تؤكد كافة المراحل التاريخية التى مرت على مصر فى السنوات الأخيرة، أن للفريق الراحل سعد الدين الشاذلى وضع خاص فى قلوب المصريين، ويظهر ذلك جليا من الصور الرئيسية التى ترفع فى الميادين وتعلق على الجدران تحتفى وتخلد القائد العسكرى المصرى بالبدلة العسكرية، وفق آخر منصب تولاه وهو رئاسة أركان حرب القوات المسلحة.
كان الفريق الراحل سعد الدين الشاذلى، والذى رحل عّن عالمنا يوم 10 فبراير، ذو تاريخ مهيب، فقد التحق بالكلية الحربية عام 1939، ليتخرج يوليو 1940، وبعد سنوات من خدمته شارك فى حرب فلسطين 1948، وشغل فيما بعد منصب قائد سلاح المظلات، وهى إحدى الوحدات الخاصة بالجيش المصرى، ثم سافر للكونغو ضمن قوات حفظ السلام عام 1960، حتى عاد قائدا للقوات الخاصة الصاعقة والمظلات بعد عام 1967، فقائدا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية عام 1971، حتى توليه منصب رئاسة أركان الجيش المصرى مابين عامي 1971وحتى 1973.
لمع اسم الفريق سعد الدين الشاذلى فى حرب أكتوبر، حتى أنه وضع توجيها عاما حمل رقم 41، سمى بتوجيه الشاذلى، يبين طريقة أداء الجنود لمهمامهم القتالية خلال حرب أكتوبر 1973، كما أن له دور رئيسى فى اعداد خطة الحرب ونصر أكتوبر العظيم.
بداية من عام 1974 دخل الفريق سعد الدين الشاذلى، فى سلك الدبلوماسية، حيث تم تعيينه سفيرا فى لندن ثم لشبونة والبرتغال، وأصدر كتابه عن حرب أكتوبر الذى يعد أهم مرجعا عسكريا عّن الحرب بتفاصيله وطريقته السلسة فى الشرح.
ويقول الفريق سعد الدين الشاذلى فى أحد التسجيلات الخاصة به، عن فلسفة خطة الهجوم بأنها حققت كل ما يريده الجيش المصرى، وكل ما يكرهه العدو الإسرائيلى، حيث تم تحجيم القوات الجوية الإسرائيلية فى استخدام أسلحتها ضد القوات البرية المصرية، وكذلك تحجيم حركة الجيش الإسرائيلى من الأجناب، وإرغامه على القتال بالمواجهة، وبمدة طويلة دون أن تتأثر قواتنا وهو يتأثر.
ظل سعد الدين الشاذلى حتى وفاته، رمزا عسكريا مصريا، حتى أن جنازته فى 2011 أقيمت فى كافة ميادين مصر، وأطلقت الدولة اسمه على أحد دفعات الكليات العسكرية بعد 30 يونيو 2013، كما أطلق اسمه على أحد المحاور الرئيسية فى القاهرة.