يتحول "المجني عليه" في الجرائم أحياناً إلى "متهم" ويحصل على أقصى دراجات العقوبة، وذلك عندما يختلق سيناريوهات كاذبة بالتعدي عليه، ويتبين من دهاء وذكاء رجال المباحث أنه وراء ارتكاب الجريمة طمعاً في المال.
قبل عدة سنوات من الآن، جاء بلاغ لمديرية أمن قنا، بتعرض سيارة محملة بالسجائر للسطو المسلح وسرقة محتوياتها ونحو مليون جنيه من السائق والتباع في دائرة مركز نجع حمادي، بعدما حرر الاثنان محضرا بالواقعة.
الشواهد كانت تشير لوجود تشكيل عصابي ضخم ارتكب الجريمة، خاصة أن السائق والتباع اتسخت ملابسهما بالتراب، بعدما أكدا احتجازهما في منطقة جبلية على يد 6 متهمين مرتبكي الجريمة، والاستيلاء على السجائر والأموال واطلاق الرصاص من بندقية آلية على إطار السيارة والاستيلاء على هواتفهما المحمولة.
دموع التماسيح الذي انهالت من السائق لم يصدقها "اللواء خالد الشاذلي" مسئول مباحث قنا ـ وقتها ـ وبدهاء وذكاء رجل المباحث المخضرم شك في كمية التراب التي على ملابس السائق، وحرص على استجوابه بمفرده بعيداً عن التباع، وبمباغتة كل طرف منهما بالأسئلة لاحظ تضارب في الكلام، ليصل بدهائه في النهاية لاعترافات صريحة من المتهمين باستيلائهما على الحمولة والمبلغ واختلاق الواقعة.
"المجني عليه" تحول لـ"متهم"، حيث حصل السائق والتباع على أقصى عقوبة "السجن المؤبد" وهما في السجن للآن، وفقاً لرواية اللواء خالد الشاذلي لـ"انفراد".
وتنشر "انفراد" سلسلة حلقات "شاهد على الجريمة" طوال شهر رمضان، حيث ترصد شهادات الضباط والمحامين والمعاصرين للجرائم التي شغلت الرأي العام، والتي كان من الصعوبة كشفها، إلا أن دهاء رجال المباحث والكفاءات الأمنية ساهمت بشكل كبير في كشف غموض هذه الجرائم القديمة، التي وقعت على مدار السنوات الماضية.
ونهدف من نشر هذه الجرائم، للتأكيد على أنه لا توجد جريمة كاملة، وأن المجرمين حتماً يقعون في قبضة الأمن مهما طال الوقت، وللوقف على الظروف التي صنعت من أشخاص عاديين مجرمين، ولتنجب الأخطاء وتفاديها، حتى لا يقع أحد فيها ويجد نفسه خلف الأسوار مثلهم.