• وفود للتنظيم زارت دول أوروبية وفشلت فى إقناعها بدعم مطالب الجماعة
• ممدوح إسماعيل يستنكر استجابة الجماعة لدول الخارج مقابل الدعم
• وعمرو دراج يلتقى قيادات حزب أردوغان فى أسطنبول
كشف حلفاء الإخوان، أن دولة حليفة – لم يسموها – طالبت جماعة الإخوان بضرورة التخلى عن الرئيس الأسبق محمد مرسى، وعدم وضع شعاراته فى أى مؤتمر خارجى أو فاعلية تنظمها جماعة الإخوان، وذلك بالتزامن مع الجلسات التى يعقدها الكونجرس الأمريكى لدراسة مشروع يصنف الجماعة تنظيمًا إرهابيًا – والمقدم من قبل عدد من نواب الحزب الجمهورى – ووافقت عليه اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكى.
وأكد حلفاء الإخوان، أن الجماعة لم تعترض على هذا الطلب، ما أشعل خلافًا قويًا بين التنظيم وحلفائه، بسبب استماع الجماعة لدول فى الخارج، والاستجابة لمطالبهم بما يخدم مصالح الجماعة فقط دون الرجوع إلى أنصارها من الإسلاميين المقيمين معها فى الخارج.
وأكد ممدوح إسماعيل، وهو أحد حلفاء الجماعة فى تركيا، ومحامى الجماعات الإسلامية، أن دولة خليجية فرضت على الجماعة التخلى تمامًا عن "مرسى"، والترحيب بما أسمه "دعوات الاصطفاف"، بعدما فشل الإخوان طوال أكثر من عامين فى تحقيق أهدافهم، مقابل أن تدعمهم هذه الدولة سياسيًا وإعلاميًا، وماليًا.
فيما استنكر إسماعيل، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، اتجاه الجماعة إلى دول الخارج والاستجابة لمطالبهم مقابل الدعم الخارجى.
الأزمة التى نشبت مؤخرًا حول التمسك بمحمد مرسى، داخل جماعة الإخوان ذاتها، وبين الإخوان وحلفائهم، جاء مباشرة بعدما فشلت جولة أجراها عدد من حلفاء الجماعة فى أحد الدول الأوروبية خلال الشهر الجارى، ولم يتم الإعلان عنها، فى إقناع دولة أوروبية كبرى بدعم مطالب الجماعة.
وزار وفد من بعض حلفاء الإخوان عددًا من وزارات خارجية أوروبية، وطالبها بضرورة دعم مطالب الجماعة، فيما أبلغتهم تلك الدول رفضها التام لدعمهم؛ سواء بإقامة مؤتمرات داخل أراضيها، أو توجيه دعم سياسى عبر محافل دولية تحرضها تلك الدول، بسبب تمسك الإخوان برجوع الأوضاع لما قبل 3 يوليو 2013.
وأشارت المصادر، أن الدعوات التى ظهرت مؤخرًا من بعض حلفاء الجماعة بضرورة عدم التركيز على محمد مرسى، جاء لتهيئة المناخ العام بين أنصار الإخوان بتقبل دعوة ستصدر خلال الفترة المقبلة من مجموعة من حلفاء التنظيم تعلن أن مرسى ليس فى حساباتها.
من جانبه جدد عاصم عبد الماجد، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا، مطالبته للتنظيم بعدم رفع طلبات حول التمسك بمحمد مرسى مرة أخرى، وقال عبد الماجد فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "اعترف أننى أخطأت عندما توهمت للحظة أن من أداروا المشهد باقتدار – فى إشارة إلى جماعة الإخوان - نحو 30 يونيو قادرون على قيادته بصورة مغايرة، فهى هى نفس العقلية التى تصورت أن مظاهرات أمام دار الحرس كفيلة بإخراج مرسى، وهى نفس العقلية التى رفضت مناقشة ماذا سنفعل لو تم فض الاعتصام بالقوة، وما هى خياراتنا البديلة، وكانت تصر أن فض الاعتصام مستحيل".
وأضاف عبد الماجد: "هى نفس العقلية التى تحاول باستماتة إقناعنا أن رفع صور مرسى والإصرار على عودته هو طريق الخلاص والخطة والهدف والوسيلة والمستهدف وكل شىء، فهذه طريقة بائسة فى التفكير، أيها السادة، انتهى الدرس، علينا الآن أن ندرك أن الأسباب المادية التى يأخذ بها العقلاء هى الطريق وليست الشعارات الجوفاء".
واستطرد: "أنتم مضطرون للتراجع خطوة إلى الوراء كى تتمكنوا من استكمال المسير وإلا فسوف تتخطفون، لقد تقدمتم خطوات للأمام دون تأمين كافٍ للأجناب ولا حماية للقافلة، وإصراركم على الوقوف عند أقصى نقطة وصلتم إليها والتشبث بالتقدم الذى حققتموه سيؤدى إلى إتمام حصاركم وإفنائكم، ومحاولتكم سحب الناس إلى مواقعكم المتقدمة للاحتماء بهم لم تفلح".
فى المقابل رد عليه وليد شرابى، القيادى فيما يسمى "المجلس الثورى" التابع للإخوان فى تركيا، بأنهم لن يتنازلوا عن مرسى، مضيفًا فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "هناك من يرى مرسى أنه عبء على مصر، ولكن نحن نتمسك به" – على حد قوله.
فى السياق ذاته، بدأ عدد من قيادات الإخوان فى تكثيف لقاءاتهم الخارجية للحديث حول الأوضاع فى مصر، حيث التقى الدكتور عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى لجماعة الإخوان فى الخارج، بعدد من قيادات حزب العدالة والتنمية – الذى يترأسه رجب طيب أردوغان الرئيس التركى – فى مدينة إسطنبول ، فيما رفع أعضاء حزب أردوغان إشارة رابعة.
من جانبه قال صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن جميع الدول التى دعمت الإخوان فى السابق أصبحت غير مقتنعة بمطالب الجماعة فى الوقت الحالى، موضحًا أن الكلام عن مرسى أو التخلى عنه كلام غير ذى جدوى؛ فمرسى والإخوان أصبحا من الماضى، والحديث عن مرسى أصبح مضيعة للوقت لأن من يُحدد مستقبل مرسى هو القضاء المصرى.
وأضاف، فى تصريح لـ"انفراد": "كيف لمن لا وجود له أو مستقبل أن يقرر ما هو مصير مرسى"، متابعًا: "أعتقد أن الإخوان لن تتخلى عن مرسى لأنه بدون الحديث عن قضيه أو مظلومية ستفقد الإخوان البقية الباقية، وستتهم من وجهة نظر هذه البقية بأنها تخلت أو باعت القضية".