"بيوت الرحمن" على رادار الإرهاب.. مقتل وإصابة 121 ليبيا فى تفجيرات بمحيط مسجد ببنغازى.. سيارتان مفخختان تستهدفان المصلين والمارة.. وليبيا تعلن الحداد 3 أيام.. والخارجية تدين وتطالب بموقف حازم ضد تهريب

بعد أسابيع من إعلان السلطات الليبية استكمالها عملية تطهير مدينى بنغازى ـ شرق ليبيا ـ من كامل العناصر الإرهابية والتنظيمات المتطرفة، استهدفت سيارتين مفخختين مساء أمس محيط مسجد "بيعة الرضوان" بمنطقة السلمانى فى المدينة التى تعد ثانى أكبر مدن الدولة الليبية تعداداً بالسكان، لتخلفا ورائهما 121 قتيلاً ومصاباً . وتكثف الأجهزة الأمنية الليبية منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، الأربعاء تحركاتها لملاحقة مدبرى العملية، عبر فرض أكمنة ثابتة ومتحركة على مداخل ومخارج المدينة، بالتزامن مع عملية تمشيط واسعة لمحيط المسجد الذى تم استهدافه. وحصل "انفراد" على أسماء قتلى تفجير سيارتين مفخختين فى مدينة بنغازى الليبية، أمس الثلاثاء، وذلك أمام مسجد بيعة الرضوان. وأكد مسئول طبى ليبى بأن حصيلة ضحايا التفجير الإرهابى الذى وقع مساء أمس أمام مسجد بيعة الرضوان بلغت 34 شهيدًا و87 جريحا. وقال النقيب طارق الخراز المتحدث الرسمى باسم الغرفة الأمنية المركزية ببنغازى الكبرى فى بيان صحفى له، اليوم، الأربعاء، إن قتلى التفجيرات الإرهابية هم: محمد عمران الوافى، عزالدين البركى، أحمد محمد الفيتورى، محمد بن عروس، حسين إبراهيم، خالد عطية الوزرى، أسامة حسن، صالح يوسف، إبراهيم الصلابى، خالد جمعة بوليفة، محمد فرج الدرسى، فرج يونس عقيلة، صالح حمد المغربى، على العمارى، سعيد الكاديكى، فتحى عبد الرحمن الورفلى، عبد الرحمن الورفلى، أحمد المهدى عبد الله، نذير طاهر رمضان، أحمد المصرى، سعد رمضان أحمد، أحمد على عثمان الجازوى ، عبد السلام محمد الشيخى، عادل منصور الشطشاط ، خليفة عز الدين البركى، خالد الوزرى. أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات فى بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، الأربعاء، الهجوم الإرهابى الذى استهدف المصلين بسيارتين مفخختين خلال مغادرتهم مسجد بيعة الرضوان بمدينة بنغازى الليبية، مما أسفر عن استشهاد نحو 33 مواطنا وإصابة 70 آخرين. وأعرب البيان عن خالص التعازى لأسر الضحايا، متمنيا سرعة الشفاء للمصابين، ومؤكدا على وقوف مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب ليبيا الشقيق فى مواجهة الإرهاب الآثم، وجددت مصر إدانتها لجميع الأعمال الإرهابية التى تستهدف الأمن والاستقرار فى جميع أرجاء الدولة الليبية، وتعوق جهود إعادة بناء مؤسسات الدولة. كما شدد بيان وزارة الخارجية على ضرورة قيام المجتمع الدولى بواجبه بصورة حازمة تجاه تجفيف منابع تمويل ودعم الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن انتشار مثل تلك الأعمال الإرهابية فى ليبيا، هو نتاج مباشر لاستمرار ظاهرة تهريب السلاح دون رقابة صارمة من المجتمع الدولى، وهو ما سبق أن حذرت منه مصر عقب قيام السلطات اليونانية بضبط إحدى السفن المحملة بالسلاح المتجهة إلى ليبيا. ومن جانبه، أعلن رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح شهداء التفجيرين داعياً كل الليبيين إلى وحدة الصف ولم الشمل والتفاهم والتصالح من أجل انقاذ بلادهم ليبيا من هذا العبث والفوضى والإجرام والإرهاب الذى طال الجميع ولم يستثنى أحدا منهم فى كل أنحاء البلاد ودعم الجيش الوطنى الليبى والشرطة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية لتقوم بدورها فى محاربة الإرهاب والفوضى ولتستقر الأوضاع ولنرسخ دولة المؤسسات والقانون. وقال المستشار الإعلامى لرئاسة مجلس النواب الليبى فتحى عبدالكريم المريمى أن رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح عيسى استنكر وندد بشدة العمل الإرهابى الإجرامى، الذى استهدف عدد من المواطنيين فى مدينة بنغازى، متقدما بأحر التعازى وصادق المواساة لعائلات الضحايا الذين استشهدوا فى هذا العمل الإرهابى الجبان. ودعا رئيس مجلس النواب الليبى رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية ووزارة الصحة كلا فيما يخصه القيام بما يلزم اتجاه هذه الحادثة المروعة فى حق الأبرياء ومتابعة المنفذين ومن وراء هذا العمل الإجرامى وتقديمهم للعدالة لمعاقبتهم على هذا الفعل الإرهابى الشنيع. بدوره أدان المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية بكل معانى الشجب وبأقسى العبارات الجريمة البشعة والعمل الإرهابى الغادر الجبان الذى استهدف بسيارتين مفخختين مقر مصلحة الجوازات بحى السلمانى ومحيط مسجد الرضوان فى مدينة بنغازى مساء يوم أمس الثلاثاء، وذهب ضحيته العشرات من أرواح الأبرياء. وقدم المجلس الرئاسى أحر التعازى والمواساة لأسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة هذا العمل الإجرامى المدان، داعياً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويدخلهم فسيح جناته ويلهم أسرهم جميل الصبر والسلوان، وأن يعجل بشفاء الجرحى. وأكد المجلس الرئاسى أن هذه الأعمال الإجرامية تتنافى وتتناقض مع تعاليم الدين الإسلامى الحنيف وتتعارض مع المبادئ والقيم الإنسانية، داعيا جميع الليبيين إلى الوقوف صفاً واحداً فى مواجهة قوى الشر والبغى والعدوان المتمثلة فى تنظيمات الإرهاب والجريمة وكل من أظلمت عقولهم وسيطر الحقد على أفعالهم. وأعلنت حكومة الوفاق الوطن الليبية أنها ستسخر كل إمكانياتها للمساهمة فى الكشف عن الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفوه. ونهاية العام الماضى، دعا مسئولين ليبيين بتنسيق مع عدد من الدول العربية الكبرى إلى عقد مؤتمر حاشد لدعم إعادة إعمار مدينة بنغازى بعد تطهيرها من الإرهاب، على أن ينعقد المؤتمر فى مارس المقبل. وقال منظمو المؤتمر أنه سيعقد تحت مسمى "المؤتمر والمعرض الدولى لإعادة إعمار مدينة بنغازى" فى الفترة من 19 إلى 21 مارس، ويهدف إلى إعادة بناء المبانى الحيوية التى تضررت من المعارك الدائرة منذ ما يقرب من ست سنوات كاملة.