فى إطار الدور الذى يقوم به مركز المعلومات، ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، كمركز فكر للحكومة المصرية، يسعى المركز نحو رصد وتتبع كافة التقارير والمؤشرات التي تصدرها الجهات الدولية والعالمية، والتى تتناول الشأن المصرى أو تدخل فى نطاق اهتمامه.
وفى هذا السياق، قام المركز بمتابعة ورصد أحدث توقعات وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجلة الإيكونومست بشأن السياحة العالمية، حيث توقعت الوحدة ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى العالم بنسبة 30٪ في عام 2023، ليصل إلى 1.6 مليار سائح، ويأتي هذا بعد نمو بنسبة 60٪ في عام 2022، ورغم ذلك فقد أشارت الوحدة أن عدد السياح الوافدين على مستوى العالم لن يصل إلى مستويات ما قبل الجائحة عام 2019 عندما بلغ 1.8 مليار سائح.
وأضاف التقرير، إلى أن تعافي أعداد السياح الوافدين سيختلف من منطقة لأخرى، ففي حين شهد جزء كبير من الشرق الأوسط انتعاشاً كاملًا بالفعل، فإن التعافي في أوروبا الشرقية لن يتحقق قبل عام 2025 بسبب تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، في حين ستصل معظم المناطق الأخرى إلى التعافي الكامل في عام 2024.
وتوقع التقرير أن يتعافى السياح الوافدين في العالم إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية عام 2023، مع انحسار الخوف من "كوفيد –19" ورفع القيود، ولكن الحرب الروسية الأوكرانية وما صاحبها من عدم استقرار سياسي وتفاقم التضخم عالميًّا والتباطؤ الاقتصادي بالإضافة إلى استراتيجية الصين الصارمة لاحتواء الوباء قد أدت تلك العوامل مجتمعة إلى توقعات وحدة الاستخبارات الاقتصادية الوصول إلى مستويات التعافي في عام 2024 وليس عام 2023، مع احتمال حدوث اضطراب كبير في هذه الأثناء، مما قد يؤثر على السياحة العالمية، حيث ستكافح الفنادق والمطاعم والمطارات للتعامل مع نقص العمالة ومتطلبات الأجور وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.
وعلى صعيد آخر، من المتوقع أن يصبح تأثير تغير المناخ على السياحة أكثر وضوحًا مع ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه والفيضانات التي تجبر الوجهات السياحية على اتخاذ إجراءات، حيث تفتقر منتجعات التزلج إلى الثلوج، والمنتجعات الصيفية المتضررة من الجفاف وحرائق الغابات، وفي عام 2023، ستصبح هذه التأثيرات أكثر وضوحًا إذا استمرت الأحداث المتعلقة بالطقس في التفاقم.