قال وزير الخارجية سامح شكرى أن العام الحالى شهد خطوة تاريخية على صعيد دعم التجارة والاستثمار البينى الأفريقى، وهى إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية فى قمة الاتحاد الأفريقى الاستثنائية التى عقدت فى شهر مارس 2018، والتى نأمل فى أن تدخل حيز النفاذ خلال العام 2019.
وأكد وزير الخارجية سامح شكرى خلال كلمته فى ختام منتدى "أفريقيا 2018"، اليوم، الأحد، أن مصر تشهد خلال هذه الأيام نشاطاً مُكثفاً يستهدف دعم التكامل الاقتصادى الأفريقى القارى، وهو ما ينطبق على منتدى "أفريقيا 2018" الذى نختتمه اليوم، والمعرض الأفريقى الأول للتجارة البينية الذى تستضيفه القاهرة خلال الفترة من 11 إلى 17 من ديسمبر الجارى، فضلاً عن اجتماعات وزراء التجارة الأفارقة التى تستهدف الإسراع فى الانتهاء من المفاوضات المتبقية حول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية.
وفيما يلى نص كلمة وزير الخارجية سامح شكرى فى ختام منتدى أفريقيا 2018 ..
كلمة وزير الخارجية/ سامح شكري
فى ختام منتدى "أفريقيا 2018"
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية
أصحاب الفخامة والمعالى رؤساء ووزراء الدول الأفريقية الشقيقة،
الحضور الكريم،
يشرفنى أن أتحدث إليكم اليوم فى ختام الدورة الثالثة لمنتدى "أفريقيا 2018"، الذى بات بحق علامة مضيئة على أجندة الفعاليات الأفريقية السنوية، يصبو إليه شركاء التنمية الدوليون من القطاعات الحكومية ومتعددة الأطراف والخاصة، وتتطلع إليه كافة الدول الأفريقية الشقيقة، باعتباره أهم ملتقى قارى للقادة والوزراء وكبار المسئولين المعنيين بقطاع الاستثمار، ومنصة واعدة للفرص الاستثمارية والتجارية فى أفريقيا.
ونحن إذ ننتهى من أعمال دورة 2018 من المنتدى، نلمس بفخر ما يمكن أن يتمخض عن التفاعل والحراك الأفريقى المشترك، من تعاون اقتصادى واستثمارى أفريقى بناء يصب فى خطط الاندماج الاقتصادى الأفريقي، ويُسهم فى تحقيق أهداف أجندة التنمية الأفريقية 2063.
السادة الحضور،
لقد شهد العام الحالى خطوة تاريخية على صعيد دعم التجارة والاستثمار البينى الأفريقي، هى إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية فى قمة الاتحاد الأفريقى الاستثنائية التى عقدت فى شهر مارس 2018، والتى نأمل فى أن تدخل حيز النفاذ خلال العام 2019.
كما تشهد مصر خلال هذه الأيام نشاطاً مُكثفاً يستهدف دعم التكامل الاقتصادى الأفريقى القاري، وهو ما ينطبق على منتدى "أفريقيا 2018" الذى نختتمه اليوم، والمعرض الأفريقى الأول للتجارة البينية الذى تستضيفه القاهرة خلال الفترة من 11 إلى 17 من ديسمبر الجاري، فضلاً عن اجتماعات وزراء التجارة الأفارقة التى تستهدف الإسراع فى الانتهاء من المفاوضات المتبقية حول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية.
السادة الحضور،
إن العلاقة بين الاستثمار فى أفريقيا، وتحقيق التكامل الاقتصادى القاري، ومن ثم الوفاء بأهداف أجندة التنمية الأفريقية 2063، هى علاقة وثيقة. ويتعين هنا أن تتضافر جهودنا الجماعية الأفريقية، سواء على المستوى الحكومى من خلال تدعيم الالتزام السياسى وتوفير القيادة السياسية اللازمة، واضطلاع كافة الفاعلين الآخرين بالأدوار المنوطة بهم. وفى هذا الصدد، أود أن أؤكد على الدور الهام المعقود على القطاع الخاص الأفريقى فى تدعيم التجارة البينية الأفريقية، وتعظيم الاستفادة من الفرص الاستثمارية التى تزخر دول القارة بها.
السادة الحضور،
وإذ نستمر فى تشجيع القطاع الخاص الأفريقى على الاضطلاع بالدور المنوط به بالشكل المطلوب، نستمر كحكومات أفريقية فى تقديم الدعم السياسى اللازم من خلال أجهزة صنع القرار بالاتحاد الأفريقى والتجمعات الاقتصادية الأفريقية الإقليمية الأخرى، بهدف مواجهة التحديات الفعلية التى تعوق الوصول لمعدلات التنمية المنشودة فى أفريقيا، وأهمها النزاعات المسلحة والأزمات السياسية وانتشار تواجد الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، ووضع حد لتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية وارتفاع معدلات اللاجئين والنازحين داخلياً، وتعزيز مقدرات الدولة الوطنية وجيشها
النظامى التى تعتبر من دعائم الاستقرار الاقليمي، وهى جميعها أمور ستبذل مصر جهداً حثيثاً خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى فى عام 2019 بهدف حشد وتعزيز الجهود الجماعية الأفريقية وتدعيم الآليات اللازمة للتعامل معها.
السادة الحضور،
أود أيضاً أن أشير إلى أهمية الاستثمار فى البنية التحتية تحديداً، وخصوصاً بنية النقل والانتقال والاتصالات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، باعتبار أن البنية التحتية القارية المناسبة هى أمر ضرورى لجنى ثمار اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، ودفع عجلة التبادل التجارى الفعلى بين الدول الأفريقية، وما يرتبط بذلك من فوائد متمثلة فى خلق مزيد من فرص العمل الإنتاجية، وجذب الاستثمارات سواء من خارج القارة أو فيما بينها.
السادة الحضور،
إن مصر وهى على مشارف تولى رئاسة الاتحاد الافريقى بدءاً من فبراير 2019، تعى بشكل واضح الإمكانيات الكبيرة الكامنة بالقارة الأفريقية، ويأتى على رأسها العنصر البشري، خاصة الشباب، ومن ثم كان اهتمام منتدانا بتخصيص يوم كامل للشباب رواد الأعمال.
فخامة الرئيس،
أصحاب الفخامة والمعالي،
السادة الحضور،
إننا وإذ نختتم أعمال الدورة الثالثة من منتدى أفريقيا لعام 2018، لا يسعنا سوى التأكيد على حرص مصر المتواصل على التعاون مع كافة الدول الافريقية الشقيقة، فى إطار من الشراكة، يعترف بتفرد تجربة كل دولة، ويتيح تبادل الخبرات، ويؤكد على الاحترام المتبادل، إرساءً لأهداف التضامن الأفريقى التى أرست أسس المشروع الأفريقى القارى منذ إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963.
وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.