شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة مراسم الاحتفال بإطلاق إشارة البدء فى تنفيذ المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون ونصف فدان بدءًا من منطقة الفرافرة.
وتفقد الرئيس أول مزرعة تم استصلاحها وزراعتها على مساحة عشرة آلاف فدان بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وإنشاء 2 قرية زراعية وقرية خدمية كاملة المرافق والخدمات كنواة للريف المصرى الجديد، حيث يمثل المشروع إضافة كبرى لتحقيق مخططات التنمية الشاملة وتوفير فرص العمل لملايين الشباب من ابناء الشعب المصرى.
وحضر الاحتفال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء وقادة الافرع الرئيسية والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من الرموز والشخصيات العامة والاعلاميين وشباب الجامعات.
واستمع الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى عرض تقديمى من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء استعرض فية ملامح العمل بالمشروع القومى الطموح التى تنفذها الحكومة فى كافة ربوع مصر، لتوفير الحياة الكريمة لأبناء الشعب المصرى وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.
وأعلن عن إنشاء شركة تتولى إدارة المشروع وتطويره بالتنسيق بين كافة الوزرات المعنية لتلافى كافة المعوقات التى كانت تواجه مشروعات استصلاح الأراضى السابقة، مؤكدا أن المشروع سيساهم فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 20% وخلق مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المستمرة، بما يمثله من طفرة عملاقة فى مجال الاستصلاح الزراعى، ويؤهل مصر للوصول إلى مصاف الدول المنتجة والمصدرة للمنتجات والمحاصيل الزراعية فضلا عن تحقيق الاكتفاء الذاتى للمحاصيل الاستراتيجية المهمة.
واستعرض المهندس حسام مغازى وزير الموارد والرى خطة الوزارة لدبير وتأمين الموارد المائية الخاصة بالمشروع، وجهودها بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى انجاز المشروع العملاق حيث تم مراعاة افضل التصميمات الفنية لحقول الآبار بالاعتماد على الطاقة المتجددة واستخدام نظم الرى الحديثة، ووضع نظام صارم للمراقبة والتقييم المستمر لمراحل المشروع.
واشار إلى الانتهاء من كافة الدراسات الفنية التى تؤكد إمكانات واستدامة المياه الجوفية بصورة إقتصادية لمائة عام قادمة على الأقل بالمرحلة الأولى والثانية، وجارى استكمال كافة الدرسات التأكيدية للمرحلة الثالثة لضمان مراعاة كافة المقايس العالمية فى تلك المشروعات، مشيرا إلى أن المشروع يعتمد بنسبة 88.5% على المياه الجوفية باجمالى 5114 بئر جوفى و11.5% لمياه النيل، كما تم تحديد نوعية المحاصيل التى يمكن زراعتها فى كل منطقة بحسب ظروف المناخ والتربة والمياه وحظر زراعة المحاصيل الشرهة لاستهلاك المياه.
وأشار الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى إلى أن المشروع سيتم على ثلاث مراحل المرحلتين الأولى والثانية تشمل مليون فدان بمناطق الفرافرة القديمة والجديدة بمحافظة الوادى الجديد وامتداد الداخلة والمغرة وقرية الامل وتوشكى وغرب المراشدة، وغرب كوم أمبو بمحافظة أسوان، والمراشدة بمحافظة قنا، وغرب المنيا بمحافظة المنيا، ومناطق امتداد جنوب شرق المنخفض بمحافظة الوادى الجديد، وشرق سيوة بمحافظة مطروح، وتشمل المرحلة الثالثة منطقة الطور بجنوب سيناء وغرب المنيا وامتداد جنوب شرق المنخفض ومناطق أخرى.
وأوضح أنه تم خلال المرحلة الأولى التى تشمل 10 آلاف فدان تم خلالها زراعة 7500 فدان لمحصول القمح والشعير، كنواة للمشروع لسد الفجوة فى محاصيل الحبوب والأعلاف.
وأكد الدكتور مصطفى كمال وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، أن الهدف من المشروع هو وضع مصر فى مرتبة متقدمة على المستوى العالمى لتصبح كيان ذو اقتصاد مستدام يستثمر قدرات الإنسان وعبقرية المكان والموارد مع إعطاء الأولوية لتحقيق الاكتفاء الذاتى والاعتماد على التقنيات الحديثة فى استخدام الطاقة والمياه والنقل وإعادة توزيع السكان على المعمور المصرى والخروج من الشريط التنموى الضيق لخلق فرص استثمارية واعدة. كما استعرض مراحل إنشاء الريف المصرى الجديد بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الذى يشمل إنشاء قريتين زراعيتين كل منها على مساحة 400 فدان وقرية خدمية على مساحة 800 فدان وإنشاء 2000 بيت ريفى جديد و480 وحدة سكنية تناسب كافة الفئات والعاملين بالمشروعات.
واستمع الرئيس السيسى إلى عرض تقديمى من اللواء اح كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تضمن شرح تفصيلى لأهم المعالم والمدن المحيطة بمنطقة المشروع، موضحا أن المرحلة الأولى التى تم الانتهاء من تنفيذها تشمل منطقة الأراضى الزراعية بمساحة 10 آلاف فدان يتم رى 7500 فدان منها بنظام الرى المحورى و2500 بنظام الرى بالتنقيط، كما تم الانتهاء من حفر 40 بئر مياه بعمق 800 متر وإنشاء 15 حوض أكسدة كل بسعة 22 ألف م3 لمعالجة المياه المستخرجة من الآبار وازالة المعادن منها بمعدل حوض لكل 500 فدان و15 غرفة طلمبات لسحب المياه من احواض الأكسدة وضخها فى شبكات الرى.
وأشار رئيس الهيئة الهندسية إلى أن القرى الريفية تشكل العنصر الثانى من مكونات المشروع، حيث يجرى حاليا إنشاء 3 قرى لخدمة العاملين بالمشروع منها قريتين زراعيتين كلا منها على مساحة 400 فدان وقرية خدمية على مساحة 800 فدان تستوعب 20 ألف نسمة وتضم 2000 بيت ريفى بمساحة 200 م2 للوحدة تتكون من دور أرضى قابل للتعلية بمساحة 100 م2 وحوش سماوى بمساحة 100م2.
كما تضم القرية 3 مدراس للتعليم الأساسى كل بطاقة 28 فصل تعليمى و3 حضانة ومكتبة طفل كل بطاقة 3 فصل تعليمى و3 وحدات صحية وإسعاف كل بطاقة 6 عيادات وقسم شرطة ووحدة حماية مدنية ومبانى إدارية لإدارة الرى وبنك زراعى وشركة زراعية ومنبى للورش اليدوية وأرض معارض تضم 20 ورشة ومكتب بريد ومجلس قروى واجتماعى و9 مساجد باجمالى سعة 1900 مصلى.
ولتوفير الإسكان اللازم للموظفين والعاملين بالمنشآت الإدارية والخدمية جارى إنشاء 40 عمارة سكنية مكونة من دور أرضى ودورين متكررين بإجمالى 480 وحدة سكنية منها 120 وحدة بمساحة 120 م2 و360 وحدة بمساحة 85 م2.
ولاستكمال المرافق والشبكات اللازمة، فقد تم حفر بئرى مياه بعمق 700م لتوفير مياه الشرب اللازمة للسكان، وجارى إنشاء محطة معالجة الحديد والمنجنيز بطاقة 4000م3/ يوم لمعالجة وتنقية مياه الآبار وإنشاء خطوط مياه لإمداد القرى بالمياه، وتوصيل المياه لمحطتى رفع بالقرى الزراعية لضخ المياه داخل القرى.
ويجرى استكمال شبكات الصرف الصحى وتنفيذ مطابق صرف باجمالى 1048 مطبق لتجميع الصرف من الوحدات السكنية وضخها لـ 3 محطات صرف باجمالى 4000 م3 / يوم، وإنشاء 3 محطات معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحى بطاقة إجمالية 4000 م3 / يوم لاستغلال المياه المنتجة منها فى رى المسطحات الخضراء بالقرى من خلال إنشاء شبكة رى للمسطحات الخضراء.
ويتم إنشاء محطة توليد الكهرباء قدرة 16 ميجا ف أ ومخطط إنشاء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية قدرة 4 ميجا ف أ، وقد تم إنشاء مبنى موزع الجهد طاقة 19 خلية وتنفيذ شبكة الجهد المتوسط والتى تشمل موصلات هوائية بإجمالى أطوال 282 كم على 940 برج بالإضافة إلى كابلات جهد متوسط بإجمالى طول 24 كم وتم توريد وتركيب الأكشاك والمحولات باجمالى 47 محول وتنفيذ شبكة الجهد المنخفض من خلال تنفيذ موصلات هوائية باجمالى طول 300 كم ومد كابلات جهد منخفض ولانارة الطرق الداخلية بالقرى تم تركيب عدد 2000 عمودة إنارة بالإضافة إلى ربط كافة القرى والمرافق بشبكة طرق داخلية بإجمالى 130 كم طولى.
وشاهد الرئيس السيسى فيلما تسجيليا بعنوان "يوم فى حياة مزارع فى الريف المصرى الجديد" تناول تخطيط وتنظيم العمل بالريف المصرى الجديد الذى يراعى فى إنشائه مطابقة المعايير العالمية لخلق مجتمعات زراعية وصناعية جديدة على أسس علمية مدروسة تراعى كافة فئات المجمتع، وتوفر الملايين من فرص العمل والحياة الجديدة لشباب مصر.
وغرس الرئيس السيسى يرافقه عدد من الشباب وطلبة الجامعات وبراعم المستقبل، أول شجرة بالمرحلة الأولى إيذانا بتدشين المشروع الطموح الذى يستهدف استصلاح أربعة ملايين فدان تضاف إلى مساحة الرقعة الزراعية فى مصر، كما تفقد أحد المنازل الريفية الجديدة التى تم تصميمها لتناسب الطبيعة المناخية والجغرافية للمنطقة، وأدار حوارا مع أحد العاملين بالمشروعات الجديدة.