الإجازات على الطريقة المصرية.. نوم فى السرير أو قعدة القهوة.. لماذا يفسد المصريون إجازاتهم ويقدسها الأجانب؟.. طبيب نفسى: إهدار العطلة أصاب المصريون بالاحتراق الذاتى.. وخبراء يضعون 10 قواعد لإدارة أيام

"فضلت نايم ع السرير" أو "نزلت ع القهوة"، أشهر إجابتين يمكن أن تسمعهما ردا على سؤال المصريين اليوم أو فى أى يوم عطلة، "عملت إيه فى الإجازة؟"، ويبدو أن هذه الإجابات ليست عفوية أو عشوائية، إنما تشير إلى منهجية المصريين فى التعامل مع الإجازات والعطلات الرسمية خلال السنوات الماضية. ورغم أن عدد أيام العطلات الرسمية فى العام تصل إلى 19 يوم، يضاف إليهم 21 يوم رصيد إجازات للموظفين فى القطاعين العام والخاص، إضافة إلى الإجازات الأسبوعية يوم أو يومين، إلا أن التعامل مع كل هذه الإجازات يتم بنفس الطريقة التى يسيطر عليها النوم والمقاهى، أو فى أفضل الحالات "الزيارات العائلية". طبيب نفسى: إهدار الإجازة أصاب المصريين بالاحتراق الذاتى من جانبه، علق الدكتور إبراهيم مجدى أستاذ الطب النفسى على تلك الظاهرة، مؤكدا أن المصريين مصابين بما يسمى الاحتراق الذاتى بسبب عدم استغلالهم للإجازات بشكل جيد، ما يؤثر عليهم سلبيا حين يعودون للعمل، موضحًا أن ذلك يفسر حالة أغلب الموظفين والعمال غير الراضين عن أعمالهم، ودائمى الشكوى من ضغوط العمل، وأن أغلب المصريين دائمًا ما تجد ملامحهم غير سعيدة فى أماكن العمل. وفسر إبراهيم مجدى فى تصريحات لـ"انفراد"، الاحتراق الذاتى النفسى بأنه ظاهرة تحدث بسبب عدم تجدد الحالة النفسية وعدم تفريغ الطاقات السلبية، والاستمرار تحت الضغط المستمر لفترات طويلة، موضحًا أن أغلب المصريين يقضون إجازاتهم بين النوم لمدد تصل إلى 20 ساعة، أو مشاهدة التليفزيون، أو تكرار نفس الأشياء التى يفعلها كل إجازة، واصفا ذلك بـ"الاستستهال" وعدم الرغبة فى تجربة أشياء جديدة. ونصح أستاذ الطب النفسى بأن يتم التخطيط للإجازة مسبقا، وأن تتضمن القيام بأشياء جديدة، مهما كانت بسيطة، ولو مجرد التمشية أو الجرى فى مناطق خضراء، أو التنزه على الكورنيش، مضيفًا أنه ليس شرطا أن يكون الإنسان ميسور الحال أو لديه قدرة مالية عالية لكى يقضى إجازة جيدة، وأن هناك أشياء بسيطة غير مكلفة تغير الحالة النفسية فى الإجازة، منها القراءة ورؤية أصدقاء لم ترهم منذ فترة. وأضاف مجدى، أن الفرق بين المصريين والأجانب فى التعامل مع الإجازة، يعود إلى غياب الثقافة عند المصريين، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى من أكثر الشعوب التى تحصل على إجازات سنويا، ورغم ذلك لا يستمتعون بها، ويعودون إلى العمل بنفس الحالة السلبية، فى حين أن الأجانب يجددون حيويتهم بيوم إجازة واحد يتم التخطيط له واستغلاله جيدا، دون الاستسلام للنوم أو التلفاز أو الحديث فى الموبايل والجلوس على المقهى. كيف يحقق الأجانب أقصى استفادة من إجازاتهم؟ فى تقرير مطول نشرته وكالة "بى بى سى" البريطانية فى 2016، حدد خبراء النفس والاجتماع 10 شروط لكى تعد الإجازة إجازة بالفعل، وليس مجرد فترة نوم أطول، مؤكدين أن قضاء يوم واحد إجازة بشكل جيد سيجعلك قادر على العودة إلى العمل بنشاط وجاهزية تستمر لأسبوعين متتالين، أما قضاء الإجازة دون تلك الشروط يجعلك تعود للعمل بنفس الأرق والتعب ولو كانت الإجازة أسبوعين. وقد حدد الخبراء، ميشيل كارون، مستشارة فى شؤون الحياة، و ماجى ميستال، مدربة إدارة، وسوزان بيغمان، مدربة مديرين تنفيذيين بمدينة زيوريخ، هذه الشروط الواجبة للاستفادة الحقيقة من الإجازة فى النقاط التالية.. 1. عدم الاستسلام للحاجة إلى النوم المستمر ومنح الجسم ما يحتاجه من راحة فقط بما لا يزيد عن 8 ساعات أو على الأكثر 10 ساعات إذا كان وقت العمل قبل الإجازة شاق جدا. 2. الابتعاد تماما عن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، وخاصة ما يتعلق منها بالعمل مثل جروبات الواتساب والإيميل. 3. يجب أن تكون على عدم مسبق بإجازتك للترتيب لها، لأن الإجازات المفاجئة أقل إيجابية فى التأثير على الصحة النفسية، وستجعلك غير قادر على الانفصال الكامل عن بيئة العمل، أما الترتيب المسبق سيجعل مديرينك يحترمون إجازتك. 4. عليك أن تحدد التوقعات مع الناس من حولك، فإن محاولة الحصول على إجازة خلسةً، لا تنجح فى معظم الأحيان 5. اعترف للمديرين بالرغبة فى الحصول على إجازاة بغرض استرداد عافيتك وتجديد نشاطك حتى تتمكن من العودة إلى العمل أكثر ذكاءً ونشاطًا، وأنك لن تنظر فى بريدك الإلكترونى هذا اليوم. 6. اختر نشاطًا مختلفًا ليوم إجازتك عن ما تمارسه عادةً بحيث يُساعدك فى الخروج من إطار الأعمال الروتينية اليومية. 7. لا تتوقع أن تجلس فى المنزل فحسب لتبحث عن شىء تفعله لأن التخطيط المسبق لليوم سيسهم فى تنظيمه. 8. حاول الانعزال كليا عن الآخرين طوال الأربع والعشرين ساعة التى يقضونها بعيدًا عن العمل. 9. لا تستلم للقاء نفس الأشخاص والأصدقاء فى كل إجازة ولكن أبحث عن أحباء لم ترهم منذ فترة. 10. لا تستسلم لأى محاولات تغيير جدولك والاستجابة لدعوات مفاجئة قد تفسد إجازتك وتندم عليها.