اللواء محمد منصور مدير مباحث العاصمة لـ«انفراد»: عصابة القرن سقطت بسبب «حذاء».. شرطي أنقذ كنيسة مارمينا من كارثة..خطة أمنية لتأمين العاصمة الإدارية و132 سيارة حديثة تجوب الشوارع فى ذكرى 25 يناير

كشف اللواء محمد منصور، مساعد وزير الداخلية مدير مباحث العاصمة فى أول حوار له لـ«انفراد»، أن رقيب شرطة وراء إنقاذ كنيسة مارمينا من كارثة حقيقية، مؤكدا أن هناك خطة أمنية ضخمة لتأمين العاصمة الإدارية. وأوضح أن 132 سيارة حديثة فى الشوارع ستنتشر فى الشوارع لتأمين ذكرى 25 يناير، مع نشر حراسة مشددة لقضاة دوائر الإرهاب، موضحا أنه تم ضبط 97 % من المطلوبين ومداهمة بؤر تجار الهيروين فى الصحراء. وقال فى حوار له مع «انفراد» إن الأكمنة لا تتم بالمزاج الشخصى، مشدداً على عدم التجاوز فى أقسام الشرطة قائلا إن عصابة القرن سقطت بسبب «حذاء»، وإلى نص الحوار: بداية .. نجحت فى ضبط عصابة «القرن» التى جمعت أضخمت مسروقات من القاهرة فيما عرف باسم «مغارة على بابا».. كيف تم ذلك؟ تعددت بلاغات سرقات المساكن بدوائر أقسام شرطة «التجمع الأول، التجمع الخامس، النزهة، أول مدينة نصر» بأسلوبى «التسلق، وكسر الباب»، فتم تشكيل فريق بحث جنائى لفحص وتحليل تلك الجرائم وأسلوب ارتكابها، ومن خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة تم التوصل إلى أن وراء ارتكاب تلك الوقائع عصابة دولية مكونة من عدة أشخاص هم «محمود . ط»، و«حمزة . ط»، و«كمال . ش»، و«علاء . ج . ع»، مقيمين جميعاً بمدينة العبور القليوبية، و«سامى.ى» فتم القبض عليهم، وأرشدوا عن المسروقات، حيث تبين ارتكابهم 33 واقعة سرقة. وماذا عن المسروقات التى تم ضبطها بحوزة المتهمين؟ المتهمون جمعوا المسروقات داخل شقة مستأجرة فى العبور، حيث ضبطنا بها «4,458,455 جنيه مصرى، و1,043,095 يورو، و1,503,819 دولار أمريكى، و5860 جنيها إسترلينيا، و5000000 دينار عراقى، و500 يوان صينى، و140 ورقة عملات نقدية ورقية تذكارية مختلفة»، وتم ضبط مشغولات ذهبية وماسية متحصل عليها من حوادث السرقات، عبارة عن «20,894 كيلو جرام من المشغولات والسبائك والعملات الذهبية والماس متنوعة الأشكال والأحجام»، وتم ضبط أسلحة نارية متحصل عليها من حوادث السرقة عبارة عن «طبنجة عيار 9 مم حصلوا عليها من أحد المواطنين»، وأسلحة نارية وصوتية مشتراة من حصيلة السرقات ومستخدمة فى ارتكاب الحوادث عبارة عن طبنجة عيار 9 مم مطموسة الأرقام غير مرخصة ضُبطت بحوزة أحد المتهمين، واعترف باستخدامها فى ارتكاب الحوادث، وحصوله عليها من «رمضان ش.م» والمطلوب ضبطه للتنفيذ عليه فى حكم قضائى صادر ضده بالسجن. ولكن .. كيف دخل هؤلاء اللصوص الأجانب لمصر لنهب ثرواتها؟ يوجد مواطن مصرى يدعى «رمضان.ش» كان يعمل فى إحدى الدول بالخارج، وتعرف هناك على لص خطر يدعى «محمود.ط»، حيث اتفقا على السفر لمصر لممارسة جرائم السرقات، وبالفعل حضر المتهم الأجنبى فى شهر سبتمبر 2016، وبعدها استدعى أقاربه من دولته، حيث حضروا لمصر وبدأ الجميع النشاط، لسرقة الشقق والفيلات فى المناطق الراقية. وكيف كانوا يسرقون الفيلات والشقق فى المناطق الراقية؟ كان المتهم الرئيسى يتحرك بسيارة ويدور بمحيط الفيلات، حتى تقع عينه على فيلا يتأكد من عدم وجود أحد بها، ومن ثم يتصل بزملائه المقيمين فى شقق مفروشة بمنطقة العبور، ويطلب منهم انتظاره فى أقرب مسجد للفيلا التى سيتم سرقتها، حيث يلتقى الجميع عند المسجد، ويتم بعدها التحرك للهدف، عن طريق التسلق وفتح النوافذ بواسطة «أجنة» والدخول للفيلا وسرقة المجوهرات والأموال، والهروب بها، ونظراً لعدم وجود أحد بها لا يتصدى لهم أحد، سوى فى واقعة تصدى لهم «خفير خصوصى» وزوجته، فأطلقوا رصاصا فى الهواء لإرهابه وهربوا. وكيف سقطت «عصابة البروفيسور» أو «عصابة القرن» الدولية التى اتخذت كل وسائل الحيطة والحذر؟ فى البلاغ الأخير رقم 33، كان الضحية رجل أعمال يدعى «رومانى»، اكتشفنا فى المكان «حذاء» أحد المتهمين، وتبين أنه يحمل ماركة تجارية لا يتم بيعها سوى فى محل بالمهندسين فى الجيزة، وذهبنا للمحل، وفرغنا كاميرات المراقبة وظهر أربعة من المتهمين بوجوههم، ونجحنا عن طريق «الفيزا كارت» التى سددوا بها ثمن الحذاء «1500 جنيه» الوصول لمعلومات عنهم، وبالفعل حددنا مكان إقامتهم فى العبور بعدة شقق، وتمت مداهمتهم فجراً، والقبض عليهم جميعاً، بواسطة فريق بحث ضخم شارك فيه نحو 40 ضابط، بإشراف اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، وأرشدونا عن المسروقات داخل شقة مستأجرة، ووجدنا المسروقات كما هى، وتم استدعاء الضحايا، حيث تعرفوا عليها واستلموها بـ«الفواتير» وبناءً على المحاضر القديمة المحرر بشأن السرقات، وكان اللصوص يخططون لتهريب المسروقات للخارج والهروب بها. بصراحة.. ربما البعض يردد أين كانت الشرطة طوال هذه الفترة الزمنية حتى ارتكب اللصوص كل هذه الحوادث؟ لابد أن نضع فى الاعتبار عدة أمور أبرزها أن المتهمين غير مسجلين، ومحل الإقامة بعيد عن دائرتنا، والمتهمون يتخذون الحيطة والحذر فى التعامل وعدم ترك دليل خلفهم، لدرجة أن البعض من أصحاب الفيلات شكوا فى مقربين منهم، فضلاً عن استخدامهم تقنيات حديثة فى ارتكاب الجرائم، الأمر الذى أثقل مهمة رجال الأمن، ومع ذلك تم بذل جهد كبير فى القضية وأسقطنا اللصوص رغم انشغال الأمن بتأمين احتفالات عيد الميلاد وقتها. المصريون دأبوا على جمع المدخرات فى المنازل.. ما الروشتة الأمنية التى تقدمها للمواطنين للحفاظ على المدخرات بعيداً عن السرقات؟ من المفترض ألا يترك المواطن داخل المنزل سوى ما يحتاجه، لكن الملفت للانتباه ترك كل هذه المجوهرات والأموال، فضلاً عن نصيحتنا للمواطنين بالتوسع فى تركيب كاميرات المراقبة التى تساعد فى كشف الجناة، وتوفر مزيد من الوقت والجهد على رجل الأمن، علماً بأن اللصوص فى هذه العصابة كانوا أحياناً يسرقون «مسجل» كاميرات المراقبة لعدم رصدهم. كيف استعدت مديرية أمن القاهرة لتأمين احتفالات ذكرى 25 يناير؟ نحن فى حالة استفار أمنى على مدى الساعة، والضباط «شغالين» 24 ساعة فى اليوم، فالجميع لا يهدأ ولا ينام، وحفظ الأمن مسؤوليتنا، ونحرك مأموريات أمنية ودوريات، وسندفع بسيارات متطورة فى الشوارع لضبط الأداء الأمنى، وذلك بعد دعم وزارة الداخلية لمديرية أمن القاهرة بنحو 132 سيارة مجهزة ومتطورة للتحرك فى الشوارع ورصد كل ما يخل بالأمن وسرعة التعامل معه، وهذه السيارات متصلة بغرف العمليات ومديرية الأمن. كيف تم التصدى لإرهابى حادث كنيسة مارمينا فى حلوان؟ الكنيسة كان عليها خدمات أمنية كبيرة «نظامى، وبحثى»، ورقيب الشرطة محمد سيد محمد قام بعمل بطولى بمعنى الكلمة، حيث تبادل إطلاق الرصاص مع الإرهابى، وسارع فى غلق باب الكنيسة، ولولا ذلك لدخل الإرهابى للكنيسة وحدثت كارثة حقيقية، كما أن أمين الشرطة رضا عبد الرحمن ساهم بشكل كبير فى التصدى للإرهابى حتى سقط شهيداً فى ذمة الله، ووجود رجال الشرطة وانتشارهم الجيد نجاح كبير لرجال الأمن الذين لا يحبون الشو ويبذلون الجهد من أجل الوطن، ووزارة الداخلية لا تنسى أبناءها المخلصين، حيث وجه اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية بتقديم كل أوجه الرعايا لأسر الشهيد. ما خططكم لتأمين العاصمة الإدارية الجديدة؟ بالتأكيد لدينا خطة أمنية مُحكمة لتأمين العاصمة الإدارية الجديدة، التى تتبع الآن إداريا قسم شرطة أول التجمع، وهناك قوات بحث ونظام تشارك فى تأمينها، فضلاً عن الأقوال الأمنية على مدى الـ24 ساعة، ووجود ضابط مباحث وآخر نظام ومجموعات مسلحة بصفة لحظية. الشقق المفروشة قنبلة موقوتة.. كيف يتم التعامل مع هذا الملف؟ الشقق المفروشة بمثابة عمل يومى لنا، وهناك تكليف لكل رئيس مباحث بفحص الشقق المفروشة بنطاق دائرته بشكل يومى، وإلزام السمسار بتقديم صور بطاقة الرقم القومى للمستأجرين الجدد، وفحصهم سياسيا وجنائيا، وغير الملتزمين يخضعون لإجراءات أمنية تتخذ ضدهم، وتفتيش هذه الشقق يساهم فى ضبط الخارجين عن القانون، حيث ضبطنا مؤخراً صيدليا داخل فيلا بـ15 مايو حولها كمصنع ترامادول. وكيف يتم تأمين القضاة خاصة الذين ينظرون قضايا الإرهابيين؟ هناك خطة تأمين للقضاة خاصة من ينظرون قضايا سياسية، عن طريق تأمين مسكنهم ومساراتهم وتحركهم للعمل، وذلك بالتنسيق الكامل مع الحراسات. مديرية أمن القاهرة بها 44 قسم شرطة.. هل هذا العدد كافٍ أم الأمر يحتاج لأقسام شرطة أخرى؟ هناك بعض المناطق المتسعة خاصة فى مدينة نصر والقاهرة الجديدة، الأمر الذى يستلزم وجود أقسام شرطة جديدة، وهناك خطط مستقبلية لزيارة الأقسام خلال الفترة المقبلة بالتنسيق مع الجهات المعنية. بلغة الأرقام.. ماذا عن جهود مباحث القاهرة مؤخراً؟ ضبطنا 369 تشكيلا عصابيا ضمت 1132 متهما ارتكبوا 1661 حادثا، وضبطنا 25382 مطلوبا فى حكم جنائى، و598356 مطلوبا فى حكم حبس، و383 مطلوبا فى غرامة، خلال 12 شهرا، ولا يفلت أحد من العقاب، حيث تخطت نسبة الضبط 97 %، وهى نسبة مرتفعة، وداهمنا 5 بؤرا إجرامية لتجارة المخدرات، أبرزها «بدر، وطريق السخنة، وبالقرب من الطريق الإقليمى»، وتم قتل 9 تجار وضبط كميات من الهيروين والسلاح، فضلاً عن ضبط 111 كيلو هيروين و389 كيلو بانجو، و11497 قضية اتجار، و979 قضية تعاطٍ، وضبطنا 2320 قطعة سلاح بينها «بنادق، طبنجات». البعض يؤكد أن سوء تمركز الأكمنة وراء استهدافها.. ما مدى صحة ذلك؟ الأكمنة لا تتم بالمزاج الشخصى، وهناك لجنة على مستوى عالٍ تضم ضباطا من «المديرية، ونائب مدير المباحث، والأمن العام، والأمن الوطنى، مصلحة التدريب»، تحدد إذا كان المكان يصلح لإقامة كمين من عدمه، وتضع التصورات للكمين. براويز: اللواء محمد منصور تخرج من كلية الشرطة 1983. التحق بالأمن المركزي ثم عمل بمديرية أمن القاهرة. التحق بالبحث الجنائي منذ 1985. انتقل للأمن العام من 2000 وحتى 2016. تم تعينه في أكتوبر 2016 مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة. حصل على رتبة مساعد وزير الداخلية. حصل على نوط الامتياز من الرئيس عبد الفتاح السيسي.