الملف الأسود للتحرش الجنسى فى هوليوود.. الاتهامات تتحول لهوس وصرخات النجمات تتعالى.. بيل كوسبى يواجه اتهامات من 35 سيدة.. كيفن سبيسى وجيمس فرانكو ومايكل دوجلاس وودى ألن وستيفن سيجال أشهر المنضمين للقا

يبدو أن الاتهامات بالتحرش الجنسي داخل الوسط الفني في هوليود لن تقف عند حد كونها مجرد اتهامات ينتظر أصحابها العدالة، فقد تحول الأمر الي هوس شديد وكأن الوسط الفنى بالكامل يتحرش ببعضه. الأمر لم يتوسع إلا بعد اتهام الممثل الكوميدي "بيل كوسبي" بالتحرش الجنسى والاغتصاب حيث يواجه اتهامات من 35 سيدة بالاعتداء الجنسى عليهن قبل سنوات طويلة، من خلال تخديرهن واغتصابهن، وقد حددت جلسة في الثانى من أبريل المقبل للبت في تلك الاتهامات. بيل كوسبي لكن يبدو أن تلك الإتهامات لم تكن كافية لتفجير بركان الغضب وفضح المتحرشين في هوليوود وهو ما حدث بعد فضيحة المنتج السينمائي هارفي واينستين والممثل الكبير كيفن سبيسي، حيث فتحت القضيتان الطريق للعديد من النجمات للإعلان عن تعرضهم للتحرش من قبل هارفى واينستين ومنهن جوينيث بالترو وكارا دولافيني وإنجلينا جولي وآشلي جود وكيت بيكنسل وليا سيدو وسلمي حايك، وهو ما تسبب في طرد أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة والمعنية بجوائز "الأوسكار"، المنتج السينمائي هارفي واينستين. انلجلينا جولى كيفن سبيسي يواجه تهم بالتحرش الجنسى المثلي من روبرتو كافازوس و تونى مونتانا أما النجم الكبير كيفن سبيسي فبعد اعلانه عن مثليته الجنسية واتهامه بالتحرش الجنسي بالنجم أنطوني راب حينما كان الأخير في سن الرابعة عشرة من عمره، تسببت أيضا في العديد من المشكلات منها وقف تعامل شبكة نيتفليكس مع كيفين من خلال مسلسل " House of Cards "، إضافة الي حجب جائزة الـ " 2017 International Emmy Founders Award"، كما خرجت الي السطح اتهامات جديدة من موظفين حاليين وسابقين فى المسلسل يتهمون سبيسى بسوء السلوك الجنسى، وذلك إضافة الي اتهامه بالتحرش من قبل الممثل المكسيكى روبرتو كافازوس والمخرج تونى مونتانا. كيفن سبيسي لم تقف الاتهامات عند سبيسي أو هارفى واينستين فكل يوم تقريبا تعلن نجمة عن تعرضها للتحرش خاصة مع تدشين حملة "انا ايضا" والتي بدأت ثمارها من خلال حفل الجولدن جلوب حيث ارتدت نجمات الحفل اللون الأسود رفضا للتحرش إضافة الي شارة "حان الوقت" التي تحولت الي حملة "انا ايضا" وبدات تتوالي الإتهامات أخرها كان أحدي العارضات التي اتهمت الساحر ديفيد كوبرفيلد بتخديرها والاعتداء عليها جنسيا عام 1988 حين كانت قاصرة، وذلك بعد تحكيمه في مسابقة للعارضات في اليابان كانت تشارك فيها ولن تعلن عن الأمر إلا الآن. سلمى حايك كيسي أفليك ينسحب من تقديم الأوسكار علي خلفية اتهامات بالتحرش النجم كيسي أفليك الحاصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل 2017، أعلن انسحابه من المشاركة في تقديم حفل جوائز الأوسكار هذا العام وذلك علي خلفية اتهامه بالتحرش الجنسي من فريق عمل أحد افلامه ، وذلك رغم أن فوزه كيسي بالأوسكار فتح عليه باب الاتهامات بالتحرش التي واجهها عام 2010 ، وقيل وقتها ان القضيتين تم تسويتهما من خلال اتفاوض المالي. كيسي أفليك ولم يسلم النجم الأمريكي مايكل دوجلاس من الإتهام بالتحرش أيضا من خلال قيامه بتصرفات مخلة بالآداب من قبل المؤلفة سوزان برودي حيث قالت إن دوجلاس استخدم مرارا ألفاظا خارجة في أحاديثهما وإن الأمر وصل إلى حد تحسسه أعضاءه التناسلية أمامها خلال اجتماع عمل في شقته في نيويورك عام 1989. فارو ابنة وودي ألن تتهمه بتحسس مناطق حساسة في جسدها المخرج الكبير وودي ألن نال أيضا اتهاما من قبل "فارو" ابنته التبنى والتي جددت اتهامها له بالتحرش الجنسي ضمن موجهة الإتهامات حيث كشفت عن تحرشه بها قبل أكثر من 25 عاما وقالت أنه لمس مناطق حساسة من جسدها عندما كانت في السابعة من العمر. وودي الن كما واجه مغني الراب الأمريكي "نيلي" تهمة الاعتداء الجنسي من قبل "مونيك جرين"، وهي امرأة تدعي أنها تعرضت للاغتصاب من قبل نيلي على متن حافلة سياحية في أكتوبر الماضي في واشنطن ، ولم تكن هذه هى الشكوى الأولى، بل تقدمت اثنتان من النساء (تم حماية هويتهما) باتهامات لنيلي بالاعتداء الجنسي. اتهامات بالإغتصاب للمخرج الحاصل على الأوسكار بول هاجيس المخرج الحائز على جائزة أوسكار بول هاجيس، يواجه اتهامات بسوء السلوك الجنسى من خلال 4 سيدات بينهن اثنتان اتهمتاه بالاغتصاب، منهم ثلاث نساء عملن فى صناعة الترفيه قالا أن بول حاول تقبيلهن عنوة، وأجبرهن على ممارسة الجنس الفموي، خلال الفترة بين 1996 و 2015 كما اتهمت واحدة من النساء الثلاث هاجيس باغتصابها. بول هاجيس ستيفين سيجال خضع هو الآخر للتحقيقات من قبل إدارة شرطة لوس أنجلوس بعد أن وجهت له عدة اتهامات بالتحرش الجنسى من نساء، بما فيهن الممثلة الأمريكية جينى مكارثى، حيث قال ماكرثى أن ستيفن حاول تعريتها خلال أحد الاختبارات، على الرغم من أن السيناريو لم يدعو للعرى. جيمس فرانكو أيضا واجه اتهامات بالتحرش بعد نيله جائزة جولدن جلوب أفضل ممثل عن دوره في فيلم The Disaster Artist في دورتها الماضية ورغم أن فرانكو كان من ضمن من ارتدوا شارة مناهضة التحرش الجنسي في حفل الجولدن جلوب إلا أن قيامه بذلك هو ما فتح النار عليه حيث قامت النجمة سكارليت جوهانسن بهاجمته فى مسيرة "Womans March 2018" التى أقيمت فى مدينة لوس أنجلوس، وقالت إنها تريد الشارة التي وضعها جيمس فرانكو في حفل الجولدن جلوب معلنا رفضه للتحرش الجنسي بعد أن وجهت له اتهامات بالتحرش، حيث استنكرت سكارليت مناهضة الفعل والقيام به في نفس الوقت. الاتهامات بالتحرش الجنسي التي طالت هوليوود كان لها العديد من ردود الأفعال سواء مع تلك الحملة أو ضد فالبعض ومنهم النجمة العالمية كاترين دونوف حيث تابعت دونوف تلك الحملة ووجدت أن الأمر مبالغ فيه وأنه تحول الي هوس أكثر ما هو اتهامات حقيقية حافظة للرجل حق المغازلة وهو ما تسبب في موجة غضب كبيرة طالتها. من جانبه علق الناقد طارق الشناوي على استمرار سيل الاتهامات بالتحرش بين صناع السينما في هوليوود حيث قال أن الأمر بالنسبة له مفاجأة خاصة وأن المجتمع في الولايات المتحدة مجتمع مفتوح والعلاقات هناك متاحة وتحت رضاء عام ومجتمعي وبالتالي أصبح الأمر غير مقتصر فقط علي الدول العربية أو دول العالم الثالث. طارق الشناوى أما الناقدة ماجدة موريس فقالت أن ما تشهده هوليوود من إعلان أو كشف عن حالات تحرش هو كشف حساب متأخر جدا، لكنه من الجيد أن قضايا الإستغلال الجنسي والعنف أصبحت من القضايا التي تناقش في العلن وأمام العالم ودون خجل بعد أن كانت تناقش في الخفاء وعلى استحياء ، مشيرة الي انه من الواضح أن نساء هوليوود مثلهن مثل أي نساء حول العالم في البداية خفن علي "أكل عيشهم" لكن المد العالمي للكشف عن التحرش والمتحرشين هو ما دفع بالأمر الي ما وصل إليه وهو ما كان يجب أن يحدث منذ سنوات طويلة، وهو ما يوضح أن تلك الجرائم ليست مرتبطة بالعالم الثالث أو ملصقة بدول بعينها وإنما موجودة عالمية. ماجدة موريس وأوضحت موريس أن من المؤكد أن هناك تناقض كبير فيمن يقدم أفلام تحارب التحرش وتناهضه وهو يقوم بنفس الفعل ، موضحه أن ذلك التناقض موجود بشكل كبير وأغلب صناع السينما يقدمون أعمالا بها قيم وأخلاقيات قد لا يكونوا مؤمنين بها. وأشارت موريس الي أن تلك الإتهامات من المؤكد ان بها الكثير من الحقيقة لكن ما وصلت إليه هوليوود الآن يجعل الشك يدخل الي النفوس بأنه مثلما هناك متحرشين وضحايا ، هناك أيضا من يريد ركوب الموجة. أحمد شوقى أما الناقد أحمد شوقي فقال أن التحرش جريمة وفاعلها مجرم ولابد ان يحاسب ولكن لابد ألا يصبح الاتهام بالتحرش هو عبارة عن تصفية حسابات للتنكيل بالفن والفنانين، ولا يجب أن يحاسب فنان علي فنه بمعيار أخلاقي أو لأنه متحرش فنرفض أعماله أو نحقر منها لأن الأحكام الأخلاقية تهدم فكرة الموهبة والفن، مؤكدا أن الأمر وصل الي حد الهوس وتصفية الحسابات أما عن تعليقه علي الهجوم الشديد الذي طال النجمة كاترين دونوف بسبب عدم رضاها عن هوس الإتهام بالتحرش الذي ضرب هوليوود ورفضها لحملة "انا ايضا" والتي يعلن من خلالها عن المتحرشين فيقول شوقي أن دونوف لديها ثقافة مختلفة فهي صاحبة قرارها ومتصالحة مع جسمها ومع كونها صاحبة الحق الوحيدة في كشفه أو تغطيته، منحه أو منعه، موضحا أن بيان دونوف في جوهره هو دفاع عن المرأة، عن كونها كائن قوي مستقل قادر على مواجهة أعباء الحياة التي قد تتضمن التعرض لموقف سخيف دون أن يؤدي هذا الموقف لتشوه نفسي.