انقسم مفكرون وسياسيون حول الأسباب الحقيقية لاستخدام المنتمين لتيار الإسلام السياسي للعنف خلال الفترات السابقة، إلى فريقين، الرأى الأول من بينهم "البرادعي"، يرى أن عنف السلطة هو سبب لجوء التيارات الدينية لذلك، بينما رأى فريق آخر أن عنف هذه التيارات هو ما يدفع السلطة للعنف المضاد.
ومع حلول الذكرى الثالثة لـفض إعتصامي رابعة والنهضة، الذي دفع المنتمي للفريق الأول، الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية وقتها، لتقديم استقالته و"انفراد" تعيد نشر الاستقالة وأبرز تصريحات الدكتور محمد البرادعي وقتها.
البرادعي: العنف لا يولد إلا العنف
قبل الاستقالة بـ8 أيام، قال الدكتور البرادعي، في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن "سحق الإخوان حتى من الناحية البراجماتية ليس حلا، فحتى تقمع أو تسحق أو تقصي فصيلا معناه أن هذا الفصيل سينزل تحت الأرض، وسيبدأ في عمليات عنف لن تخرج منها الدولة".
وفي نص استقالته بتاريخ 14 أغسطس عام 2013، قال البرادعي إن "العنف لا يولد إلا العنف"، ورغم التهديدات التي صدرت من منصات الاعتصامين إلا أن البرادعي عبر عن استطاعته منع هذا العنف عبر بدائل سليمة.
الإجابة تونس
ورغم وقوع 76 حادثا إرهابيا في تونس حتى الآن، إلا أن البرادعي يعتقد أن تونس قد نجحت في تجربتها عبر إشراك الإسلاميين في الحكم، وقال في حواره لصحيفة "Die presse" النمساوية، في يناير 2015، "يجب على الجميع العمل معا لبناء المؤسسات، لقد أدركت تونس ذلك، ونحن مدينون بالفضل في ذلك أيضا لحركة النهضة الإسلامية"، مضيفا "كلي أمل أن تصبح تونس نموذجا للدول الأخرى".
وأكد في نفس الحوار أن دمج الإخوان في الحياة السياسية ضرورة لتجنب العنف، قائلا "من يبحث عن الاعتدال عليه أن يسعى لدمج الإسلاميين في العملية السياسية، ومن يدفعهم للعمل المحظور، سوف يحصد العنف والتطرف".
وأضاف "في تونس، هناك الإسلاميون مشاركين في البرلمان، وهذا هو الطريق الوحيد الممكن، ومن المستحيل الاستمرار في شيطنة الإسلاميين إلى الأبد، مثلما هو الحال في مصر الآن".