دشن مجموعة من شباب مركز البدارى بمحافظة أسيوط، ائتلافًا لمواجهة العنف والإرهاب والعادات والتقاليد السيئة، وإنهاء الخصومات الثأرية، بالإضافة إلى مساعدة المصالح الحكومية المختلفة، خاصة فى مجالات النظافة والصحة والتعليم.
وأعلن الشباب، أنهم يواجهون الإرهاب فى الصعيد من خلال تنظيم ندوات ومؤتمرات تثقيفية وجولات ميدانية للتوعية بخطورة الفكر المتطرف للجماعات الإسلامية ولمنع عودة فكر الإرهاب الذى كان يسيطر على الشباب فى فترة التسعينيات، كما يتم تثقيف الشباب خوفًا عليهم من الانحراف والانضمام لمثل هذه الجماعات، أو تجنيدهم فى أى أعمال إرهابية فى وقت كان الشباب مؤهلاً فيه لذلك.
محمود نصار أمين شرطة، ومؤسس ائتلاف مركز البدارى لمواجهة الإرهاب والجماعات الإسلامية المتشددة يروى تفاصيل نشأة الائتلاف وكيفية عمله، قائلاً: "بعد 30 يونيو وجدنا أن البيئة مهيأة أن يحدث أى تجنيد للشباب من قبل الجماعات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسى؛ مستغلين الأحداث فى هذا الوقت، حيث كانوا يلعبون بشكل واضح على وتيرة الدين والفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، ففكرنا كمجموعة شباب بمركز البدارى أن نكون ائتلافًا يعمل على تثقيف الشباب وحمايتهم من الانخراط مع هذه المجموعات أو التلوث بأفكارهم الهدامة التى من الممكن أن تقضى على المركز بأكمله".
وأضاف نصار، بدأنا فى استقطاب الشباب وتحميسهم نحو العمل الخيرى والمصالحات ومساعدة الآخرين وتطوير مؤسسات المركز والعمل الخدمى الذى يعود بالنفع على كل أفراد المركز، فبدأنا الائتلاف من قرية العقال البحرى التى شهدت أحداث عنف لا مثيل لها فى التسعينيات، حيث تعرض الأقباط لمضايقات كبيرة وحوادث قتل متعددة ولإرساء فكرة نبذ العنف بدأناها من قرية العقال البحرى.
وأضاف نصار تعددت الخدمات والإنجازات، ولكن كان أهمها حينما تواصلنا مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق وقت أن كان رئيسًا للوزراء، وأرسلنا له صور القمامة المنتشرة فى البدارى فقام على الفور بإصدار قرار بإقالة رئيس المدينة، ونقله إلى مكان آخر وبدأنا فى التعاون مع رئيس المدينة الجديد لما فيه صالح المركز، كما أننا وصلنا والحمد لله إلى أنه لا توجد أعمال عنف بعد ثورة 30 يونيو، ولم يتم القبض على شاب واحد من مركز البدارى متورطًا فى أعمال عنف فى أى مكان سواء فى المركز أو خارجه.
وأوضح نصار، أن الائتلاف يقوم أيضًا بأعمال اجتماعية لمساعدة الفقراء من خلال تقديم مساعدات مادية للمحتاجين، كما يتوجه إلى المصالح الحكومية، ونسأل المواطنين عن أسباب ضعف الخدمة ونحاول توصيل صوتهم، ونساعد بقدر إمكانياتنا إذا تمكنا من المساعدة؛ فمثلاً وفرنا مقاعد للموظفين فى بعض المؤسسات وأصلحنا سيارة فى أحد المستشفيات بالمركز، وراقبنا الجزارين بالتعاون مع التموين لضبط السلع وصلاحية اللحوم وخاطبنا الأمن، وتمكنا من توفير خدمات ليلية على مستشفى العقال البحرى، وساهمنا فى تشغيل شباب فى شركات سياحة والقطاع الخاص.
وأشار نصار، إلى أنه بصدد إطلاق مبادرة "الأيادى البيضاء"، وهى مبادرة تهدف للمصالحة مع شباب التيارات الإسلامية، الذين لم يتورطوا فى أى أعمال عنف أو جرائم قانونية واكتشفوا انخداعهم فى هذه التيارات حتى يتمكن هؤلاء الشباب من العودة مرة أخرى إلى حضن الوطن ويكونوا شبابًا نافعين لأنفسهم ولأوطانهم.
محمد صابر عيسى المتحدث الرسمى باسم الائتلاف، قال إن الائتلاف منذ تكوينه بدأ فى جمع الشباب حول فكرة العمل الخدمى، والتطوعى وبدأن نساهم بشكل كبير فى حل المشكلات والخلافات العادية اليومية بين المواطنين قبل تفاقمها، كما ساهمنا وشاركنا فى إنهاء خصومات ثأرية مع لجان عرفية كبيرة على معرفة وخبرة بكيفية حل هذه المشكلات حتى وصلنا الآن إلى إنهاء العديد من الخصومات، وتمكنا من القضاء على فكرة السير بالسلاح النارى بشوارع البدارى، واختفاء ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية بشكل مكثف فى الأفراح والمناسبات، وعقدنا العديد من اللقاءات والمؤتمرات مع الشباب لترسيخ فكرة العمل التطوعى فنظفنا شوارع عدد من القرى ودهنا أسوار، وتبرعنا كائتلاف من جيوبنا الخاصة ومن أعضاء الائتلاف للمساهمة فى أعمال خيرية وفى حل مشكلات فى بعض المؤسسات.
أما سمير محمد عطية عضو الائتلاف، قال إننا كائتلاف كان الهم الأكبر لنا هو التجميع وعدم التفريق للشباب فبدأنا بتكوين جروب أطلقنا عليه اسم "أخبار العقال البحرى" بدأت هذه الصفحة التى اهتمت بأخبار القرية، وتوالت المتابعات على الصفحة حتى وصلت إلى 5 آلاف متابع من البدارى وخارج البدارى ومن المقيمين داخل مصر وخارجها، وبدأنا فى عقد لقاءات وندوات وكرمنا عددًا من رموز مركزنا ومن المعلمين القدامى الذى لهم الفضل والمحبوبين من قبل الشباب، والذين أثروا فيهم وركزنا على نبذ الخلاف والعصبية بين الشباب، والحمد لله وصلنا إلى أن خطباء المنابر شكروا فينا فى خطب الجمعة.