بالصور.. إيران تجرى انتخابات تشريعية مصيرية ترسم ملامح سياستها وتحدد خليفة "خامنئى".. معركة انتخابية عنيفة بين المعتدلين الأقلية والمتشددين الأكثرية.. ومعسكر روحانى يأمل فى تحقيق "الخطوة الثانية"

فتحت مكاتب الاقتراع فى إيران أبوابها أمام الناخبين فى أول انتخابات تشريعية ومجلس خبراء القيادة بعد توقيع الاتفاق النووى، وتعد بمثابة استفتاء على الاتجاه الذى سوف تتخذه الدولة فى المستقبل، وترسم ملامح سياساتها وتحدد خليفة المرشد الأعلى على خامنئى لمنصب الولى الفقيه الذى يختاره مجلس الخبراء، ويأمل الرئيس حسن روحانى من هذه الانتخابات تعزيز موقفه أمام المحافظين.

ويتنافس على مقاعد مجلس الشورى الـ290 نحو 4 آلاف و844 مرشحا ممن تم تأييد أهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور، فيما يتنافس على مقاعد مجلس خبراء القيادة الـ88، 166 شخصا ممن لهم درجة الاجتهاد فى الفقه الإسلامى وهم مكلفون بتعيين أو إقالة المرشد الأعلى عند الضرورة، بعد أن انسحب أكثر من 1200 مرشح أمس لمصلحة القوائم الكبرى التى تمثل التيارات الرئيسية المحافظ والإصلاحى والمعتدل، مما يسمح بتجنب تشتت الأصوات.

كما تخوض المنافسة 500 امرأة من بين المرشحين للدورة العاشرة لانتخابات البرلمان، ويحق لـ54 مليونا و915 ألفا و27 مواطنا التصويت فى البلاد، فيما سيقوم 250 ألف عنصر من عناصر قوى الأمن الداخلى بتوفير الأمن للدوائر الانتخابية.

التشكيلة الانتخابات ويتشكل مرشحو الانتخابات من التيارين الأساسيين الإصلاحيين معسكر روحانى المعتدل الذى يأمل فى إنهاء سنوات تهميش هذا التيار وهيمنة المتشددين على السلطة التشريعية، مقابل المحافظين المتشددين المدعومين من خامنئى ويمثلون أكثرية من حيث عدد المرشحين، إذ يمثل التيار الإصلاحى 70 مرشحا، يخوض منهم 30 شخصا فى العاصمة طهران، ولدى المتشددين ما يزيد على 3000 مرشح.

واعتبرت وسائل إعلام إيرانية عدم حصول التيار الإصلاحى على أصوات تؤهله لدخول البرلمان تعنى عزل وزير الخارجية ومهندس الاتفاق النووى جواد ظريف، وحرمان روحانى من الحصول على ولايته الرئاسية الثانية، إذ إن نجاح المتشددين سيمنحهم الفرصة مجددا للهيمنة على السلطة التشريعية وعرقلة حكومة روحانى المعتدلة.

لذا سعى التيار الإصلاحى خلال فترة الدعاية للترويج لما أسماه "الخطوة الثانية" بعد الخطوة الأولى التى فاز فيها المعسكر الإصلاحى المعتدل بصعود روحانى فى الانتخابات الرئاسية 2013، لحصد أصوات أنصاره فى الانتخابات التشريعية، وقد عزز الاتفاق النووى شعبية الرئيس روحانى.

ويغيب عن انتخابات مجلس الخبراء حسن الخمينى القريب من الإصلاحيين وحفيد آية الله الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية، إذ رفض مجلس صيانة الدستور ترشيحه لاعتباره غير متمتع بالأهلية الدينية، استأنف حسن الخمينى الرفض لكنه لم يفلح.

ويحق لـ54 مليونا و915 ألفا و27 مواطنا التصويت فى البلاد، فيما سيقوم 250 ألف عنصر من عناصر قوى الأمن الداخلى بتوفير الأمن للدوائر الانتخابية، ويبلغ العدد الأکبر للناخبين فى العاصمة طهران بـ8 ملايين و475 ألفا و77 شخصا، أما العدد الأدنى للناخبين فى محافظة إيلام غرب البلاد ويبلغ 434 ألفا و636 شخصا. وتتوزع صناديق الاقتراع البالغة 120 ألف صندوق على مختلف أنحاء البلاد. ويخشى النظام من تكرار أحداث العنف وتظاهرات التى شهدتها إيران عام 2009، وتجرى وزارة الداخلية الانتخابات وخصصت 250 ألف عنصر من قوى الأمن الداخلى و18 مروحية و8 طائرات لتأمينها وتأمين 53 ألف مركز انتخابى و110 آلاف صندوق اقتراع. وأدلت مجموعة من النخبة السياسية الإيرانية بأصواتها فى الساعات الأولى من افتتاح مراكز الاقتراع ومنهم المرشد الأعلى للجمهورية آية الله على خامنئى، ورئيس الجمهورية حسن روحانى، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.

ودعا خامنئى الناخبين إلى التصويت بأعداد كبيرة فى الانتخابات، قائلا إن هذا سيحبط أعداء إيران. وأكد أن الشعب الإيرانى يريد برلمانا "شجاعا" فى مواجهة الولايات المتحدة، وفق ما نقلت عنه وسائل الإعلام الإيرانية.

كما وجه الرئيس الإيرانى حسن روحانى دعوة إلى الشعب الإيرانى حثهم فيها على المشارکة الفعالة فى انتخابات مجلسى خبراء القيادة والشورى الإسلامى (البرلمان) المقررة الجمعة المقبل. وقال روحانى فى دعوته التى وجهها إلى الإيرانيين عبر رسائل على الهواتف المحمولة "sms": أيها الشعب الإيرانى العزيز، البلاد بحاجة اليوم إلى أصواتکم، لنحول يوم الجمعة إلى أمل نبنى به مستقبل إيران".

واعتبر ظريف عقب الإدلاء بصوته أن الانتخابات صفحة ذهبية فى تاريخ بلاده وتلعب دورا مهما فى تقرير مصيرنا.