قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن حركة النهضة التونسية حركة حديثة متصالحة مع العصر ومنفتحة عليه ، كما أن الحركة فيها "جزء مقاصدى" استقته من المذهب المالكى، ولديها "جزء عقلانى" استقته من طرائق الفكر الجدالى القريب من الطابع المعتزلى، خاصة فيما يتصل بالواقع والعصر والإنسان والعالم .
وأضاف "حبيب" فى تصريحات لـ"انفراد" أنه منذ وقت مبكر تنحو حركة النهضة نحوا مختلفا عن الإخوان فى مصر فيما يتعلق بالموقف من الشريعة فى الدستور التونسى والاكتفاء بالإشارة إلى أن دين الإسلام هو الدين الرسمى للدولة، كما أنها تركت السلطة وقد كان لديها الأغلبية لأنها رأت أن وجودها فى المعارضة خير لها من وجودها فى السجن ، وتقاربت مع حزب نداء تونس ولديها ممثلون فى السلطة والبرلمان.
وأوضح "حبيب" أن حركة النهضة تفصل وتميز بين العمل الدعوى والسياسى الحزبى، وتستخدم لغة معاصرة تنحاز فيها للفقراء والمستضعفين، وتغلب لغة التسامح والمصالحة والتعارف فى علاقتها بالعالم على لغة المواجهة والصدام وفى نفس الوقت لغة التوافق فى الداخل لحماية تونس وحدودها والتأكيد على أن الانتماء لتونس مقدم على أى انتماء آخر لجماعة إسلامية أو غيره.
وكانت حركة النهضة قد عقدت مؤتمرها العام للإعلان عن تشكيل حزب سياسى بعيدا عن الإخوان.