صور.. شاب كفيف يعلم المبصرين لغة برايل فى جامعة كفر الشيخ

تعددت النماذج المضيئة من شباب وفتيات كفر الشيخ، ومن بين هؤلاء شاب كفيف لم يتجاوز عمره 24 سنة، تولى مسئولية وإدارة مركز المكفوفين بجامعة كفر الشيخ، وعدد من الشباب والفتيات من طلاب الجامعة قرروا أن يتعايشوا مع عالم الكفيف، ويتعلمون لغتة قراءته وكتابته، لغة برايل في حين نجد عدد أخر من كفيفى البصر أتقنوا التعامل مع العالم الإفتراضى يستطيعون الكتابة على أجهزة الكومبيوتر، وإصلاحها وإرسال رسائل مطولة على الواتس والماسنجر، وانفراد دائماً مايقتحكم عالم يجهله الكثيرون. قال أحمد الصاوى، مدير مركز المكفوفين بجامعة كفر الشيخ، إنه يتحدث عن إنجاز حققه المركز بالتنسيق مع مركز الخدمة العامة بالكلية، وقطاع شئون البيئة وخدمة المجتمع بكلية الآداب، بتقديم دورات تعليم لغة برايل للمبصرين المختصين بدراسة شئون الإعاقة داخل جامعة كفر الشيخ، كطلاب كلية التربية شعبة التربية الخاصة، ومختلف الكليات النظرية داخل الجامعة، وتعد هذه الدورة هى الأولى من نوعها على مستوى جميع الجامعات المصرية، وحققت الدورة الأولى نجاحا مبهرا فاق كل التوقعات، فعلم 35 طالباً، القراءة والكتابة بطريقة برايل، وتأهيل هؤلاء الطلاب للتعامل مع الطلاب المكفوفين في المراحل التعليمية المختلفة لأن الأبحاث العلمية والمراجع المتخصصة في دراسة شئون الإعاقة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص قديمة ،ولا تعبر عن المكفوفين المعاصرين. وأضاف الصاوى، لـ"انفراد"، تلك الدورة مجرد فكرة جديدة من الأفكار التى يقدمها المركز فقام كمدير المركز بعرض هذه الفكرة على إدارة الكلية والجامعة ورحبت الجامعة بهذه الفكرة، وعندما تمت الموافقة على هذه الدورة واعتمادها بشكل رسمي قام المركز بالإعلان عن فتح باب الحجز لهذه الدورة، وكانت هذه الفكرة فى البداية، تحتاج لوقت طويل لتحقيقها، والمراحل كثيرة، مؤكداً أن طريقة الكتابة على المكتبة وطريقة الكتابة بالقلم البرايل ليست سهلة وخاصة على المبصرين، فحدد 10محاضرات، المحاضرة الواحدة استغرقت ساعتين ، ففي البداية عرض بطريقة مفصلة معلومات عن المكتبة والقلم والأوراق وشكل الكتابة ، وكيفية حركة اليد على الورقة لقراءة ما يكتب، ثم عرض الحروف وترتيبها وكيفية تشكيلها علي الورقه باستخدام المكتبة والقلم . وأوضح أن الاستجابة في البداية كانت صعبة، ولكن مع الاستمرارية وإصرار الطلاب على تعلم طريقه برايل، تمكنوا من القراءة والكتابة بطريقة برايل، وتمكنوا جيدا من القراءة والكتابة من بعد المحاضرة السادسة، وبعد أن أتم العشر محاضرات، اختبرنا الطلاب، فحققوا نتائج مبهرة وأصبح هناك قرابة الثلاثين طالب على مستوي الجامعة يتقنون القراءة والكتابة بطريقة برايل، ومؤهلين للتعامل مع الطالب الكفيف في جميع المراحل الدراسية، وكرمت الجامعة هؤلاء الطلاب الذين اجتازوا هذه الدورة واصبحت أمرا ملموسا وواقعا بعد أن كان مجرد حلم، وبدأت الدورة الثانية لطلاب مبصرين جدد لكي يتعلموا لغة برايل وقالت مروة طارق محمد النشار، بالفرقة الأولى ،تربية خاصة، سمعت عن المركز وما يقدمه للمكفوفين من تعليمهم كيفية التعامل مع العالم الإفتراضى، وتعليم أحمد الصاوى المدير الكفيف لغة برايل للمبصرين فقررت خوض التجربة، وبالفعل تعلمت ، وتحول المستحيل لواقع تعشقه، فتمكنت من التواصل مع المكفوفين بسهولة وتقليل الفجوة بين المبصرين والمكفوفين، واصبحت العلاقة بينهم عميقة بعد أن كانت سطحية ، وما زاد من الإحساس بعالمهم تعلمى كتابة القصص والروايات لتقديمها لهم ، ومناقشهم عقب قرائتهم لها. وأضاف أحمد نصر فتحي ، طالب بالفرقة الثالثة بالكلية الألسن، استفدت من الدورة بسهولة التواصل والتعامل والتعاون مع المكفوفين، معتبراً تعلم المبصرين لغة برايل وسيلة لدمج مجموعة المكفوفين مع المجتمع وسهولة مواكبتهم للعصر والثقافة والتعليم بشكل أكثر فاعلية. وقالت أيه عبد الستار، طالبة بالفرقة الثالثة بقسم التربية الخاصة بكلية التربية، استفدت من تعلمى لغة برايل، طريقة التواصل مع المكفوفين والتعامل معهم والتعرف على اللغة التى يكتبون بها وتعليم الحروف والأرقام والأعداد، فقرص البرايل مهم جدا لجميع الأشخاص سواء عادين أو مكفوفين ويساعد على العديد على التواصل، ويُمكّن المبصر من كتابة جمل ،وكتابة كتب ،وتأليف بعض القصص وكتابتها بطريقه برايل عن طريق المكتبة وهى عبارة عن خانات أو مربعات فارغة بها ست نقاط وكل خانة بها عمودين وكل عمود يحتوى على3 نقاط العمود الأول يسمى "أولى تانية تالتة، والعمود التانى، ثالتة رابعة خامسة، وكل حرف له مجموعة من النقط التى تكتب به، وكتابه برايل من الجهة اليمني والقراة بالعكس من الجهة اليسرى، فقرص البرايل هام فى حياتنا ،والفضل لمن علمنا "أحمد الصاوى"، فعاملنا بالشدة واللين، وكانت نتيجتها اتقان لغة وكتابة لم أكن أتوقع أن أتعلمها، فهو أول طالب صاحب فكرة تعليم قرص البرايل فى كليه الأداب ومسؤل عن مركز المكفوفين بكلية الأداب، وقرص برايل يفيد أى انسان فى أى مجال يعمله ويساعده على التواصل مع المكفوفين. وقالت آمنه ابراهيم على محمد بلال، طالبة بالفرقة الأولى قسم اللغة العربية بكلية الأداب، أن لها صديقة تدعى "زهراء حسام، مكفوفة"، وكانت دائما تحب أن تتعرف على حياتها، وكيفية تعاملها مع الواقع، وطريقة استذكارها لدروسها، مؤكدة أن صديقتها عرفتها على مركز المكفوفين، ونظراً لحبها لها قررت تعلم لغة برايل، لتعيش نفس عالمها وإحساسها، وطالبت صديقتها أن تعرفها على كيفية الكتابة بهذه اللغة وكيفية قراءة الحروف وبكلية الأداب وتعرفت على أحمد الصاوي مدير المركز. وأضافت آمنة إبراهيم، عرضت عليه أن تكون متطوعة بالمركز، فقبل وأحبت تعلم برايل ،وبدأت تتعرف على شكل المكتبة التى يستخدموها في الكتابة ،وتعلمت أن كل حرف له نقاط معينه تميزه عن غيره وتعلمت الأرقام، ولم يكن هدفها مجرد التعرف على لغة ولكن لتساعد أقاربها والمكفوفين من حولها بمساعدتهم في كتابة تلخيص المحاضرات لهم أو تحويل القصص والراويات لهذه اللغة ليقرأها الكفيف، ومازاد شغفها أن أحمد الصاوى، أسند لها ولعدد من المتطوعين كتابة المحاضرات والموضوعات على جهاز الكومبيوتر وتحويلها من خلال ماكينة الطباعة للغة برايل ليستفيد منها الطلاب المكفوفين، ومن خلال تلك الطريقة تزيد معرفة الكفيف بالعالم حوله. وأكدت سارة نبيل غازى طالبة فى الفرقة الأولى تربية خاصة، أنها فى بداية التحاقها بالكلية كانت تتمنى الإكتفاء بدراستها فقط لتحصل على تقدير، وتكون من بين هيئة التدريس بالكلية، ولكن عندمنا سمعت عن مركز المكفوفين ،وعن الدورة التدريبية لتعليم لغة برايل، فتوجهت للمركز ، وتعرفت على كيفية كتابة الحروف وقرائتها عندما تلمسها، فأحبت التعامل مع المكفوفين، لأنها عندما تعرفت على الحروف وكيفية كتابها كانت تتخيل أنها كفيفة، وعندما أجادت الكتابة والقراءة ، تخيل من يراها بطريقة كتابتها ونظرتها لأعلى وتتعايش مع الشكل الخارجي للكفيف بأنه كفيفة . وأضافت سارة غازي، تعلمت كيفية كتابة الموضوعات والقصص القصيرة لتقديمها للمكفوفين ، والتعرف على مناطق سياحية في المحافظة وغيرها من المحافظة تراها بعينها فتعبر عنها بلغتهم لتصل إليهم في أجمل صورة. وقالت دعاء السيد جلال حمد،طالبة بالفرقة الأولى بالتربية الخاصة، التحقت بالدورة التدريبية والتي يديرها مدير المركز أحمد الصاوى، وتعلمت منه كيفية كتابة الحروف والأرقام بطريقة برايل ،التي تعتمد على اللمس، وأتمنى أن أقدم كل خبراتى لهم وأتعلم منهم.