بالصور.. فى أول يوم بعد تعيينه مطران للقدس..الأنبا انطونيوس يستخرج رقمًا قوميًا باسمه الجديد ويحضر اجتماع المجمع المقدس.. ويلتقط صورًا تذكارية مع عائلته.. ويسافر البحر الأحمر لتوديع الرهبان فى ديره

فى اليوم الأول بعد تعيينه مطران للقدس، خرج أمس الأنبا انطونيوس من صلوات القداس الإلهى التى ألبسه فيها البابا تواضروس عمامة الأساقفة الكبيرة، يحمل عصا رعاية الشعب، ضمن طقوس الكنيسة القبطية فى سيامة (تعيين) المطارنة والأساقفة، وذهب إلى مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية يعدل اسمه بالرهبنة "ثيؤدور الأنطونى" ليصبح الأنبا انطونيوس ويغير وظيفته من راهب بدير الأنبا انطونيوس إلى مطران للقدس والكرسى الأورشليمى، ليحصل على جواز سفر خاص، وذلك وفقًا لما أدلى به أحد زملائه رهبان الدير فى تصريحات لـ "انفراد".

فى مقر دير الأنبا انطونيوس بوسط القاهرة، جلست عائلة المطران الجديد تنتظر عودته من مصلحة الأحوال المدنية، فكانت والدته تجلس على أحد مقاعد المقر محاطة بأبنائها الذكور القس صموئيل كاهن كنيسة السيدة العذراء بأبوتيج والقس تادرس الكاهن المتبتل راعى دير السيدة العذراء بجبل دير الجنادلة والفنان التشكيلى مينا المتخصص فى رسم الكنائس.

سـألنا الأم عن مشاعرها بعد تولى نجلها منصب مطران القدس، قالت بلهجة صعيدية ودودة "مستاهلش النعمة دي .. مستاهلش يا بتى" بينما علقت سيدة تجلس جوارها هذه الأم عظيمة أخرجت كهنة ورهبان وأبناء الله.

كانت العائلة تنتظر عودة "أنطونيوس" فى صالون الأنبا "يسطس" رئيس دير الأنبا أنطونيوس الذى خرج منه المطران، بينما جلس زملاؤه رهبان الدير يخدمون الضيوف، يقدمون لهم الطعام والشراب وكأنه حفل زفاف شقيقهم.

الراهب القمص متاؤوس الأنطونى، قال أن "انطونيوس" مطران يحمل قلب طفل، يتسم بالتواضع والمحبة والجدية فى العمل، حيث زامله طوال سنوات رهبنته العشرة بالدير.

بعدها بساعة، عاد الأنبا انطونيوس يرتدى عمامته الجديدة بعد أن انهى استخراج أوراقه، فاستقبله زملائه الرهبان بالزفة والألحان الكنسية، منذ دخوله وحتى وصوله إلى كنيسة صغيرة داخل مقر الدير، رأس فيها الصلاة التى رفع فيها اسمه للمرة الأولى كمطران وفقا للطقس الكنسى.

وقال الأنبا أنطونيوس بلهجته الصعيدية: "شكرا لكم كلكم أنا عايز أشكر إخواتى رهبان الدير بجالهم اسبوع مبيناموش وبيرتبوا كل حاجة وأنا جاعد اتفرج عليهم"، ثم قبل يد الأنبا يسطس رئيس الدير الذى خرج منه وأبيه الروحى.

بعدها، التقط المطران صورًا تذكارية مع الجميع عائلته الكبيرة أولًا، ثم اخوته رهبان الدير، ومن تواجد من شعب الكنيسة، وفى الثالثة والنصف عصرًا، اتجه مع الأنبا يسطس إلى دير الأنبا بيشوى ليحضر أول اجتماع للمجمع المقدس فى حياته، بعدما صار مطرانا يجلس على يمين البابا فى برتوكول ترتيب الأساقفة فى المجمع، حيث يجلس يحتل مطران القدس المرتبة الثانية بعد البابا البطريرك الذى يرأس المجمع المقدس أعلى هيئة كنسية تتألف من الآباء الأساقفة.

يقول أحد رهبان الدير أن الأنبا انطونيوس، سيحضر فقط افتتاح سيمنار المجمع المقدس وسيغادر إلى ديره ( الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر، يودع اخوته الرهبان و ديره الذى اختار أن يقضى فيه حياته وسيدفن فيه حين يحل أجل الله، فبات ليلته فى قلايته "سكن الرهبان" قبل أن يغادر إلى ايبراشية القدس التى تضم ستة دول هى فلسطين والعراق والأردن والكويت ولبنان وسوريا.

يعود مطران القدس بعد ذلك إلى القاهرة، ليستعد للسفر إلى القدس الجمعة المقبل، حيث ينضم لوفد من الآباء المطارنة كلفهم البابا بتجليسه مطرانًا هم الأنبا بوفتونيوس مطران سمالوط والأنبا تادرس مطران بورسعيد، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، والأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس والأنبا كيرلس مطران ميلانو، والأنبا اثناسيوس مطران فرنسا، ولا ينسى الأنبا يسطس رئيس دير الأنبا انطونيوس أن يحضر حفل تجليس تلميذه على كرسى المدينة المقدسة فى الفكر المسيحى "مدينة يسوع" كما يحلو للبابا أن يطلق عليها.

يحل الأنبا انطونيوس محل الأنبا ابراهام مطران القدس الراحل الذى وافته المنية فى نوفمبر الماضى، وأطلق عليه البابا تواضروس اسم "انطونيوس" تيمنًا بالأنبا انطونيوس مؤسس حركة الرهبنة وأول راهب فى العالم وصاحب الدير الشهير الذى ينتمى له المطران نفسه.