أكد الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن أطول نهار خلال أيام شهر رمضان سيكون اليوم الثلاثاء 21 يونيو الموافق 16 رمضان فى الدول الواقعة فى نصف الكرة الأرضية الشمالى ومن بينها مصر.
وأضاف تادرس، لـ"انفراد"، أن الظاهرة تعد أحد أهم الظواهر الفلكية، حيث يُطلق عليها "قمة الصيف" أو الانقلاب الصيفى، وسيعيش المصريون أطول نهار فى السنة الحالية 2016، مشيرا إلى أن الانقلاب الصيفى طوله 93 يوما، و15 ساعة، 47 دقيقة، ويستمر حتى 22 سبتمبر المقبل.
وأوضح أن الشمس ستظهر فى الأفق لمدة تصل إلى حوالى 14 ساعة متتالية، منذ الشروق حتى الغروب، لافتاً إلى أن الظاهرة تحدث سنويًا، ويكون هذا معاكسًا تمامًا لما يحدث فى النصف الجنوبى للكرة الأرضية، وبالتحديد البلدان التى تقع تحت خط الاستواء، وهى بلدان تابعة للجنوب الأفريقى، حيث سيكون فيها أقصر نهار.
وتابع تادرس،:" الانقلاب الصيفى يحدث بعد الاعتدال الربيعى فى نصف الكرة الشمالى والذى تقع مصر ضمن الدول الواقعة فيه، حيث تستمر حركة الشمس الظاهرية فى الاتجاه نحو شمال خط الاستواء تدريجيا، ويواصل ميل أشعة الشمس زيادته فيزداد طول النهار تدريجيا وينقص طول الليل".
وأشار إلى أن الشمس فى يوم 21 يونيو تكون فى أقصى نقطة شمالية من خط الاستواء السماوى، الذى يتقابل مع دائرة البروج بزاوية مقدارها 23 درجة و27 دقيقة، وهنا تصبح الشمس فى مواجهة القطب الشمالى مباشرة وتسقط أشعتها عمودية ، وقريبة من مدار السرطان فى نصف الكرة الشمالى.
وقال إن "يوم الانقلاب الصيفى" لن يكون له تأثير على الطبيعة"، مشيرا إلى أن المخلوقات ستتمتع خلال اليوم بأطول فترة ممكنة لظهور الشمس ، وبدءا من يوم الأربعاء تبدأ ساعات النهار فى الانخفاض تدريجيًا حتى الوصول إلى يوم 22 سبتمبر، وهو ذروة فصل الخريف، وهنا يتساوى الليل والنهار، ثم تنحرف نقطة الشروق تجاه الجنوب بنفس المعدل حتى تصل إلى أقصى انحراف لها فى 23 ديسمبر "ذروة فصل الشتاء"، ويكون أقصر نهار فى السنة، وعندها يحدث الانقلاب الشتوى، حيث ترجع الشمس مرة أخرى نحو اتجاه الشرق تماما، وتبدأ فى الانحراف نحو الشمال الشرقى وتستمر هكذا حتى الاعتدال الربيعى، أى فى 21 مارس "ذروة فصل الربيع"، حيث تشرق الشمس من الشرق تماما، وتغرب من الغرب تماما، ويتساوى الليل والنهار ثم تنحرف نقطة الشروق تجاه الشمال بمعدل ربع درجة يوميا، حتى تصل إلى الانقلاب الصيفى مرة أخرى وهكذا.
فى سياق متصل قال "تادرس"، إن الدول الواقعة فى نصف الكرة الشمالى لها فترات نهار أطول من فترات الإظلام بسبب ميل محور الأرض حول الشمس، أى أن النهار أطول من الليل فى نصف الكرة الشمالى، فيما يحدث العكس فى نصف الكرة الجنوبى أى أن الليل يكون أطول من النهار.
جدير بالذكر أن الانقلاب الشمسى يحدث مرتين فى العام، حيث الانقلاب الشمسى الشتوى فى نصف الكرة الأرضية الشمالى يوم 21 أو 22 ديسمبر وفيه تصل الشمس إلى أدنى ارتفاع لها خلال الظهر فوق الأفق، فيما يحدث الانقلاب الشمسى الصيفى حول يوم 21 يونيو فى نصف الكرة الأرضية الشمالى، حيث تكون الشمس فى أعلى ارتفاع لها ظهرا فوق الأفق، وتكون الأوضاع معكوسة بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الجنوبى، فبينما يكون الشتاء فى نصف الكرة الشمالى يكون صيفا فى نصف الكرة الأرضية الجنوبى وبالعكس.