أعلنت قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، اعتراض صاروخ باليستي جنوبي مدينة الرياض، أطلقه الحوثيون، الذين أعلنوا من جهتهم إطلاق صاروخ من طراز "قيام 1" المعروف إعلاميا باسم "بركان إتش تو" الباليستي على قصر اليمامة في العاصمة السعودية.
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء،اللهم من أراد بلادنا بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنً يارب العالمين
.#صوت_انفجار_في_الرياض pic.twitter.com/S9kU9YnATZ
— ζ͡❥⃕ ⁽✮₎NAIF ♚ (@NO_ON_M) ١٩ ديسمبر، ٢٠١٧
ماذا يعني إطلاق هذا الصاروخ؟
لكن ماذا يعني إطلاق هذا الصاروخ بعد خمسة أيام فقط من المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقدته سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي في قاعدة عسكرية بواشنطن وأعلنت من خلاله أن إيران هي التي أمدت الحوثيين بالصواريخ الباليستية وعرضت أدلتها الدامغة على ذلك؟
يعني ذلك من حيث المبدأ رغبة في إيران في إلحاق أكبر ضرر بالمملكة العربية السعودية تلك التي تناوئ السلوك الإيراني في الإقليم وتعارض بشدة التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية عن طريق شغلها بالملف اليمني لأنه يمثل لها أولوية إستراتيجية بحكم الجوار الجغرافي وبالتالي تربح طهران ابتعاد الرياض عن الملف الأهم بالنسبة للأولى وهو الملف السوري الذي تسيطر عليه كليا بمشاركة روسية في السنوات الأخيرة.
كما يخبرنا الوضع الراهن بأن إيران أوعزت إلى الحوثيين استهداف مكانا غير مدني حتى لا تتعرض الاعتداءات الحوثية لانتقادات واسعة كما كان الحال في مؤتمر نيكي هيلي مع الإشارة إلى أن الصاروخ الذي أطلق يوم 4 نوفمبر الماضي وكان يستهدف مطار الملك خالد بالرياض كان سيلحق أضرارا جسيمة بالأرواح في صفوف المدنيين لو لم يتم اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي للمملكة العربية السعودية.
بين "قيام 1" و"بركان إتش 2"
وللتدليل على ذلك فإن الحوثيين أعلنوا من جانبهم وعن طريق أذرعهم الإعلامية أنهم استهدفوا قصر اليمامة في العاصمة وهو مقر الحكم الذي يوجد به الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان ولي العهد ووزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء.
تقنيا صاروخ "قيام 1" الإيراني الذي يسميه الحوثيون "بركان إتش تو" غير قادر على تحديد أهدافه بدقة وغالبا ما يتم إطلاقه لأغراض استراتيجية ومعنوية، لكن أن يتم إطلاقه هذه المرة على مكان محدد في دائرة تهديف ضيقة ومحدودة فمعنى ذلك أن الإيرانيين أمدوا الحوثيين بتكنولوجيا دوائر ألكترونية متقدمة تمكن الصاروخ من إصابة أهداف دقيقة على العسك تماما من المرات السابقة.
وعلى هذا الأساس أعلن الحوثيون أن هدف الصاروخ الباليستي الذي تم إسقاطه كان اجتماعا موسعا لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة بالرياض، وهو ما يعني أن الحوثيين ممثلين في إيران لا يريدون التهدئة ولا التوصل إلى تسوية شاملة في الأزمة اليمنية.
قرائن إيرانية الصاروخ
قالت السلطات السعودية إن أهالى الرياض سمعوا دوي انفجار قوي وشاهدوا دخانا في السماء بعد اعتراض دفاعات الباتريوت للصاروخ الباليستى، تلاه سقوط شظايا في أحياء متفرقة من الرياض من دون وقوع إصابات أو أضرار، ما يستدعى ذكر أن الصاروخ إيراني الصنع وليس للحوثيين قبل بصناعته ولا بتطويره من خلال
1 ـ تطابق العلامات الموجودة على الصواريخ التى سقطت فى السعودية تماماً مع تلك الموجودة فى منظومات "قيام-1" التى بثت "وكالة أنباء فارس" الإيرانية، تقريراً عنها.
2 ـ تطابق شكل الذيل مع فوهات دوارة نفاثة ذات ريش عوضاً عن زعانف الذيل. ويتميز صاروخ "قيام-1"، الذى تنفرد إيران بتصنيعه وتشغيله عن باقى الصواريخ المنتمية إلى الفئة ذاتها بأنه لا يحتوى على زعانف.
3 ـ تتمتع كل الصواريخ التى تشكّل مخزون اليمن من صواريخ "إس إس - 1 سى الروسية/ هواسونغ-5 من صنع كوريا الشمالية (سكود -B)" وصواريخ "إس إس - 1 دى الروسية/ هواسونغ-6 من صنع كوريا الشمالية (سكود -C)" الطويلة المدى، بزعانف على ذيولها، ما يشير إلى أن الصواريخ التى ضربت الرياض قد وردت من إيران، وليست منظومات يمنية جرى تحويلها.
4 ـ حمل المشغل الميكانيكى لصاروخ بركات إتش تو شعار "مجموعة الشهيد باقرى الصناعية"، وهى شركة دفاع إيرانية تخضع لعقوبات فرضتها عليها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.
5 ـ حملت لوحة الدارة الموجودة ضمن وحدة قياس الصاروخ شعار منتجات "مجموعة الشهيد همّت الصناعية"، وهى هيئة إيرانية أخرى تخضع لعقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.
على كل حال تشير المعلومات والقرائن أعلاه أن إيران متورطة في عمليات إطلاق الصواريخ الحوثية على المملكة العربية السعودية وبات مسلما بأن تورطها في ذلك لا يخفى على كل ذي عينين، فهل ستحمل الأيام القادمة تحركات عربية جديدة ضد إيران؟ ها ما ستكشف عن الحوادث اللاحقة.