رغم أن ركوب سيدات فى صعيد مصر للدراجات، يعد مغامرة غريبة، خاصة فى محافظة أسيوط التى تعد واحدة من أفقر محافظات الجمهورية، إلا أنهن يرونها حلا جذريا لمشكلات كثيرة.
"سميرة إبراهيم"، جدة لثلاثة من الأحفاد وتعمل مديرة لقسم حسابات بوزارة الصحة، تغلبت على العادات والتقاليد المعقدة واستقلت دراجة للتجول بشوارع أسيوط، الأمر الذى يعد جديدا وغريبا فى نفس الوقت على المجتمع الأسيوطي.
سميرة، قالت لـ"انفراد"، إنها متزوجة ولديها 4 من الأبناء منهم 2 متزوجين و2 خريجي جامعات، و تذهب لعملها يوميا بالعجلة، لافتة إلى أنه كان لديها سيارة صغيرة لكن زحام الشوارع في وقت الذروة والميكانيكي، حيث كانت تتكبد بسبب زيارته ما يزيد عن الـ 1000 جنيها كل شهرين أو ثلاثة ، جعلها تتخذ قرارا بإنهاء تلك المشكلات ووضع حل جذرى لها بشراء دراجة واستخدامها للذهاب إلى العمل والعودة يوميا.
وأشارت إلى أن ذلك الحل وضع حدا لكل المشكلات السابقة وجعلها تستخدم الدراجة الخاصة بها بمنتهى الحرية وفى أي وقت دون الحاجة إلى أحد، بالإضافة إلى توفير جزء من مرتبها .
وأضافت:"هناك بعض المضايقات البسيطة فى الشارع لكن الأمر أصبح اعتيادى بالنسبة لها وبات لا يسترعى انتباهها، كما أن الكثيرين أصبحوا معجبين بتلك الفكرة".
لم تكن "سميرة"، وحدها التى اتخذت ذلك القرار الجرىء، بل كانت بصحبتها "ابتسام" ، حيث تستقل دراجتها للذهاب إلى عملها بإحدى شركات الكمبيوتر بمدينة أسيوط.
وقالت ابتسام لـ"انفراد"، إنها اعتادت على استخدام الدراجة فى حياتها اليومية والذهاب إلى العمل، وأدى ذلك حصولها على قدر كبير من الراحة النفسية، أغناها عن استقلال المواصلات العادية والوضع تحت ضغط بسبب الزحام الشديد بالشوارع.
وأوضحت أن أغلب المواطنين فى المدينة اعتادوا على رؤية مجموعة من السيدات يستقللن دراجات بالشوارع، بعد أن بدا الأمر غريبا فى البداية، وأصبح أمرا عاديا طالما لا يسىء إلى أحد.