منذ نشأة جماعة "الإخوان" الإرهابية قبل عقود في مصر، يعمل قادتها بداية من المرشد وحتى أصغر القيادات، على فتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف هدم النظم الحاكمة بالمنطقة العربية وبناء نظم حكم جديدة من خلال الجماعة، تقوم على الولاء لأمريكا، وبذلك تضمن واشنطن استمرار الجماعة في كراسي الحكم.
في عام ١٩٥٣، راسل أحد الدبلوماسيين في السفارة الأمريكية في القاهرة وزارة خارجية بلاده، ليخبرها أن الإخوان يقترحون مشاركة سعيد رمضان - صهر حسن البنا- في مؤتمر يجرى في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن التنظيم سيتولى نفقات رحلته وكان يعرف في ذلك الوقت بأنه "وزير خارجية" الجماعة.
ويشار إلى أن هذا المؤتمر كان برنامج دعاية أمريكى سري تنظمه جامعة برنستون للدراسات الإسلامية، ودعي إليه أكثر من 3 من علماء المسلمين وقادة مدنيين معظمهم من دول إسلامية.
وكان هدف الاجتماع الحقيقي الترويج لأجندة معادية للشيوعية في الدول المستقلة حديثاً، والتي تجمعها صفة مشتركة وهي أنها بلدان ذات أغلبية مسلمة.
وكانت تحليلات وكالة الاستخبارات المركزية تشير إلى أن سعيد رمضان "فظ"، ووصفته بـ"المليشاوي" وبأنه "فاشي مهتم بحشد الناس من أجل السلطة."
وفى عام ١٩٥٣، ظهر القيادي الإخوانى سعيد رمضان، صهر حسن البنا، في صورة يلتف فيها قادة إسلاميون حول الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور في المكتب البيضاوي.
وفى رواية أخرى، مولت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بالتعاون مع استخبارات ألمانيا الغربية، بناء مسجد في مدينة ميونخ الألمانية من أجل محاربة الشيوعية ثم ساعدت الإخوانى سعيد رمضان على تولي إدارته.
كان هدف أجهزة الاستخبارات الأمريكية والألمانية الغربية البحث عن مسلمين يمكن أن يذهبوا إلى دول العالم الثالث، من خلال المركز، كي يتحدثوا ضد الدعاية السوفياتية. وصار المسجد أهم مقر للإخوان في ألمانيا، بل وفي أوروبا. وفي سنوات لاحقة، دعم الثورة الإيرانية، وساعد في هروب ناشط إيراني قتل أحد دبلوماسي الشاه في واشنطن.
ومولت الولايات المتحدة الجماعة الإرهابية، حيث تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة صنعت قضية مشتركة مع الإخوان واستخدمتهم للقيام بعملها القذر في اليمن وأفغانستان والكثير من الأماكن الأخرى.
وفى أعقاب هروب الإخوان من مصر إلى السعودية بسبب ملاحقة عبد الناصر لهم، شكلت الاستخبارات الأمريكية، تحالفاً يضم الأمريكيين والإخوان، لكن بسبب تكثيف اهتمام أمريكا على الحرب في فيتنام وبسبب هزيمة جمال عبد الناصر عام ٦٧، تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالإخوان وتواصلها معهم، واستمر ذلك حتى أواخر السبعينيات عندما طلب الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، عن الحزب "الديمقراطي" مساعدة الإخوان في حل أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران.
كانت أبرز محطات تلك العلاقة في الثلاثين سنة الأخيرة هي ملف الرهائن الأمريكيين في طهران في نهاية عهد كارتر الذي أوفد مبعوثاً إلى مرشد الإخوان آنذاك عمر التلمسانى ليتدخل لدى القيادة الثورية الإيرانية للإفراج عن الرهائن".
ظل الدبلوماسيون الأمريكيون في السفارة في القاهرة يترددون على مقر الإخوان لاستطلاع رأيهم في التحولات السياسية في مصر والمنطقة والأحوال العامة في مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وكان لولوج الإخوان غير المشاركة السياسية البرلمانية أثر كبسر في مزيد من اللقاءات خصوصاً بعد الفوز الكبير في انتخابات ١٩٨٧ ."
وكان للقيادي الإخواني الإرهابي عصام العريان نصيب كبير من هذه اللقاءات حتى تمت دعوته من جانب فرانسيس ريتشاردوي السكرتير آنذاك، السفير لدى مصر بعد ذلك لزيارة خاصة لمدة شهراً في إطار برنامج تعده وتنظمه وزارة الخارجية الأمريكية.
في ذات الوقت، بدأ الغزو السوفيتي لأفغانستان، فقررت أمريكا دعم المقاومة الأفغانية عبر توفير الدعم المادي والتسليح اللازم لها، وشرعت جماعة الإخوان وفروعها ومراكزها ورموزها في حشد المقاتلين.