجوائز السينمائية والتواجد المصرى فى المهرجانات والمحافل السينمائية المصرية والعربية، ولكن هذا العام تتداخل العديد من الظواهر والتفاصيل التى تحكم صناعة السينما المصرية. السقا صحيح أنه تم إنتاج ما يقترب من الـ40 فيلما، وأيضا هناك إيرادات أفلام تخطت الـ50 مليون جنيه ومنها فيلم هروب اضطرارى لأحمد السقا وأمير كرارة وعدد كبير من النجوم وإخراج أحمد خالد موسى، وفيلم الخلية لأحمد عز وإخراج طارق العريان، وهناك أفلام حققت حضورا فى المهرجانات العربية والعالمية ومنها «آخر أيام المدينة» و«أخضر يابس»، و«مولانا» و«الشيخ جاكسون» ولكن لن ينسى أحد أيضا أن عام 2017 هو عام غياب الفيلم المصرى عن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حيث سيطر الطابع التجارى ليس ذلك فقط بل عادت وبقوة ظاهرة الأفلام قليلة التكلفة ومنها «فوبيا» و«ياتهدى وتعدى» و«كارت ميمورى» و«عمارة رشدى» إلى آخر هذه النوعية من الأفلام. عمرو سعد 2017أيضا هو عام تراجع كل الوعود الحكومية بدعم صناعة السينما المصرية، ليس ذلك فقط بل أيضا عام إغلاق بعض دور العرض فى المحافظات المصرية، والتى تصبح يوما بعد يوم بعيدة عن كل ما له علاقة بالثقافة والتنوير. محمد رمضان وشهد عام 2017 أيضا وجود النجم محمد رمضان بـ3 أفلام شكلت تجارب متباينة وهى «آخر ديك فى مصر» فيلم اجتماعى كوميدى قدمه مع المخرج عمرو عرفة، ولكن الفيلم لم يحقق نجاحا تجاريا كبيرا يتناسب مع حجم نجومية محمد رمضان والإيرادات التى سبق وحققها فى أفلامه التجارية والتى تحمل تيمة شعبية وقدم رمضان أيضا فيلم «جواب اعتقال» وهو الفيلم الذى جسد فيه دور إرهابى وأيضا لم يحقق الفيلم إيرادات جيدة فى شباك التذاكر كما طاله العديد من الانتقادات التى تتعلق بالسيناريو والمباشرة الشديدة فى القضية، ولكن محمد رمضان فى فيلم الكنز مع المخرج شريف عرفة وعدد كبير من النجوم قدم تجربة مغايرة تحسب له، حيث جسد دور «على الزيبق»، الساعى للخير والحق، والذى ينتصر للضعفاء هو ومجموعة الشطار رفقاء درب والده ودربه، والذى يقع فى حب زينب، تجسدها روبى، ابنة قاتل أبيه صلاح الكلبى الذى يجسده عباس أبوالحسن.. وصحيح أن رمضان لم يحقق إيرادات يصرخ بعدها قائلا: «أنا رقم واحد»، إلا أنه يحسب له تقديمه تجارب سينمائية متباينة اتفقنا أو اختلفنا حول مستواها الفنى. أحمد الفيشاوى كما حقق الفنان أحمد الفيشاوى بفيلمه «القرد بيتكلم» والذى شاركه بطولته عمرو واكد، ومن إخراج بيتر ميمى، إيرادات كبيرة ونافس بقوة محمد رمضان بل انتصر عليه فى شباك التذاكر محققا ما يزيد على 13 مليون جنيه، كما نجحت الفنانة نيللى كريم فى تحقيق إيرادات بشباك التذاكر بفيلمها «بشترى راجل» والذى شاركها بطولته الفنان محمد ممدوح ومن إخراج محمد على، وحقق الفيلم إيرادات تجاوزت الـ5 ملايين جنيه، وجاء نجاح نيللى فى شباك التذاكر بعد أن شكلت قاعدة جماهيرية من خلال أدوارها الناجحة فى الدراما. شيخ جاكسون وشهد 2017 السينمائى أيضا الخلاف والمعركة الكلامية التى حدثت بشأن ترشيح الفيلم المصرى لأوسكار أحسن فيلم أجنبى، لم تمد مصر فى الترشيحات النهائية، حيث اعترض المخرج مجدى أحمد على اختيار اللجنة المشكلة تحت رعاية نقابة السينمائيين، والتى انتصرت لفيلم الشيخ جاكسون على حساب فيلمه مولانا، وانطلقت هذا العام الدورة الأولى لمهرجان «الجونة السينمائى»، وهو المهرجان الذى أطلقه الشقيقان نجيب وسميح ساويرس وحققت دورته الأولى نجاحا لافتا للأنظار. ورغم المهرجانات والتواجد والأفلام ذات الإيرادات تظل مشاكل السينما المصرية كما هى وكأنها صناعة مكتوب عليها أن تعمل بقوة الدفع الذاتى، فلا هناك بنية أساسية حقيقية فى المعامل وغيرها، ولا هناك قوانين فعلية تنظم الصناعة وتحل مشاكلها.