تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضي، حيث قام بزيارة المنتخب الوطنى لكرة القدم خلال تدريباته، وقام بجولة تفقدية للمنشآت والتجهيزات بإستاد القاهرة، وعقد اجتماعا مع رئيس صندوق تكريم الشهداء، وقام بجولة أوروبية شملت بيلاروسيا ورومانيا لبحث تدعيم العلاقات وتوسيع التعاون المشترك فى جميع المجالات.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بزيارة المنتخب الوطنى لكرة القدم خلال تدريباته باستاد الدفاع الجوي، والتقى بأعضاء المنتخب الوطنى المشارك فى بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، حيث أعرب خلال اللقاء عن خالص أمنياته بالتوفيق والنجاح للمنتخب فى البطولة، مؤكدا ثقته الكاملة فى إدراك أعضاء جهاز المنتخب الوطنى واللاعبين لحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم، ومطالبا جميع أفراد المنتخب ببذل أقصى الجهد لإسعاد الشعب المصرى الذى ينظر إليهم بكل الاحترام والتقدير.
كما قام الرئيس بجولة تفقدية للمنشآت والتجهيزات بإستاد القاهرة للوقوف على الترتيبات النهائية لأعمال رفع الكفاءة التى جرى تنفيذها بالإستاد لاستضافة عدد من مباريات كأس الأمم، حيث أعرب عن تطلعه لأن تكون البطولة دفعة إيجابية للرياضة المصرية ككل، وكرة القدم بشكلٍ خاص، بفضل ما تم تطويره من بنية تحتية رياضية على أعلى مستوى.
واطلع الرئيس على أعمال التطوير والتحديث ورفع الكفاءة التى تم تنفيذها فى مجمع إستاد القاهرة، والتى شملت كافة مكوناته من منشآت وتجهيزات وخدمات فضلا عن الطرق المحيطة به.
وعقد الرئيس السيسى اجتماعا مع اللواء سيد الغالى رئيس صندوق تكريم الشهداء، وتم خلال الاجتماع عرض الموقف التنفيذى لصندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم الجارى تأسيسه، والذى يهدف إلى تكريم شهداء الوطن ومصابيه، وتقديم الرعاية لأسرهم وذويهم، تقديرا لما بذله هؤلاء الأبطال من تضحيات هائلة من أجل الحفاظ على الوطن وحماية الشعب المصرى من مختلف التحديات الإرهابية والأمنية التى تواجه مصر.
ووجه الرئيس بمواصلة العمل الجارى لتفعيل آليات عمل صندوق تكريم الشهداء والمصابين، مشددا على التنسيق الكامل بين جميع الجهات والهيئات المعنية بالدولة لضمان سير العمل فى الصندوق على أكمل وجه وتحقيق هدفه السامى فى تقديم الرعاية والتكريم اللازمين للشهداء والمصابين وأسرهم.
وأكد الرئيس السيسى تضامن مصر ودعمها لحكومة وشعب الإمارات والدول العربية الشقيقة فى مواجهة مختلف التحديات التى قد تواجهها والتصدى لكل محاولات زعزعة استقرار منطقة الخليج، وذلك خلال استقباله للشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أكد الرئيس السيسى أن مصر تتابع باهتمام بالغ التطورات التى تشهدها منطقة الخليج، وبصفة خاصة الأحداث الأخيرة التى تهدد حرية الملاحة وتستهدف أمن وسلامة الممرات المائية والبحرية بالخليج، وأكد أيضا مساندة مصر للشقيقة الإمارات ودعم أمنها واستقرارها فى هذه المرحلة الدقيقة التى تتعاظم فيها التحديات، وكذا دعم مواقفها داخل جميع المحافل الدولية والإقليمية.
وقام الرئيس السيسى بزيارة لبيلاروسيا، عقد خلالها مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاتشينكو بمقر القصر الجمهورى بمينسك، حيث أعرب عن اهتمام مصر بتطوير العلاقات بين البلدين والارتقاء بها فى كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما.
وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أكد الجانبان أهمية العمل على تفعيل مجلس الأعمال المصرى البيلاروسى المشترك ليمثل ركيزة أساسية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين وإحداث نقلة نوعية فى العلاقات الاقتصادية المصرية البيلاروسية، خاصةً بمشاركة الشركات البيلاروسية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر كمشروع المحور الاقتصادى لمنطقة قناة السويس.
من ناحيةٍ أخرى؛ تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين فى عدد من المجالات كالتصنيع العسكرى والصناعات الثقيلة التى تتمتع فيها بيلاروسيا بمزايا كبيرة، والصناعات الدوائية، والزراعة والإنتاج الغذائى والحيواني، والسياحة والثقافة، علاوةً على تبادل الخبرات فى المجال الأكاديمى والبحثى فى القطاعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين بيلاروسيا والقارة الأفريقية فى ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.
وتطرقت المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت وجهات نظر البلدين فى هذا السياق بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية فى سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضى السورية ويلبى التطلعات المشروعة للشعب السورى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية.
أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس السيسى رؤية مصر للحل السياسى فى ليبيا وجهودها من أجل توحيد ودعم المؤسسة العسكرية الليبية بهدف تمكينها من القيام بمهامها، لا سيما فى إطار حملتها للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية.
كما تمت خلال المباحثات مناقشة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فى ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقى على مساعى تحقيق التنمية فى المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس السيسى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضا نتائج العملية الشاملة "سيناء ٢٠١٨" والنجاحات التى حققتها فى مواجهة الجماعات الإرهابية.
وقام الرئيسان بالتوقيع على الإعلان المشترك الصادر عن المباحثات، كما شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية فى البلدين للتعاون فى مجالى التقييس ودعم المعلومات وسياسة الشباب، بالإضافة إلى خارطة طريق للتعاون التجارى بين البلدين للعامين 2019/ 2020، وكذا مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الأعمال، وقلد الرئيس البيلاروسى الرئيس السيسى وسام صداقة الشعوب.
والتقى الرئيس السيسى مع سيرجى روماس رئيس وزراء بيلاروسيا، وأجرى مباحثات موسعة أكد خلالها أن الاستثمارات والصناعات البيلاروسية لديها فرصة كبيرة حالياً للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقى واتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدا الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع بيلاروسيا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.
كما التقى الرئيس السيسى مع ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات فى بيلاروسيا، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسئولين البيلاروس وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة، حيث أكد حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع مجتمع رجال الأعمال والشركات البيلاروسية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية فى مصر، وذلك فى إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة، مشيدا بالتطورات الإيجابية التى شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية.
وقام الرئيس السيسى بزيارة البرلمان البيلاروسي، وكان فى استقباله رئيسا غرفتى البرلمان، اللذان أعربا خلال المباحثات عن ترحيبهما بزيارة الرئيس لمينسك، مشيدين بالعلاقات المتميزة التى تربط الشعبين المصرى والبيلاروسي.
وتناول اللقاء بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما فى مجالات التعليم العالى والفنى والعلوم والثقافة والسياحة والصناعة.
واستهل الرئيس السيسى زيارته لرومانيا بعقد مباحثات قمة مع الرئيس كلاوس يوهانيس، وذلك بمقر قصر كوتروتشينى الرئاسي، حيث أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الرومانى فى مختلف المجالات، ومشيدا بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير فى العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية فى ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.
كما استعرض الرئيس السيسى خلال المباحثات تطورات الخطة التى تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكداً الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية فى مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال فى الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجارى والاستثماري، فضلا عن تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات الواعدة كالطاقة فى ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز فى الحقول البحرية فى مصر، إلى جانب مجال السياحة الذى شهد مؤخرا مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتى شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التى تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين.
واتفق كذلك الرئيس السيسى والرئيس "يوهانيس" على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التى تشجع على تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذى بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية.
ومنحت جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية درجة الدكتوراه الفخرية للرئيس السيسي، انطلاقا من دور الرئيس السيسى فى قيادة مصر خلال فترة عصيبة من الاضطرابات إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية والبناء، وإطلاق إصلاحات هيكلية عميقة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والشروع فى تشييد مشروعات قومية كبرى فى زمن قياسى فى شتى قطاعات الدولة، مما أعاد رسم الخريطة التنموية والاقتصادية لمصر.
كما ثمنت الجامعة المساهمة الفاعلة للرئيس السيسى فى تعزيز السلام والتعاون على المستوى الدولي، وجهوده الرائدة لصياغة إطار دولى شامل لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف بهدف حماية الإنسانية جمعاء، فضلا عن قيادته للجهود الحثيثة على المستوى الوطنى فى مصر لمكافحة واحتواء الإرهاب، وهو الأمر الذى انعكس على المستوى الإقليمي.
وأشادت الجامعة بالدور الفعال والحرص الملموس للرئيس السيسى فى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ورومانيا فى جميع المجالات خاصة فى البعد الاقتصادى وتشجيع الاستثمارات والمشروعات المشتركة.
والتقى الرئيس السيسى مع كالين بوبيسكو تيريتشانو رئيس مجلس الشيوخ الرومانى بمقر البرلمان فى بوخارست، حيث أكد الرئيس السيسى الاهتمام الذى توليه مصر بتعزيز التعاون البرلمانى بين البلدين للمساهمة فى تعظيم التواصل وإثراء البعد الشعبى فى العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر ورومانيا، مشيدا فى هذا الصدد بحرص البرلمان الرومانى على المداومة على إنشاء جمعية للصداقة المصرية الرومانية عند تجديد ولايته الدستورية.
كما التقى الرئيس السيسى مع مارتشيل تشولاكو رئيس مجلس النواب الروماني، حيث أشاد الرئيس بالعلاقات المتنامية بين البلدين، وأوضح أن تدعيم الاستقرار فى الدول العربية والأفريقية يتعين أن يشكل ركنا أساسيا فى استراتيجية مواجهة تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية، أما بالنسبة لمكافحة الإرهاب، فقد أكد ضرورة أن تشمل الجهود الدولية لمواجهتها كافة الجماعات والتنظيمات الإرهابية دون تمييز، فى ضوء الترابط الفكرى والعقائدى والتنظيمى بين جميع هذه التنظيمات وانتهاجها لخطاب يحض على الكراهية والعنف تجاه الآخر.
واختتم الرئيس السيسى زيارته لرومانيا باستقبال الفريق أول نيكولاى لونيل، رئيس أركان القوات المسلحة الرومانية، حيث أعرب عن التطلع لتنمية التعاون الثنائى مع رومانيا فى مختلف المجالات، والحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى المجال العسكرى والأمنى والتدريب.