أطلق عدد من الشباب على وسائل التواصل الاجتماعى حملة بعنوان "زواج بدون ذهب" من أجل إلغاء شبكة العروس، وتسهيل تكاليف الزواج على الشباب، وحاول "انفراد" التعرف على رأى علماء الدين فى هذه الحملة.
أكد رئيس مجالس إفتاء المساجد الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى للمفتى، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشبكة ليست من أساسيات الزواج بل هدية يعطيها الخاطب لخطيبته، وعند فسخ الخطوبة تعود للخاطب، وإذا كان الفسخ بعد العقد يعود نصفها، وإذا دخل بها تبقى للزوجة.
وأضاف عاشور، لـ"انفراد"، أن الشبكة عملية اجتماعية وليست دينية، والشرع لم يضع شكل وحدود معينة فى هذا الجانب بل تخضع لعادات المجتمعات والأفراد وظروفهم الاقتصادية، مشيراً إلى ضرورة مواجهة المغالاة فى المهور، مع توعية الشباب بقيمة الارتباط ودخول البيوت قبل إلغاء الشبكة حتى لا يستسهل البعض الارتباط، ويقوم بخطبة أكثر من فتاة لكون الأمر غير مكلف بعد إلغاء الشبكة، ووقوع مفسدة استباحة البيوت بزعم أنه يريد الارتباط ويتضح أمره غير النبيل بعد ذلك.
وقال عاشور، إن الهدف الرئيسى من إلغاء الشبكة أو تقليل المهور هو عدم تعطيل الزواج، وهو أمر مطلوب لابد من بحثه اجتماعياً وتثقيف الشباب، وإقناعهم بحرمة البيوت وسمعة الفتيات والمحافظة على مشاعرهن.
وأوضح عاشور، أن الصداق فى الزواج كشرط لم يبين الشرع ماهيته هل هو ذهب أم مال، داعياً الجميع بعدم المغالاة فى المهور إذا كان هناك إرهاق للعريس، ففى هذه الحالات يكون الترفع خير.
فيما اعتبر الشيخ صبرى عبادة مستشار قطاع مديريات الأوقاف لـ"انفراد"، أن الشرع طالب بعدم المغالاة فى المهور، مرحباً بفكرة الزواج بدون ذهب للتخفيف عن الشباب وتسهيل الارتباط الشرعى، مؤكداً أن الشرع لم يشترط ذهب فى الشبكة أو شكل معين.
أما الشيخ أحمد البهى أحد الكوادر الدعوية الشابة بوزارة الأوقاف، لفت إلى دور الشعوب فى تجاوز الأزمات الاقتصادية، مضيفاً أن الحكومات لا تستطيع توفير مراقب على كل مواطن لتحقيق النهوض وتجاوز الأزمات، مشيراً إلى أن كل دول العالم مرت بأزمات ولا يوجد دول مرت بأزمتها بتصرف حكومة بل بوعى شعبى.
وقال البهى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، "الهند انتصرت على الاحتلال بمقاطعة بضائع المحتل، وفى دول أخرى يتكفل كل رجل أعمال مجموعة من الشباب للنهوض بالبلاد، وفى ألمانيا توحدت البلاد بجهود شعبية، مؤكداً أنه لابد من وعى شعبى فى مصر للنهوض وتجاوز الظروف الاقتصادية الحالية.
وأضاف البهى، أن إلغاء الشبكة ومنع احتكار الدولار والشراء الترفيهى من أكبر المولات التجارية للتفاخر والرفاهية الشكلية، أمور لا تناسب الأحوال الحالية ويمكن شعبياً أن ننتصر على أحوالنا ومساعدة الاقتصاد الوطنى بهذه التصرفات.
وعن القرية التى اتفق أهلها على إلغاء الشبكة، قال البهى "أفلحوا إن طبقوها.. ولابد من مبادرات شبيهة تدعم البلاد لنتجاوز بها الظروف الحالية".
فيما أكد الدكتور مقبول سيد أحمد أحد كبار الأئمة بمديرية الأوقاف الدقهلية، أن الذهب فى الشبكة عادة اجتماعية على حسب ما يتيسر للشخص ولا يوجد لها حدود فى الشرع، أو ما يعززها من الشرع، مشدداً على أن التيسير على المقبلين فى الزواج مطلب شرعى فى ظل غلاء الذهب، ما يجعل الشباب فى ضنك واستدانة تتعلق فى رقبته.
وقال مقبول إن "المغالاة فى المهور تزيد العنوسة والفاحشة والتحرش والقلق النفسى والضغط والأمراض النفسية، وأنا معى التيسير، فى ظل كون الذهب ليس فريضة شرعية".