أظهرت تصريحات المسئولين عن المؤسسات الدينية الشرقية فى الفترة الأخيرة انشغالهم بقضية المثلية الجنسية، حتى أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تأسف فى كلمته بمؤتمر بجامعة هداية الله بجاكرتا من اعتبار المجتمعات الغربية "الشذوذ الجنسى" ضمن حقوق الإنسان، معبرًا عن ضيقه من رؤساء بعض الكنائس فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تزوج المثليين جنسيًا وتسائل ماذا بقى لهم من الإنجيل وكيف سيواجهون عيسى عليه السلام؟.
واعتبر "الإمام الأكبر" أن ما وصفه بالشذوذ من الأمراض الإنسانية وليس من حقوق الإنسان، وهو ما لفت النظر إلى كلمة البابا تواضروس الثانى فى اجتماع الأربعاء الأسبوعى منتصف فبراير الجارى حين استنكر وجود "المثلية الجنسية " فى العالم بدعوى الحرية وحقوق الإنسان، وتساءل بغضب: وأين الحق الإلهي؟.
على النقيض من المجتمعات الشرقية المحافظة ، فإن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أدلى بتصريح اعتبره المسيحيون صادمًا حين قال على متن الطائرة التى أقلته إثر عودته من زيارة البرازيل نهاية عام 2013 "إذا كان هناك شخص مثلى الجنس، يسعى إلى الله، ويتحلى بالإرادة الخيرة، فمن أنا كى أحكم عليه".
وأشار البابا أيضاً إلى أن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والتى تقول إنه "بينما تعتبر أفعال المثليين مؤثمة، فإن التوجه الجنسى المثلى ذاته غير مؤثم".
وعلى الرغم من انتمائه للشرق فإن المطران منيب يونان رئيس الاتحاد العالمى للكنائس اللوثرية ومطران القدس للكنيسة اللوثرية، اتفق مع بابا الفاتيكان فيما ذهب إليه بشأن المثلية، ورفض فى تصريحات لـ"انفراد" تجريم المثلية الجنسية، مؤكدًا أن ذلك خطأ كبير وضد الحريات وحقوق الإنسان، وعلق " نختلف معهم نعم، ولكن تجريمهم تعدى على حقوق الإنسان والحقوق الشخصية."
القس رفعت فكرى رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر، وضح لـ"انفراد"، مغزى تصريحات شيخ الأزهر، قائلًا "نعم هناك كنائس فى الغرب وأمريكا ترسم (تعين) المثليين قساوسة وتسمح بتزويجهم، ولكن هناك من يرفض ذلك ولا نستطيع أن نعمم، فمن يرفض يعتمد على النصوص الدينية لأن الكتاب المقدس يرفض ذلك تمامًا ومن يبيح يتعامل مع الأمر باعتباره مرض.
ووجه "فكرى" حديثه لشيخ الأزهر وقال: الأهم هو الشذوذ الفكرى، وعلينا أن نقاوم من يهاجم الأخر، ويكرس للتخلف والعنف الدينى والهمجية، أما المثليين فليس من حق أحد أن يدينهم والأمر متروك لله تعالى.
أما القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة العذراء بشبرا وعضو المجلس الملى العام للكنيسة الأرثوذكسية، فحيا شيخ الأزهر على تصريحاته التى رفض فيها إدراج الشذوذ ضمن حقوق الإنسان، مستشهدًا بالإنجيل فى رسالة بولس " لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله"، مؤكداً أن نص الآية يحرم الشواذ من دخول ملكوت السماء وعلق على ذلك بقوله "هيروحوا النار".
وحذر عضو المجلس الملى العام من طاعة الناس على حساب طاعة الله، لأن الخطيئة ترتبط بالموت، فالشواذ يستحقون الموت ولا يستحقون الحياة، لأنهم يعيثون فى الأرض فساداً، وعليهم العودة للكتاب المقدس لأنهم زناة.
ووصف الكاهن الكنائس الأمريكية التى تبيح زواج المثليين بمنبع الشر فى العالم، وقال الأمريكان ليسوا أعوان الشيطان بل هم الشيطان ذاته والحرب الدائرة فى العالم بسبب الخطية.