"إحنا البمبوطية ولا لنا مثال".. السمك الورسعيدى من البحر إلى سوق حى العرب

ارتبطت حرفة الصيد فى بورسعيد منذ نشأتها قبل 150 عام، وكان للصيادين باع كبير في الدفاع عن أرض الوطن من خلال عمليات نقل السلاح التي كانوا يقومون بها خلال فترة العدوان الثلاثي بعد أن سطر أهل المدينة الباسلة ملاحم بطولية وعمليات فدائية. عائلات الصيادين من أصحاب المراكب الصغيرة تقوم برحلات يومية، وعلى كل مركب قرابة 15 شخص يبحثون عن الرزق، حيث تبدأ رحلة الصيد بتجمع الصيادين مع أول ضوء لشروق الشمس والوصول إلى المركب على شاطئ البحر، ويتم طرح الشباك في مياه البحر الأبيض المتوسط، من جهة وتثبيتها والوصول إلى الجهة الأخرى حتى تصبح الشباك على شكل دائرة ويتم حصدها من الطرفين حتى خروج الأسماك بداخلها على رمال الشاطئ. وقال علي الكيكي أحد كبار الصيادين، إنه يتم جمع الصيادين في السادسه صباحاً والإنتقال إلى مكان المركب بنطاق حي المناخ على ساحل البحر، ووضع الشباك ورميها داخل مياه البحر بطول 150 متر، وينتظرون حتى يتم وضع الشباك على شكل نصف دائري بمياه البحر، ثم بعد ذلك تبدأ عملية الحصاد بتقسيم الصيادين على مجموعتين واحدة من الطرف الأيمن للشباك، والأخرى بالطرف الآخر ويتم سحبهما حتى تخرج الشباك بالكامل على رمال الشاطئ. وأضاف، يقوم الصيادين بتجميع الأسماك الموجودة بالشباك، قبل البدء فى عملية البيع للتجار، وتوزيع اليوميات على الصيادين، كما أن ساحل بورسعيد مقسم بطول حوالي 5 كيلومتر في أحياء "الشرق، العرب، المناخ، الزهور، والغرب" وتنتهي الرحلة اليومية التي يقوم بها الصيادين من خلال المرمى الصغيرة الموجودة على الشاطئ، والتي تختلف عن الرحلات التي يقوم بها صيادي الميناء وتستغرق 3 أيام داخل المياه. وفي إحدى اللقطات الرائعة وعندما يبدأ الصيادون في جمع الشباك بعد خروجهم من المياه وحصر الأسماك التي قاموا بصيدها، يتبقي بضعة أسماك صغيرة في الشباك يتغذى عليها طائر النورس، وتستكمل رحلة السمك منذ خروجه من المياه في شباك الصيادين إلى سوق الأسماك بمحافظة بورسعيد، حيث يتم بيع الأسماك على نغمات السمسمية.