قالت المهندسة المصرية سارة عبد القادر الفائزة بجائزة برنامج " يونسكو للمرأة في العلوم 2021 للمواهب الشابة" أن الحكومة المصرية لديها خطة طموحة لاستخدام مياه الصرف الزراعى المعالجة في الرى من خلال الوصول إلى 8 مليارات متر مكعب، جاء ذلك خلال حوارها مع موقع أخبار الأمم المتحدة على خلفية فوزها بالجائرة العالمية.
وحصلت المهندسة المصرية الشابة على الجائزة العالمية نظير البحث الذي قامت بإعداده وهو بعنوان: "طرق المعالجة المستدامة في الموقع لمعالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها في الري."
وأشارت المهندسة سارة عبد القادر إلى أنه في مصر يتم إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي في الري بشكل روتيني، وأنه لدى الحكومة خطة طموحة تهدف إلى الوصول إلى 8 مليارات متر مكعب.
وأوضحت المهندسة سارة عبد القادر، أنه تقوم فكرة البحث على تصنيع أو تصميم وحدة معالجة مكونة من مواد قليلة التكلفة ومن المخلفات الزراعية الصلبة، ويمكن وضع هذه الوحدة في المصرف بحيث يتمكن العامل أو المزارع من أخذ المياه منها مباشرة بعد معالجتها.
وأضافت: "يفترض أن تكون هذه الوحدة قابلة للحركة، بحيث تتمكن الوحدة الواحدة من خدمة عدد من الأراضي الزراعية من خلال جدول زمني مناسب، لافتة إلى أنه نقوم حاليا بإعداد خريطة للمصارف في مصر لمعرفة نسبة التلوث في كل مصرف حتى نتمكن من تجميع المصارف الموجودة لمعرفة أكثرها تلوثا.
ولفتت المهندسة المصرية سارة عبد القادر إلى أن هذا التكريم ليس الأول حيث إنها فازت من قبل بجوائز أخرى ومن بينها جائزة متعلقة بالابتكار في البحرين، وهى مسابقة نظمها برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع منظمة اليونيدو بالنسبة للأفكار الابتكارية التي يمكن أن تصبح نواة لمشاريع صغيرة أو شركات ناشئة.
وأكد: "تقدمت مع مجموعة من الزملاء. وكانت الفكرة عبارة عن تطوير ألواح مصنوعة من البلاستيك والخشب مع بعض، بحيث تكون هذه الألواح شفافة تسمح بدخول الضوء حتى نتمكن من الحفاظ على خصائص الخشب في حفظ الحرارة وفي نفس الوقت السماح بدخول الضوء، كنا قد صنعناها بغرض الاستخدام في الصُوب الزراعية كبديل للزجاج والبلاستيك".
وأوضحت: "تسمح لنا هذه الألواح بالحفاظ على الحرارة داخل الصوبة الزراعية وبالتالي نتمكن من تخفيض الطاقة المهدرة بسبب التبريد او التدفئة، وكذلك يمكننا من توفير المياه المستخدمة في التبريد لأن في الصُوب الزراعية المتقدمة يتم استخدام المياه كمبرد".
وقالت المهندسة المصرية: "وجد البحث استحسانا من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ولذلك حصلنا على المركز الثاني في المسابقة، وهذه من ضمن الأشياء التي افتخر بالمشاركة فيها لأنها كانت فكرة ثورية بالنسبة لنا".
وردا على ان مجال الهندسة يوصف من قبل البعض بأنه مجال يهيمن عليه الرجال، قالت سارة عبد القادر دخلت المجال لأنني كنت أعلم أنني سأبدع فيه، واخترت الهندسة لعلمي أنه المجال الذي يمكنني من خلاله مساعدة المجتمع وتقديم الحلول.
وأضافت المهندسة سارة عبد القادر " مجال الهندسة يمثل بالنسبة لي مفتاحا سحريا لإيجاد حلول تفيد البشرية. وهذه هي الفكرة التي يجب أن تكون في بال أي بنت عند دخول أي مجال. البنت ليست بحاجة لإثبات أي شيء لأي شخص.
وقالت " لأن فكرة الاهتمام بإثبات عدم صحة نظرية- هي في الأصل لا أساس لها من الصحة- هي بالنسبة لي إهدار لموارد ومجهود الشخص.
وأضافت قائلة " أقول لكل فتاة تريد دراسة الهندسة إن هذا المجال يحتاج إلى الشغف، والحب، والإتقان، والالتزام. والبنات لديهن هذه الصفات. تبلغ نسبة الفتيات اللواتي يتخرجن من كليات العلوم والهندسة في مصر حوالي 48 في المائة.
معروف دائما أن البنات هن أكثر التزاما بالجامعات والدراسة، ولا ينقصهن شيء سوى أن يرغبن في أي مجال يودين الالتحاق به. ليس عليهن أن يدخلن أي مجال لمجرد أنهن يردن أن يثبت أي شيء لأي شخص.
وأكدت المهندسة الشابه " لدى البنات الكثير من الطاقة، ولكن هذه الطاقة إما أنها مهدرة بسبب بعض القيود المجتمعية، أو القيود التي تفرضها الفتيات على أنفسهن، ويعتقدن أنهن غير قادرات، طبعا يعود هذا إلى موروث ثقافي أو تربوي.
العمل البحثي هو عبارة عن مجموعة من الخبرات التي نحصل عليها من النجاح ومن الفشل على حد سواء
وقالت ط أنا مقتنعة بأن القيود الخارجية ليست أقوى من القيود الداخلية، لأن القيود الخارجية يستطيع أي شخص التغلب عليها، وبالتالي فالمشكلة هي في القيود الداخلية.
وأضافت " نصيحتي لأي بنت هي عدم الاستسلام للقيود الداخلية، كأن تعتقد إحداهن بأن مجال الهندسة صعب، وأن الرياضيات معقدة وتسبب "وجع دماغ، هذه الأفكار هي أفكار مقيدة أكثر من كونها حقيقية".
وإختتمت سارة عبد القادر حديثها " أوجه كلمة لكل باحث سواء كان ذكر أو أنثى، وهي أن العمل البحثي هو عبارة عن مجموعة من الخبرات التي نحصل عليها من النجاح ومن الفشل على حد سواء. على الباحثة أو الباحث عدم الاستسلام للفشل أو الاغترار بالنجاح.
يذكر أن سارة عبد القادر، أخصائية بيئية. تخرجت من الجامعة الأمريكية وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، والتحقت ببرنامج الهندسة البيئية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وحصلت على درجة الماجستير في عام 2020.
شاركتُ المهندسة الحائزة على الجائزة في عدد من الأبحاث المتعلقة بالمياه ومعالجتها وإدارتها. وهى حاليا باحثة في درجه الدكتوراة في معهد الصحة العالمية وعلم البيئة البشرية في الجامعة الأمريكية في القاهرة.