أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن تهنئة المسلم لغير المسلم فى مختلف مناسباته هو أمر واجب ومحبب، وأن الدار بصدد إصدار كتاب جديد بعنوان فتاوى المواسم لأن هذا السؤل يتكرر كثيرا كل عام؛ ولماذا يتكرر مع أن الفقه المصري الأصيل الأزهري كان على طول الزمان هو فقه ثابت ، فالفتاوى المصرية في دار الإفتاء المصرية فتاوى صادرة وراكزة ومستقرة على أن تهنئة الأخوة المسيحيين بمناسباتهم المختلفة هي من الأمور المحببة التي تؤلف وتجمع أبناء الوطن الواحد فهذه الأمور مستقرة وربما لم يلتفت احد إلى مثل هذه الأسئلة ولم تدر في ذهن احد يسأل مثل هذا السؤال لولا أن فقهًا وافداً على الفقه المصري أوجد مساحة من التقول ولذلك نحن ننبه مرارا وتكرارا على هذه الفتاوى المستقرة عندنا في أن التهنئة لغير المسلم على وجه العموم بمناسباته المختلف هي من الأمور المحببة التي تساعد على الرقي الإنساني.
وتابع فى تصريحات لتلفزيون انفراد، ولذلك نحن نستند في هذه الفتاوى إلى العمق المجتمعي إلى الاستقرار وتحقيق الألفة في ما بين أبناء المجتمع الواحد وان المسلمين لم يكونوا في يوم من الأيام في المجتمع العالمي على وجه العموم فضلا عن بعض المجتمعات أو أكثر المجتمعات لم يكن له وحدهم في هذا المجتمع إنما هم مع غيرهم فلابد من وجود قدر من الاستقرار بين هؤلاء جميعا لذلك نحن في دار الإفتاء المصرية نقول بان هناك مظلة ينبغي أن تكون هي الضابطة لمسألة الفتوى هذه المظلة للاستقرار المجتمعي المجتمع ينبغي أن تظل الفتاوى جميعا في تحقيق هذا الهدف أو تحقيق هذه الغاية وهي غاية كبرى من مقاصد الشرع الشريف لان الشرع الشريف عندما قصد إلى حفظ النفس و حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ المال والنسل هذه المقاصد الكلية الخمسة الكبرى التي يختل المجتمع إذا لم يحافظ عليها هذه المقاصد لا تعمل ولا تتفاعل ولا تؤتى ثمارها ثمرة حقيقية إلا إذا كنا في مجتمع مستقر ولذلك ينبغى ان تكون الفتاوى فى هذا الاطار ونحن في سنة 2016 او 2017 عقدنا مؤتمر بهذا المعنى الفتوى واثرها على استقرار المجتمع ،وجدنا من خلال التحليل الذي قدمه الباحثون في هذا المؤتمر أن الفتوى إذا ما كانت معوجة بالفعل وحادت عن المعايير الصحيحة فإنها بلا شك ستؤثر على استقرار المجتمعات ،ولذلك لاحظنا كم من فتاوى هددت استقرار المجتمعات، ونحن ننطلق من هذا مسنودين بالأدلة الشرعية منها أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالبر لأهل الكتاب وقال سبحانه وتعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، هذه الآية أن تبروهم البر لفظ فيه من العموم والسعة بحيث يشمل كل بر وكل ألفة ولذلك فإن جميع مناسباتهم المختلفة داخلة في هذا الإطار من البر ، الخلاصة أن التهنئة لغير المسلمين وبصفة خاصة لأبناء الوطن الواحد المصريين غير المسلمين هي تهنئة واجبة وهي تهنئة محببة ينبغي أن نحدثها ونعملها لأجل هذا التآلف المجتمعي.