ثورة جديدة فى علاج مشاكل العقم والإنجاب لدى الذكور كشفت الأبحاث الطبية الحديثة النقاب عنها مؤخرا، بعد أن تمكن فريق من العلماء بكلية نانيانغ للطب فى الصين، من تخليق أول حيوان منوى داخل المعمل باستخدام الخلايا الجلدية للفئران، وعلى الرغم من أن هذه التجارب تم إجراؤها من قبل إلا أن المحاولة الأخيرة تعد واعدة ومبشرة للغاية - على حد قول القائمين على الدراسة -
ولم يتوقف الأمر عند تخليق الحيوان المنوى، بل استطاع الباحثون استخدامه لتخصيب بويضات لإناث الفئران، وساهم ذلك فى ولادة أجيال جديدة من الفئران، بل المثير أن تلك الحيوانات كانت تتمتع بصحة جيدة وقدرة طبيعية على الإنجاب ونجحت فى ولادة فئران جديدة.
اللافت أنه سيتم إنتاج حيوان منوى يحتوى على الحمض النووى DNA الخاص بالشخص المصاب بمشاكل فى الإنجاب، وذلك حسبما نشر بالمجلة الطبية "Cell Stem Cell"، كما نشرت هذه النتائج مؤخرا على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
تفاصيل التجربة الجديدة
بدأت الأبحاث بحصول الباحثين على خلايا جذعية جنينية من جلد الفئران، وهى خلايا أولية تتمتع بالقدرة على التحول إلى أى نوع من الخلايا حسب الظروف، وباستخدام خليط من المواد الكيميائية والهرمونات وخلايا الخصية تمكن الباحثون تحويلها إلى حيوانات منوية.
عيب الحيوانات المنوية
ولكن العيب الظاهر فى الحيوانات المنوية الجديدة أنها تفتقد إلى الذيل الذى يقوم بتحركيها حتى تصل إلى البويضة، ولكن أوضح الباحثون أنها ستظل قادرة على إخصاب البويضات حال استخدامها فى التخصيب بالعمل، لافتين إلى أنهم يخططون الآن لإنتاج حيوانات منوية خاصة بالإنسان بنفس هذه الطريقة، وقد تستخدم مع تقنيات الإخصاب المجهرى المعروفة باسم طفل الأنابيب.
من جانبه أشار الباحث جياهو شا، أحد القائمين على التجارب الجديدة، إلى أن الحيوانات المنوية المخلقة الجديدة حال نجاحها على الإنسان فسوف تساهم فى زيادة فرص إنجاب الكثير من الرجال، الذين فشلت معهم المحاولات المختلفة المتوفرة حاليا فى عصرنا الحديث.
رأى الخبراء العالميين
ومن جانبهم ثمن عدد من الخبراء البريطانيين والأمريكيين هذه الأبحاث، وأشاروا إلى أنها ستحدث تحولا ملحوظا فى تقنيات الإخصاب المجهرى، ولكنهم أكدوا فى الوقت نفسه أنه يجب الحذر لأن ليس كل ما ينجح على الفئران يمكن تطبيقه على الإنسان.
وقال الدكتور تيرى هاسولد، الباحث بجامعة واشنطن ستيت الأمريكية أن التقنية العلاجية الجديدة من المتوقع أن تُحدث ثورة كبيرة فى الوسائل المساعدة للإنجاب المعروفة مثل التخصيب المجهرى داخل المعمل.
وأشار الدكتور كايل أورويج، الباحث بجامعة بيتسبيرج البريطانية أن نتائج الأبحاث الجديدة مذهلة، ولكن يجب أن ننتظر لحين تأكيدها على الإنسان.
وأضاف التقرير أن هذا الاكتشاف له جوانب أخرى، وهناك توقعات بأن يثير مجموعة من المخاوف الأخلاقية لأن الرجال فى غنى عن إيجاد حياة لأطفال جدد مستقبلهم قد يكون مهدد على حد قوله، وكما توجد العديد من المنظمات التى تناهض هذا النوع من البحث العلمى مثل جمعية أخلاقيات الإنجاب البريطانى.