على غرار مقولة الفنان يوسف وهبى في فيلم "شنبو فى المصيدة"، "إنسان أنوى خطير"، يبدو أن توفيق عكاشة قد دخل بتلقاء نفسه إلى المصيدة الشعبية، التى كشف زيف ادعاءاته وبينت أنه من الممكن أن يكون رجل إسرائيل فى البرلمان.
توفيق عكاشة من الشخصيات النادرة التى قلما تتكرر، احتار الجميع فى وصفه وتحليل تصرفاته وسلوكاتية الغريبة والشاذة التى يطالعنا بها يوميا، سواء فى قناته أو داخل أروقة البرلمان، فمنذ دخوله المجلس التشريعى لم يتوقف عن إثارة المشاكل والقيام بتصرفات غير منطقية، بداية من ترشيح نفسه لرئاسة البرلمان، ووضع لاصقة على فمه "ممنوع من الكلام" مرورا بإهانته لرئيس البرلمان وزملائه، وأخيرا مقابلته لسفير إسرائيل والتطبيع مع الصهاينة، مما أثار غضب فئات عديدة من الشعب المصرى، ولذا نحاول خلال هذا التقرير فك ألغاز هذه الشخصية المثيرة للجدل.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسى وعلاج الإدمان فى بداية الأمر أنه لا يمكن الجزم بصورة أكيدة على تحديد نوع شخصية أى فرد إلا بعد إجراء المقابلة الإكلينيكية معه وعمل الفحوص والاختبارات النفسية اللازمة لتحديد نوع الشخصية، ولكن هناك بعض التصرفات والسلوكيات التى توحى ببعض سمات الشخص.
وأوضح أن توفيق عكاشة شخصية "نرجسية"، تعشق الظهور ويعتقد أنه يتمتع بقيمة أكبر من اللازم ويقدر نفسه بشكل مبالغ فيه، معزيا التصرفات الشاذة والغريبة التى يقوم بها داخل البرلمان وخارجه إلى محاولته لفت الانتباه دائما إليه وأن يصبح فى بؤرة الاهتمام، مؤكدا أن الشخصية النرجسية تشعر بنوع من الأريحية والثبات النفسى إذا حققت تلك الأهداف وجذبت الانتباه إليها.
أما إذا فشل فى ذلك، وانصرف الناس عنه ولم يصبح فى بؤرة الاهتمام، فيصاب بالتوتر والقلق والعصبية، وهو ما يجعله يتصرف بطريقة حادة وتكون غير محسوبة فى الكثير من الأوقات (وهو ما يتطابق بالفعل مع سلوكيات توفيق عكاشة).
- سلوكيات عكاشة داخل قناته
وتابع الحديدى، أن توفيق عكاشة يلجأ إلى استخدام أساليب غير تقليدية داخل برنامجه "مصر اليوم" ويتكلم بطريقة "فلاحى" وغريبة ويستخدم أحيانا ألفاظا غير مقبولة إعلاميا بغرض لفت الانتباه إليه، لدرجة أنه فى بعض الأحيان قد يقوم بسب وشتم المشاهدين أو شتم نفسه إن لزم الأمر (أنا حمار وهاتلى برسيم ياعز).
وكما تطرق أستاذ الطب إلى جوانب أخرى فى شخصية توفيق عكاشة، مشيرا أنه يحاول دائما إثبات أنه الشخص الوحيد الذى يمتلك رؤية ويستطيع تحليل وفهم ما يحدث فى مصر، ويزعم أشياء غير حقيقية مثل قوله أنه "مفجر الثورة"، بالإضافة إلى حب الاستعراض كما حدث عندما وضع لاصقة على فمه فى الأيام الأولى للبرلمان المصرى.
وفيما يتعلق بتفسير لجوء عكاشة إلى مقابلة السفير الإسرائيلى، أوضح الحديدى أن النائب البرلمانى غرضه من ذلك أن يسير عكس التيار، فيتكلم جميع عنه ويصبح فى بؤرة الاهتمام من وسائل الإعلام والمجتمع.
- سلوكياته تتفق مع أعراض مريض الاضطراب الوجدانى ثنائى القطب
ومن جانبها، أشارت الدكتورة شيماء عرفة، أخصائى الطب النفسى، أنه لا يمكن الجزم بأى توصيف لشخصية توفيق عكاشة إلا بعد إجراء الفحوصات الإكلينيكية الدقيقة، إلا أن سلوكياته وممارساته توحى بأنها تنطبق مع أعراض المرضى المصابين بالاضطراب الوجدانى ثنائى القطب، وتظهر على شكل نوبات من انخفاض المزاج وتسمى الاكتئاب، أو ارتفاع المزاج وتسمى الهوس.
ويعانى الشخص المريض من ضلالات عظمة وحب الظهور، بجانب الإسراف فى الكلام بشكل غير محسوب، والقيام بتصرفات غير منطقية وغير متزنة قد تعود عليه بالضرر المادى والاجتماعى والوظيفى.
وتابعت أن الشخص المصاب بهذا الاضطراب النفسى يعانى من نوبات من النشاط الزائد وتكون تصرفاته مبالغ فيها أحيانا، وفى أوقات أخرى يهدأ ويصبح طبيعيا تماما، مضيفة أنه ينطبق عليه أيضا مواصفات الشخصية الحدية، والتى تعانى من السلوك والمزاج المتغير والمتقلب، فقد يحب شخصا ما ويعظمه بدرجة كبير جداً، ثم بعد فترة قليلة يحط من قدر نفس الشخص ويهاجمه.